الأدب و الأدباء

“أرواح طاهرة”.. قصة قصيرة

احمد فتحى رزق

بقلم : الكاتب الصحفى .. احمد فتحى رزق

بدأ يتقرب إلى الله والناس بعد فقد حبيبتة فى حادث أليم لشعورة بأنة السبب فى ذلك اثناء قيادتة للسيارة فى أحد الطرق عند عودتة من نزهة برفقتها .

يجوب المستشفيات ومراكز العلاج ويتعرف على الحالات التى تحتاج لنقل الأعضاء . فتارة يتبرع بفص من كبدة وتارة أخرى لجزء من نخاعة ومرات كثيرة بدمة السائل .

إلى أن إلتقى بقصتة الأخيرة . جميلة رائعة . تحب الحياة على طريقتها بالكفاح المستمر والنجاح المتواصل إلى أن كانت رقدتها فى تلك المستشفى قد آثرت كثيرا فى نفسيتها حتى قابلتة .

وإستمر فى متابعة حالاتها دون أن تعرف وفعل الكثير من أجلها بالإتفاق مع طبيبها حتى خرجت مؤقتا لحين تدبير قلب لها بفصيلة دم نادرة وكانت بالمصادفة أنها نفس فصيلتة .

أوصلها بسيارتة لمنزلها وأوصى بممرضة تمكث معاها حتى يطمئن عليها حاول بكل الوسائل أن يبتعد عن الدخول فى قصة حب جديدة خصوصا وأن حياتها مرهونة بأحد المتبرعين الذى لا أحد يعلم متى سيحضر .

ومرت الأيام والشهور فى الإنتظار كان يشاركها فى كل شيئ إلى أن جهزت لة عشاء فاخرا وأصرت على حضورة ليمضيا وقتا لطيفا . فقد أحبتة بالفعل بعد علمها أنة يعيش بمفردة ولا يرتبط سوى بأعمال الخير وكان يرفض دائما أن يفصح عن هويتة وعملة وأشياء أخرى قد تكون سبب عزلتة .

ولبى الدعوة أخيرا وإستقبلتة بقبلة راقية طاهرة وفستان رائع شفاف يناسب السهرة أكلا كثيرا وأثنى على طعامها وغنيا لحن المحبين بل ورقصا أيضا لفرحة قلوبهما معا . ولكى تكتمل الفرحة أحضرت لة هدية عبارة عن ثوب منزلى ليشعربالراحة أثناء جلوسة . وقبلها بصدر رحب وعاود الخروج إلى سيارتة ليحضر هديتة هو الآخر . فقابلة صديق لة كان يعلم بنيتة مع هذة السيدة ومنتهى القصة وحاول إثناؤة عن تلك المسألة فهو لن يصلح الكون أبدا ولا يستطيع مشاركة كل الناس الأفراح والأحزان . فهو إنسان محدود فى الأخير .

لم يسمع لهمسة وإنطلق بهديتة إليها ففرحت بها وزادت من تقبيلة إلى أن عانقها بشدة وجذبها لغرفة النوم المجاورة على إستحياء .

نعم هو أحبها هو الآخر وبعد أن أفرغ كليهما ما فى جعبتة من شوق ورغبة وحنو ووئام . تركها لتخلد للنوم وقت سقوط المطر الغزير من وراء النافذة .

وفجأة قام مسرعا يجرى إلى طبيبها فى المستشفى ليتأكد ويطمئن على حالتها . وصدمة الطبيب بعد إصرارة على معرفة الحقيقة . فالأمل لا تتجاوز نسبة ال خمسة بالمائة . وهنا قرر أن يفعل مافى وسعة لكى تعيش هذة السيدة التى أحبها بصدق وطهر .

عاد إلى منزلة قرر أن يتخلص من حياتة وأبلغ إدارة المستشفى بالحادث وحضرت الشرطة وسيارة الإسعاف ولفظ أنفاسة بعد دقائق من وصولة .

وضهر متأسيا صديقة الذى كان على علم بتلك ألحداث قبل أن تقع حسب وصيتة وأبلغ الطبي أن هذا القلب مرهون لتك متربعا من حبيب لها .

وفورا حضرت وتم نقل قلب الرجل لها وعادت للحياة .

وكانت تسأل دائما . من هو المتبرع ؟

إلى أن تعرفت بصديقة وحكى لها عن مآثرة وأفضالة التى إنتهت بحياتة كى تعيش هى . وكان يشعر بساعدة بالغة أنة صادق هذا الرجل ذو الروح الطاهرة .

بكت كثيرا وذهبت لمقبرتة تحمل ورودا كثيرة ودعوات بالرحمة والقبول .

وقد تمضى الحياة لكن تستمر الأحزان فطوبى لقلوب طاهرة

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى