اهم المقالاتمقالات واراء

كارت أصفر..!!!


بقلم وليد المصري
المنسق العام لحملة تمرد سابقاً
مؤسس حركة الجماهير حالياً

” إن الحق لن يصبح باطلاً بمرور الزمان , والباطل لن يصبح حقا بمرور الزمان – وإن مضايق تيران وجزيرة صنافير حق مكتسب للدولة المصرية ولا يستطيع أي حاكم أو رئيس أو ملك أن يتنازل عن حبه أرض من تراب مصر فالارض ملك للجماهير وحدها وملك للأجيال القادمة ”

هذه ليست مجرد شعارات من مخلفات التجربة الثورية في عهد جمال عبد الناصر , وليس كلمة حق يراد بها باطل وهو اسقاط النظام أو احراج الدولة واستهداف مؤسساتها . انها كلمة فقط الكلمة الصحيحة في الوقت الصحيح . في تاريخ كل أمة تمر لحظات تنعدم فيها الرؤية ويصيب المجتمع نوع من الغشاوة , وهنا يجب أن تفرز التجربة العناصر الأكثر صلابة لتقود الأمة الي أداء رسالتها التاريخية – فبعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) سيطرت الصدمة علي مجتمع المسلمين والدولة الاسلامية الوليدة في يثرب . فعمر ابن الخطاب وهو الرجل القوي بكي , وعلي ابن ابي طالب اصيب بحالة شلل مؤقت , وارتد كثيراً من المسلمين , وهنا جاء وقت الكلمة الصحيحة في الوقت الصحيح . فقد صعد سيدنا أبي بكر علي المنبر وقال : أيها الناس من كان يعبد محمداً فن محمداً قد مات , ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت .
كارت أصفر للرئيس خاصة بعد تصريحات رسمية من الحكومة المصرية بشأن التنازل عن جزيرتي ” تيران وصنافير ” للمملكة العربية السعودية بعد زيارة الملك سلمان للقاهرة . وبعد حالة الغضب التي وصلت لها قطاعات عريضة من الشعب خاصة عندما ظهرت مصر الشابة للمرة الثانية وكأنها مرأة عجوز تتسول من نظام آل سعود بعد أن فعلها المخلوع مرسي مع قطر والشيخة موزة ! لقد كنت من الخمسة الذين أسسوا حملة تمرد لسحب الثقة من محمد مرسي , وكنت مع زملائي نستخدم نظرية ” عشانا عليكي يا قطر ” في هجومنا علي نظام الاخوان , واليوم وبعد أن اقدمت الحكومة المصرية علي إرتكاب ما عجز مرسي عن فعله – يجب أن يكون هناك رداً شعبيا قاطعا في هذه القضية … الأرض مش للبيع يا سيادة الرئيس .
نعم لقد تحول كل شئ في وطني إلي بيزنس , وأصبح الوطن لعبة الكبار بعد أن كان في ( 25 يناير و 30 يونيو ) ملك للجماهير , ولكننا لن نظل صامتين وعاجزين وقابعين خلف أسوار القهر خوفاً من الاتهام بالارهاب أو ملاحقة بالاعتقال بتهمة الانتماء لثورة 25 يناير – إن جزيرتي تيران وصنافير هما أرض مصرية خالصة والدليل أنه خلال كل الاتفاقيات لم يذكر تمام اي وجود للملكية او السيادة السعودية علي الجزيرتين ولم تكن المملكة طرفا باي حال فيها بل كانت طبقا للقانون الدولي ملكية مصرية خالصة
– في يونيو ١٩٦٧ وحين احتل الكيان الصهيوني الجزيرتين لم تتحرك المملكة ولم تعلن حتي ولو بالتصريح ان هناك اي اعتداء علي سيادتها بل دفعت مصر الثمن من دماء أبنائها .

كارت أصفر للرئيس … رغم أننا لا نسعي للصراع مع السلطة القائمة , ورغم أننا لا نستهدف هدف الوطن او المساس بمؤسساته ولكننا سندافع عن الارض المصرية بشراسة , وسنقول بمنتهي القوة إن التفريط في أرض مصرية بدون داعيو بدون منازعات أو تحكيم دولي قضائي يعتبر نوع من أنواع الخيانة !
لمن يريد أن يفهم …
إن مضيق تيران يعتبر احد الضمانات الهامة في الصراع العربي الصهيوني ووجوده تحت سيطرة او سيادة اي حاكم لايقدر خطورته علي الامن القومي العربي كارثة كبيرة لانه المدخل الوحيد للكيان الصهييوني !
– التخلي بهذه البساطة عن الجزيرتين يفقد مصر موقع استراتيجي وعسكري مهم في الصراع العربي الصهيوني في ظل مواقف أل سعود المنبطحة أمام الحلف الصهيوأمريكي .
– التفريط في الجزيرتين وطبقا للقانون الدولي يتبعه تفريط في ٩٥ ميل بحري ليصبح خليج العقبه خارج السيطرة العسكرية تماما مما يعد تهديد صريح للامن القومي المصري خاصة والعربي بوجه عام .
– القواعد القانونية التي تحكم المركز القانوني لمضيق تيران لابد أن تكون توافقيا بين المصالح المتعارضة للدول الشاطئية وهي مصر والسعودية لا ان تتنازل احداهما للاخري لان التنازل معناه خروج مصر من المعادلة .
وبعد خطاب الرئيس السيسي اليوم الذي أعلن فيه أن كل مؤسسات الدولة متورطة في صفقة البيع الحرام . لم يعد أمامنا سوي ان نرفع كارت أصفر للرئيس – وهذا يعني أن هناك ثمة خطأ ما يحدث في هذا البلد ويجب إصلاحه فبعد أن أعلن السيسي عن حوار مجتمعي تحول الأمر الي خطاب تطور الي أوامر بنهاية الخطاب , وتهديد لشباب الثورة الذي لم يعد أمامه متنفس في ظل دولة الاستبداد سوي السوشيال ميديا . الرئاسة تعاملت مع الشعب وكأنه غير موجود أو أنه طفل لقيط لا تجوز أخذ شهادته رغم أنه صاحب الحق – فبرغم 8 شهور من المفاوضات السرية شاركت فيها مؤسسات مختلفة كما وصف الرئيس . لم تشارك الجماهير فمقامها عند السيسي هي مجرد مبررات من السفهاء أمثال أحمد موسي , والدستور الذي يحكم بموجبه السيسي والذي يقضي بضرورة إجراء استفتاء في حالة أي أمر يتعلق بالسيادة . أيضا الدستور تحول إلي حبر علي ورق أمام سطوة السلاح , وفي النهاية نحن ملتزمين بخط الظباط ولكنهم عندما كانوا أحرار في 1952 – سنظل أوفياء للدماء المصرية التي سالت في تيران وصنافير و ملتزمين بأن الجزيرتين مصريتين وأي تعدي عليهم ستعتبره الجماهير بمثابة احتلال حدث نتيجة قوي ناعمة وقيادة سياسية رخوة . وأخيراً سنطرح أسئلة واستفسارات مفتوحة ليجيب عنها كل من يهمه الأمر سواء المواطن البسيط أو متخذي القرار …
إذا باع الرئيس الأرض فلمن نلجأ إذا جار أحد علي حقوقنا ؟
إذا باع الجيش الأرض المكلف بحمايتها بل وهي مهمته الأساسية .. فما هي مهمة الجيش المصري إذن ؟
إذا تنازلت المخابرات عن الأرض . فلأي جهة يمكن أن يذهب شاب مصري إذا ما حاول جهاز أجنبي تنجنيده مثلاً ؟
إذا وافق البرلمان علي بيع الأرض , فهذا يعني أنه ليس هناك دولة ولا تطلب من أحد أن يحترمها , فالجميع تنازل عن حق الشعب بدون تنفيذ دستور الدولة الذي ينص علي إستفتاء الشعب نفسه وتكون هناك أغلبية تدل علي أن هناك حاجة ملحة للتفريط في حق الاجيال القادمة .

زر الذهاب إلى الأعلى