السياحة و الأثار

محمية رأس محمد

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

هي محمية طبيعية تقع في جنوب سيناء علي بعد حوالي 12 كيلومتر جنوب شرم الشيخ عند نقطة تلاقي خليج العقبة من الشرق وخليج السويس من الغرب والتي تسمي أحيانا مجمع البحرين ويقال إنه في هذه المنطقة تقابل نبي الله موسي مع الرجل الصالح سيدنا الخضر ليصاحبه ثم كان ماكان من مسيرتهما معا حتي افترقا كما ذكرت آيات القرآن الكريم في سورة الكهف وكانت هذه المحمية هي أول محمية طبيعية يتم إنشاؤها في مصر وكان ذلك في عام 1938م في عهد الملك فاروق ولكنها لم نكن تنال الإهتمام اللازم حينذاك واستمر الوضع علي ماهو عليه حتي عام 1989م حيث تم وضع خطة شاملة لتنمية وتطوير وحماية وتوسعة المحمية والمحافظة عليها فزادت مساحتها من 97 كيلو متر مربع لتصبح 480 كيلو متر مربع منها 135 كيلومتر مربع أراضي برية ومساحة 345 كيلومتر مربع بيئة مائية وشعاب مرجانية نادرة بالإضافة إلى حوالي 370 كيلو متر مربع متمثلة في جزيرتي تيران وصنافير اللتان تشملهما المحمية وتقعان في حدودها
ومحمية رأس محمد تعد من أجمل وأروع بقاع العالم حتي أنه يطلق عليها أحيانا جنة الله في أرضه نظرا لما تحتويه من مناظر طبيعية خلابة وتنوع ملحوظ فيما تحتويه في بيئتها النباتية والحيوانية والبحرية ففيها حفريات قدر العلماء عمرها بحوالي 75 مليون سنة كما أنها غنية بالشعاب المرجانية النادرة والجزر الرائعة والحياة البرية المتميزة وتشمل محمية رأس محمد العديد من الأماكن السياحية الرائعة والتي تتنوع في مناظرها الطبيعية الخلابة ونوعية الكائنات الحية في كل منها وذلك علي النحو التالي :-
— بوابة المحمية وهي مكونة من تشكيلات من الصخور التي تم وضعها بجوار وأعلى بعضها البعض بطريقة متميزة لكي تأخذ في النهاية شكل كلمة لفظ الجلالة الله ولذلك فهي أحيانا تسمي بوابة الله نسبة لتصميمها المتميز
— شاطئ السويس وهو الجزء الأخير من خليج السويس وبه جبال يغلب عليها اللون الأحمر أما مياهه فهي شديدة النقاء وتعد موطنا للعديد من المخلوقات والكائنات البحرية النادرة مثل الترسة البحرية وطيور النورس والدلافين وفصائل عديدة من القشريات وحيوانات الاسفنج بالإضافة إلي أكثر من 200 نوع من المرجان ولذلك فهذا المكان يعتبر مثاليا لممارسة رياضة الغوص والاستمتاع بروعة الطبيعة البكر في هذه المنطقة
— قناة المانجروف والمانجروف أحد النباتات النادرة الوجود علي سطح الأرض حيث يتواجد في 4 أماكن فقط في العالم منها محمية رأس محمد وهذا النبات له طبيعة خاصة حيث أنه يقوم بامتصاص الأملاح الموجودة بالمياه ثم إخراجها مرة أخرى علي السطح الخارجي لأوراقه وتفصل مجموعة أشجار المانجروف محمية رأس محمد عن جزيرة تسمي البعيرة وقد نشأت قناة المانجروف منذ ملايين السنين بعد حدوث زلزال عنيف ضرب مصر وأدى إلي ظهور هذه القناة بطول حوالي 250 متر وفي بعض الأحيان تجف مياهها بسبب الظروف المناخية
