الاسلاميات

الزبير بن العوام

كتب – رياض حجازي

حين توجه عمرو بن العاص لفتح مصر كان على رأس جيش به ثلاثة آلاف وخمـسمائة رجل فبعث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يطلب إليه المدد , فأرسل عمر بن الخطاب الزبير بن العوام على رأس جيش يبلغ أربعة آلاف رجل . وكان على رأسهم من الصحابة المقداد بن الأسود , وعبادة بن الصامت , ومسلمة بن مخلد , وخارجة بن حذافـة , وقال لعمرو : إنني أمدك بأربعة آلاف على رأس كل ألف منهم رجل بألف رجل , وكان الزبير على رأسهم جميعا .

فلما وصل الزبير وجد عمرو بن العاص محاصرا حصن بابليون , وطالت فترة الحصار لمدة سبعة أشهر, وكان الروم قد خندقوا خندقًا حول حصن بابليون، وجعلوا للخندق أبوابًا لخروجهم ودخولهم، ونثروا سكك الحديد بأفنية الأبواب

فركب الزبير حصانه , وطاف حول الحصن . فقيل له : إن بها الطاعون . فقال : إنما جئنا للطعن والطاعون .

ورأى الزبير بن العوام، خللاً في سور الحصن، فنصب سلمًا، وأسنده إلى الحصن، وقال: (إني أهب نفسي لله تعالى، فمن شاء أن يتبعني، فليفعل).

كان الزبير فدائيًّا شجاعًا لا يدري ما سوف يلقى فوق السور من قوات الروم، وكان في نحو الخمسين من عمره…. وأمر جيش المسلمين إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه

وقد صعد مع الزبير إلى أعلى الحصن محمد بن مسلمة الأنصاري، ومالك بن أبي سلسلة، وبعض الرجال.

فما شعر الروم إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه سيفه والمسلمون من الخارج يرددون تكبيره.

فلما رأى الروم ذلك إعتقدوا أن المسلمين قد ظفروا بالحصن، ففروا، وعمد الزبير إلى باب الحصن المغلق من الداخل ففتحه واقتحمه المسلمون من الخارج.

وانتصر المسلمين بعزت عزيز.

( اللهم عز المسلمين في كل مكان )
زر الذهاب إلى الأعلى