الثقافة

قصة : قتل مظلوما

تأليف : وحيد القرشي
كنت أسير في أحد شوارع القرية ,والتي أصبحت خالية من الناس ,فقد فضلوا الجلوس داخل منازلهم ,بعد المعركة التي حدثت بالقرية بين عائلتين ,وتسببت في مقتل ستة افراد من العائلتين ,وقد خيم الحزن والاسئ علي أهالي القرية المسالمين ,فهذه الحادثة غريبة بالنسبة لهم ,ولم يعتادوا علي حدوثها من قبل ,فكل مشاكل القرية ,كانت تنتهي دائما بمجرد تدخل أحد الكبار ,ودائما تنتهي دون أصابات ,ولم تصل الي حالة القتل أبدا ,ولكن الحادثة الأخيرة كانت غريبة ونادرة الحدوث في قريتنا ,وأثناء سيري ,وانا أفكر فيما حدث ,لمحت صديقي سيد يجلس في عشة وسط أرضه الزراعية ,فذهبت لأجلس معه بعض الوقت ,وعندما وصلت الي العشة ,وجده منهمك في البكاء .
– مالك يا سيد ,أيه الا حصل ,بتبكي ليه
– ما فيش حاجة يا صحبي
– أكيد في حاجة حصلت ,أنت بتبكي بحرقة كمان ,في حاجة حصلت بينك وبين أبوك
– لا ,بس أفتكرت صديقي عمر ,الأ أتقتل أمبارح في المعركة الأ حصلت ,وأنت عارف أكيد
-فعلا يا سيد ,ما كنش ليه ذنب في الأ حصل ,وأتقتل ظلم
– هحكي ليك يا صحبي , حكاية عمر ,وسبب هروبهم من الصعيد ,عمر كان دائما يجلس بجواري في المدرسة وكان من أعز أصدقائي ,وعندما سألته في مرة ,أثناء حديثنا ,عن سبب هروبهم من الصعيد ,ومجئهم للعيش في قريتنا ,قال لي .سأحكي لك ما حدث لنا ,وذلك سيكون سرا بيننا ,كنا نعيش في قريتنا بالصعيد وسط أقاربنا ,وكانت لنا بنت عم ,تذهب لمدرسة الثانوية في المدينة, وكان أحد شباب القرية ,يمشي ورائها كل يوم ,ويعاكسها بأستمرار ,وكانت خائفة ,أن نذكر ذلك لوالدها ,خوفا من حدوث المشاكل ,وفي يوم من الأيام .رأه أحد أهالي القرية ,المقربين لوالدها ,وأخبره بذلك وعن هذا الشاب ,ولم يسألها والدها عن شئ ,وفي اليوم التالي ذهبت كالعادة ألي مدرستها ,ومشي ورأئها والدها ,لكي يري ما يحدث لها ,وقد شاهد هذا الشاب ,وهو يعاكس أبنته ,ويمشي ورائها ألي باب المدرسة ,ورجع الوالد ألي البيت ,وأخبر أبنه الاكبر بذالك ,وقال له ,لا تقول لأحد عن ما حدث ,ودبر مع أبنه طريقة للتخلص من ذلك الشاب ,فقد كان لوالد الشاب ,أرض زراعية ,بجوار أرضهم ,وكانت بالقرب من النهر ,وفي وقت المغرب ,وعندما بدء يدخل الليل ,قام الوالد وأبنه ,بالأمساك بالشاب ,وخنقه ,حتي فاضت روحه الي خالقها ,ثم وضعوه في كيس كبير من القماس ,وقاموا بحمله وذهبوا به ألي النهر ,وربطوه بحجر كبير ,ثم ألقوه في المياه ,ورجعوا الي بيتهم ,دون أن يرأهم أحد ,ولم يخبروا أبنتهم بما حدث ,وأسرة الشاب ,بذلوا كل جهدهم لمعرفة مكان أختفاء أبنهم ,ومعرفة ما حدث له ,وقد أبلغوا الشرطة عن غيابه المفاجئ ,وبعد أسبوعين تقريبا ,وجد أخو الشاب ,بعض الاوراق التي تخص والد الفتاة ,وجدها مرمية داخل أرضهم الزراعية ,والتي تبعد عن أرضهم بحوالي مائه متر تقريبا ,وعندما رجع الي البيت أخبر والده ,وأعطاه الاوراق ,ولم يدخل الشك في قلب أو فكر والد الشاب ,وذهب في المساء ,ألي بيت والد الفتاة ,وأخبره بذلك وأعطاه مجموعة الأوراق ,ويمر شهر وما زال والد الشاب ,يبحث عن أبنه ,وعنده أمل أن يجده ,وأثناء تواجده في أرضه الزراعية ,ذهب له الرجل ,الذي أخبر والد الفتاة ,عن معاكسة أبنه لها ,وعلاقتهم ,وحكي له ما قاله لوالد الفتاة ,وأخبره ,انني كنت أعتقد أنه سيأتي لك ويخبرك بذلك ,وتبعد أبنك عن بنته ,وتنتهي الامور ,ولكن ما حدث من غياب ابنك المفاجئ ,جعلنا أشك في الأمر ,وجأت لأخبرك بما حدث ,وبعد نهاية الحديث بينهم ,ذهب والد الشاب مسرعا ,ألي بيت والد الفتاة ,ليخبره بذلك ,ويعرف مكان أبنه المختفي .