— البحيرة السحرية وهي تبدو وكأنها فعلا في عالم من القصص الخيالية وذلك نظرا للتدرج في ألوان مياهها والتي تضم تقريبا كل درجات اللون الأزرق والتي تتغير أكثر من مرة علي مدار اليوم الواحد وترتبط تلك البحيرة بأسطورة أن من يأتي للسباحة بها ويقوم بإلقاء بعض العملات المعدنية ويتمنى أى أمنية فإنها تتحقق ومازال البعض يفعل ذلك حتى يومنا هذا
— شعاب بولاندا المرجانية وهي مجموعة شعاب مرجانية نادرة تكونت عبر ملايين السنين وتحتوى علي العديد من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة مثل التونة الضخمة وقرش المطرقة والباركودا وغيرها وهي من الأماكن المميزة للغوص أيضا وقد تم تسميتها بهذا الإسم نسبة إلى سفينة قبرصية كانت تحمل هذا الإسم وغرقت علي مقربة منها عام 1980م ومايزال حطامها وحمولتها قابعة في قاع البحر حتي يومنا هذا
— مدينة شقائق النعمان وهي مجموعة من الشعاب المرجانية تبدو كأنها مجموعة من الطرق والكهوف البحرية وبها مجموعة متنوعة من الأسماك ذات الألوان البديعة مثل سمك المهرج والفراشة وغيرها
— حديقة ثعبان البحر وهي تتواجد تحت سطح الماء علي مقربة من الشاطئ وبها هضبة رملية تعيش فيها أسماك ثعبان البحر والتي يصل طولها أحيانا إلي حوالي 80 سنتيمتر وهي أيضا من الأماكن المميزة لمزاولة رياضة الغوص ومشاهدة تلك الأسماك لكن يراعي عدم الاقتراب منها تجنبا لاخافتها
— رأس زعتر وهو عبارة عن جدار صخرى يمتد بشكل عمودي حتي قاع البحر وهو أحد أماكن الغوص المتميزة أيضا ويحتوى علي مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية منها المرجان الأسود بالإضافة إلى العديد من الأنواع التي تغطي هذا الجدار الصخرى بالكامل ويوجد شق واسع في يسار هذا الجدار يضيق كلما اتجهنا إلى أعلى ليصبح أشبه مايكون بالمدخنة ويعيش بهذا الشق العديد من الكائنات والمخلوقات البحرية النادرة
— جزيرة تيران وهي تبعد عن ساحل البحر بمسافة قدرها حوالي 6 كيلو متر وهي مكونة من مجموعة من الشعاب المرجانية العائمة المختلطة ببعض الصخور الجرانيتية والرسوبية ويسمي مدخل خليج العقبة بإسم هذه الجزيرة حيث يطلق عليه إسم مضيق تيران وهو ممر ملاحي ضيق وهو الذى يتحكم في الملاحة في هذا الخليج
— جزيرة صنافير وتوجد غرب جزيرة تيران وتتميز بوجود خليج صغير أمامها يصلح كمرسي وملجأ مؤقت للسفن العابرة في الحالات الطارئة
وإلى جانب كل ماسبق فالمحمية تشمل أيضا حياة برية تتمثل في وجود حيوانات وطيور مثل الثعالب والضباع والغزلان والأرانب البرية والوعول النوبية وطيور البلاشون والنورس بالإضافة إلى العديد من الثدييات الصغيرة والحشرات النادرة والتي لاتظهر إلا ليلا ولذلك فهذه المحمية تعد من أهم معالم جنوب سيناء ويحرص كل زائر لها على زيارتها خاصة هواة ممارسة رياضة الغوص من المصريين والأجانب وتحرص شركات السياحة علي وضع زيارة تلك المحمية التي لا نظير لها في العالم في برامجها لكي بتعرف السياح علي هذه البقعة السحرية الخلابة التي تعد أحد كنوز مصر العديدة

زر الذهاب إلى الأعلى