السياحة و الأثار

سرابيط الخادم

بفلم المهندس/ طارق بدراوى
سرابيط الخادم منطقة تقع في جنوب غرب شبه جزيرة سيناء بجوار مدينة أبو زنيمة والتي تبعد عن رأس سدر بنحو 80 كيلو متر وقد أظهرت عمليات التنقيب عن الآثار بواسطة المستكشف الإنجليزى السير فلينردز بيترى عن معسكرات التعدين القديمة بالإضافة إلى معبد للآلهة حتحور وهي معبودة مصرية قديمة إستعان بها المصريون القدماء لحماية الصحراء وسرابيط الخادم منطقة الطريق إليها بالغ الوعورة وهى تقع فوق هضبة الصعود إليها صعب من جميع الجهات والآثار الموجودة بها وكذلك المناجم توجد فوق السطح المنبسط لتلك الهضبة العالية وقد عثر في هذه المنطقة على تماثيل عديدة تحمل أسماء الملك سنفرو من الأسرة الفرعونية الرابعة والملك منتوحتب الثالث والملك منتوحتب الرابع من ملوك الأسرة الفرعونية الحادية عشر ونقش لكل من سنوسرت الأول وإسم أبيه أمنمحات الأول أما أشهر وأهم الآثار المتواجدة في تلك المنطقة فهو معبد حتحور المشار إليه والنقوش السينائية التي اكتشفت فيها عام 1905م في عهد المدينة عباس حلمي الثاني وعرفت فيما بعد بإسم النقوش السينائية والتي تم إعتبارها أصل الأبجديات واللغات الأوروبية الحديثة …..
ويقع معبد حتحور على سطح هضبة من الحجر الرملي ترتفع حوالي 1200م عن مستوى سطح البحر ويبلغ طول المعبد حوالي 80 مترا وعرضة حوالي 35 مترا وفوق نفس الجبل وبالقرب من المعبد توجد مغارات الفيروز التي تزخر صخورها بالعديد من النقوش الهامة وإلى الغرب من المعبد تقع منازل العمال وهي دائرية الشكل شيدت بشكل خشن من أحجار المنطقة وقد عثر فيها على بعض أدوات الحياة اليومية وقد كرس المعبد للآلهة حتحور وكان يضم حجرة لعبادة الإله سوبك ويتضمن المعبد ثلاثة مداخل يصل إليها الزائر من ثلاثة وديان فالمدخل الرئيسي من روض العير والمدخل الثاني من وادي الخصيف والمدخل الثالث من وادي الطليحة وكان المدخل الرئيسى يتضمن لوحتين إحداهما من عهد الملك رمسيس الثاني والأخرى من عهد الملك ست نخت أول ملوك الأسرة الفرعونية العشرين ويلي المدخل صرح شيد في عهد الملك تحتمس الثالث يؤدي إلى مجموعة من الأفنية التي تتضمن مجموعة من الحجرات شيد البعض منها دون إلتزام بتخطيط المعبد وكانت تتضمن أسماء الملوك الذين أوفدت البعثات في عهدهم ومرت بطريق المعبد وكذلك رؤساء البعثات وآلهة المعبد وقد دمر المعبد إلى حد كبير وخصوصًا في فترة الإحتلال الإسرائيلي لسيناء كما نقلت إلى إسرائيل بعض عناصره المعمارية وبعض اللوحات والتماثيل وغيرها
وتعود قصة بناء هذا المعبد إلي أنه عندما إكتشف المصريون القدماء وجود ذهب وفيروز وأحجار كريمة في سيناء قام الملك أمنمحات الأول وبعد ذلك الملك سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشر في عهد الدولة الوسطى بإقامة معبد لعبادة الآلهة حتحور سيدة الفيروز ثم شهد المعبد إضافات في عصور تالية عديدة حيث بدأ المعبد بكهف حتحور المنحوت في الجبل وهو قدس أقداس المعبد ثم شيدت أمامه حجرة أخرى تكريما لحتحور ثم تعددت أسماء العديد من الملوك الآخرين في المعبد حيث توجد عدة نقوش ولوحات مرسومة علي واجهات الصخر تحتوى على الإبتهالات المعتادة للآلهة وعلي صور منحوتة للعديد من ملوك الفراعنة ويبلغ مجموع النقوش التي عثر عليها في سرابيط الخادم 387 نقشا من الدولتين الوسطى والحديثة هذا غير النقوش الخاصة بالمعبد
وفى عهد الدولة الحديثة قام الملك أمنحتب الأول بإصلاح ما تهدم من الهيكل خاصة البهو المحمول على الأعمدة كما شيد هيكل حنفية حتحور الذي كان معدا لتطهير زوار المعبد ثم أضاف أمنمحات الثاني جزءا لهذا البناء وفي عهد الفرعونين أمنمحات الثالث والرابع أقيم هيكل الإله سيد والآلهة حتحور وفى عهد تحتمس الثالث وحتشبسوت أضيفت عدة قاعات أمام قدس الأقداس ثم عدة قاعات تالية في عهد إبنه أمنحتب الثانى وشيدت ستة حجرات في عهد أمنحتب الثالث وفي عهد الأسرة الثامنة عشر أعاد فراعنتها الإهتمام بسرابيط الخادم وإستمر هذا الإهتمام في عهود تحتمس الثالث وحتشبسوت وأمنحوتب الثالث وسيتي الأول ورمسيس الثاني ورمسيس السادس حيث بلغ عدد النقوش بسرابيط الخادم 387 نقشا كما أسلفنا
وفي عام 1905م وعلي يد المستكشف العالم الإنجليزي بتري تم العثور أثناء عمله في معبد سرابيط الخادم وفي مناجم ومغارات الفيروز على 12 نقشا تضمنت علامات لم تكن معروفة من قبل وتشبه بعضها العلامات الهيروغليفية وجرى تأريخها لعهد كل من تحتمس الثالث وحتشبسوت. وفي السنوات التالية قامت أكثر من بعثة بالعمل في المنطقة حيث عثرعلى نقوش أخرى ليصل إجمالي عددها إلى 25 نقشا وقد أطلق الباحثون على هذه العلامات الأبجدية السينائية ربطا بينها وبين سيناء الأرض التي شهدت تسجيلها وشهدت الكشف عنها والعثور عليها وإتضح أن هذه العلامات محورة عن العلامات المصرية القديمة ومتأثرة ببعض الكتابات السامية على إعتبار أن سيناء كانت نقطة إلتقاء للقادمين من قارة اسيا مع القادمين من قارة أفريقيا ويبدو أن بعض العمال الساميين كانوا يفدون إلى هذه المنطقة بأرض سبناء من فلسطين والشام للعمل فيها أو التجارة وإتضح بعد إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث أن هذه الكتابة هي أصل الأبجدية الفينيقية التي هي أصل الأبجدية اليونانية واللاتينية وهما أصل الأبجديات للغات الأوربية الحديثة بوجه عام

زر الذهاب إلى الأعلى