الاسلاميات

الدولة العثمانية

كتب – رياض حجازي

 

حال الدولة العثمانية وقت سقوط الأندلس و أهم مشاكلها فى ذلك الوقت
هناك أسئلة حائرة تجول في أذهان العديد من المثقفين في العالم العربي حول التاريخ العثماني، ومن أهمها سؤال: “لماذا لم تقم الدولة العثمانية بمساعدة مسلمي الأندلس عندما داهمهم الخطر الإسباني الماحق؟! ألم يكن في وسع الدولة العثمانية -وهي في أوج قوتها- الحيلولة دون وقوع تلك المأساة المروعة لمسلمي الأندلس؟! لنتناول هذا الموضوع بإيجاز.
وصل الوفد الأندلسي إلى “إسطنبول” عاصمة الدولة العثمانية التي كان على رأسها السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الفاتح، وقام رئيس الوفد بتسليم رسالة استغاثة مؤثرة حفظها التاريخ من مسلمي الأندلس إلى السلطان
دعا السلطان بايزيد الثاني الصدر الأعظم والوزراء والقواد إلى مجلس اجتماع طارئ لبحث الموقف، وما الذي تستطيع الدولة العثمانية تقديمه في تلك الظروف.. بحث المشاركون في المجلس الظروف التي تمر بها الدولة العثمانية آنذاك، ونوع ومدى المساعدة التي تستطيع الدولة تقديمها لمسلمي الأندلس؛ ولسوء حظ مسلمي الأندلس فقد كانت الدولة العثمانية تمر بظروف قاسية جدًّا، كما كان بعد المسافة، وعدم وجود طريق برّي مباشر إليها يزيد من حدة المشكلة ويعقدها.
لنتعرف على حال الدولة العثمانية فى هذا الوقت
الدولة العثمانية كانت الدولة العثمانية آنذاك في حرب مع دولة المماليك في مصر؛ بسبب نزاعات بدأت من عهد السلطان محمد الفاتح (والد السلطان بايزيد الثاني)، فقد عرض السلطان محمد الفاتح على أشرف سيف الدين حاكم دولة المماليك في مصر (الذي كانت مملكة الحجاز ونَجد تحت سيطرته) قيام الدولة العثمانية بتعمير وإصلاح قنوات الماء في الحجاز دون مقابل تيسيرًا للحجاج، فقوبل برفض فظٍّ من قبله؛ ومما زاد من التوتر بين الدولتين قيام المماليك بفرض ضريبة على الحجاج العثمانيين.
وفي عهد السلطان بايزيد الثاني أبدى المماليك رغبتهم في ضم منطقة “جُوقُورْ أُوَه” العثمانية إلى الأراضي السورية التي كانت تحت حكمهم، كما حدثت مشاكل أخرى بين الدولتين لا نتطرق إليها هنا.
كانت الدولة العثمانية تعيش مشكلة الأمير “جَمْ” (الأخ الأصغر للسلطان بايزيد) الذي شق عصا الطاعة على أخيه السلطان مطالبًا بالعرش لنفسه، وحدثت معارك بين الأخوين انتهت بانتصار السلطان بايزيد، وهرب الأمير جَمْ إلى مصر حيث استقبل من قبل حاكم مصر بحفاوة، وكان هذا عاملاً مضافًا لزيادة التوتر بين البلدين؛ مما أدّى إلى إشعال فتيل الحرب بينهما.
كانت الدولة الصفوية تحاول نشر المذهب الشيعي في الأناضول، وترسل المئات والآلاف من شباب التركمان الشيعة -بعد تدريبهم- إلى الأناضول لهذا الغرض، وكانت نتيجة هذه الجهود حدوث حركات عصيان مسلّحة قادها الشيخ جُنَيد أولاً، ومن بعده ابنه حيدر، أي كانت هناك قلاقل كبيرة في الأناضول، ولم تتخلص الدولة العثمانية من هذه القلاقل ومن خطر الدولة الصفوية إلا في عهد السلطان سليم (ابن السلطان بايزيد الثاني).
إذن فالدولة العثمانية كانت في ضائقة شديدة، وكانت في حرب فعلية مع المماليك من جهة، وفي مشاكل كبيرة مع الدول الأوربية، حيث نرى أنه بعد سنوات قليلة اضطرت الدولة العثمانية لإعلان الحرب على المجر وعلى بولندة.
كما اتفقت بولندة والمجر وليتوانيا ضد الدولة العثمانية، وأعلنت عليها الحرب، كما كانت تعاني من وجود قلاقل وحركات تمرد وعصيان في الداخل.
كل هذه كانت مشاكل تواجه الدولة العثمانية و رغم ذلك لم تقف مكتوفى الأيدى و سنتعرض فى المنشور القادم ما فعلوه لأجل إنقاذ الأندلس

المصدر
روائع من التاريخ

 

زر الذهاب إلى الأعلى