الأدب و الأدباء

(جندي الحق لسان )

كتبت : منى حامد

أنا مَن شَلَّ الخوفُ أَلْسُنِي
و لِي فِي الحَقّ مائةُ لِسان
إِن يُكَبّلني الخَوْفُ مَرَّة
يُكَبّلَني اللَّا شَئٍ فِي الإِمكان

إذا هِي بِلا ضمير الآذان
تُغلِق السَّمعَ والأَفهام
لا تُصغِي لِحُسْنِ البَيان
فَهل يَنطقُ يوماً بِالحقّ لِسان

و إذا الحَقُّ عَدُواً حَقَّ عليهِ البُطلان
نازَعوه بِالقَيدِ والأَحكام
جَعلوه عُرضةً لِلسَّبي و الإعتِقال
كَبَّلوهُ بِأكاذيب تِلو أكاذيب
و حَاصَروه بالشَّكِ والبُهتان

و إذا الحَقُّ لعنةً تُصيب
قَائِلها و سَامِعها و مُردّدها
مَن أنصَتَ لها و مَن تفهَّمها
و إذا الحَقيقَه قَتلوها
و اَكفنُوها الجثة اكفاناً عَفِنَة

و عَرضوها سِلعةً في الأسواقِ
فَمن وَقَفَ على غُسلِها مُدان
و مَن حَضر جَنازَتها ظبط و إحضار
و من وَاراها الثَّرى إعدام
و من كَبَّرَ خَلفُها أعواماً خلفَ القُضبان

ابداً لا أُقاتِلَنَّ خوفاً
ولا أُنازِعَنَّ حبائلَ شيطان
فإن يَفصُح لِسان
يَظِلُّ بني جِلدتي فِي أحضَان الطُّغيان
يَنْظُروني بين القَوْمِ مُهان
لَا يَعبأ مَن يَعبأ و يَختبِأ مَن يَختَبأ
و الكُل مِن خلفِ الخَوف جَبان

أَما وإِن نَقِف يوماً سوياً
سَداً قوياً الجُدرانِ
مُعافَى ذا الحَقُّ
صَحَّ و صَحَّت مِنه الأَبدان
و إِن يوماً غَفَوْنا عَفَوْنا
فمِن غفوةٍ قُمنا
و كُنا جسداً مَرصوص الُبنيان

كُنْتُ الحَقُّ و الحَقّ بِي مُصان
و كاَن للحَق مِن خَلفِي مائة لِسان
إِن نَقول فالقول عريضة و بيان
نردد و تُردِّد مِن خَلفنا مَلائِكة للرَّحمن
جُندَ الحَقّ مِن رَبّك و كفى بِه مُستَعان
فمَدينةُ الحَقّ و كُلنا الحَارِس فيها فَلا سَجَّان

مَآذِنُنا تَأذَن فيَأتِي الظُلم مُهان
مُكبَّل الأَيدي منه مَصلوباً عَلى العِمدان
تَائباًَ لِلحَق ناَئباً .. و كَفيلا بِهِ الإِعلان

بِئس الفُجورِ بَعد التَّقوى
و بِئسَ التَّمَرُّد والعِصيَان
مُطأطِئ الرأس مُقِراً
بِكُل المَذكور أَعلاه ..

صورة ‏‎Mona Hamed‎‏.
زر الذهاب إلى الأعلى