– أبني فين ,أنا عرفت الا حصل بين أبني وبنتك ,واكيد غياب أبني المفاجئ ,أنتم السبب فيه
-ايه الا بين بنتي وأبنك ,وأحنا دخلنا أيه في غياب أبنك
وقد أنكر والد الفتاة معرفة أي شئ ,ليشتدد الحديث بينهم ,ويصل الي الشتائم والاهانة والتوعد لبعضهم ,فقد تطأؤل أخو الفتاة علي والد الشاب ,وأهانه وقال له ,لو تكلمت في هذا الموضوع مرة أخري ,سوف أقتلك ,ويخرج والد الفتاة مهان ومكسور ,ويفكر في رد أعتباره والأنتقام لأبنه ,والذي تأكد أن والد الفتاة وراء أختفائه ,ويجلس في الليل مع أفرد عائلته ,ويتحدثون مع بعضهم ,وقد قرروا أخذ ثأر أبنهم ,وخططوا لذلك ,وبعد شهر تقريبا ,قاموا بقتل أخو الفتاة في المدينة ,وقاموا بفصل رقبته عن جسده ,أمام اعين الناس ,ليصل الخبر ألي والد الفتاة وأفراد العائلة ,لتحدث معركة بين العائلتين ,يقتل خلالها أربعة من خيرة الشباب ,وتصل قوات الأمن بعد فوات الاوان ,وبعد هدوء الأحداث ,يتدخل رجال الشرطة وكبار القرية والقري المجاورة ,للصلح بين العائلتين ,وأخذ ضمانات عليهم في حالة التعرض ,وقد تم الصلح بين الطرفين ,ولكن علي الورق فقط ,فوالد الفتاة لم يرتاح ,وقرر أن ينتقم أكثر لأبنه ,الذي ذبح أمام أعين الناس ,وفي أحدي الأيام ,رأي أبناء والد الشاب في أرضهم الزراعية ,فجهز بندقيته الأليه ,وذهب أليهم أمام أعين الناس ,وفي غفلة منهم ,قام بأطلاق الرصاص عليهم ,وقتلهم جميعا ,وسلم نفسه لقسم الشرطة ,وقد توعدت عائلة الشاب للانتقام ,ورد أعتبارهم ,وقد قرر باقي عائلة والد الفتاة ,الفرار والهروب خوفا من الثأر ,وفي الليل والناس نيام ,خرجوا من القرية هاربين ,وجأءوا ألي قريتكم والتي بها بعض أقاربهم ,وهذا مع حدث مع أعمامي ,هذا ما حكاه لي عمر , رحمه الله .
– ربنا يرحمه يا سيد ,والعائلة ديها فيها الشر من الجدود
-ربنا يبعدهم عنا وعن شرهم
– يلا يا سيد نروح البيت ,نصلي ونتغدأ
وأثناء أستعددنا للعودة للبيت ,نري أشرف أخو سيد علي طريق الترعة ,بزيه العسكري ,وقد جأء أجازة من الجيش ,وعندما رأنا من بعيد جأء ألينا مسرعا
– السلام عليكم ,وحشتوني ,أخباركم أيه
– حمدالله علي السلامة يا أشرف يا أخويه ,أحنا بخير والحمد لله
– مالك يا سيد عنيك مليانة دموع ,أيه الا حصل
– ما فيش يا أخويه ,من يومين حصلت معركة في بلدنا ,راح فيها عمر صحبي .
– أيه ألا حصل ,قلقتني يا سيد
عائلة اولاد سعيد أعمام عمر ,كانوا بيقيموا حد في أرضهم الزراعية ,بجوار أرض عائلة أولاد عمران ,وحدث خلاف بينهم بسبب الحد ,فتطأول أعمام عمر ,علي أولاد عمران بالشتائم ,وقاموا بأطلاق الرصاص عليهم ,وقتلوا أثنين منهم ,وعلم أهل أولاد عمران بذلك ,فجروا مسرعين لمكان الحادثة ,ومعهم أسلحة ألية ,وقاموا بأطلاق الرصاص علي أعمام عمر صحبي ,وأصبح العائلتين في مواجهة مستميتة ,وأطلاق الرصاص بكثافة من الطرفين ,مما تسبب في ذعر أهالي القرية ,وقد ذهبوا مسرعين ألي مكان الحادث ,وعندما لحظهم أعمام عمر ,أطلقوا عليهم الاعيرة النارية بكثافة وبدون وعي ,مما تسبب في أصابة الكثير من أهالي القرية ,وقرروا الانتقام ,والقضاء علي أعمام عمر بالكامل ,وأثناء ما يحدث ,سمع عمر صراخ الاهالي وطلق ناري بكثافة ,فجري لمعرفة ماذا يحدث ,ورأه أهالي القرية وأولاد عمران ,وقاموا بقتله ,وتقطيعه أجزاء ,أنتقاما من أعمامه ,وقتل دون ذنب ,وحرم من حياته ,بسبب فعل وتفكير أعمامه الخاطئ ,وعندما وصلت قوات الشرطة ,وجدت جده ,توفي وهو جالس علي دكة أمام المنزل ,من الخوف والفزع الذي رأه من أهالي القرية ,بعد أن أطلق أبنائه الرصاص عليهم ,وقتل منهم أثنين ,وأصيب الثالث ,ولم يبقي منهم سوي ثلاثة والأبناء الصغار ,لتنتهي أسرة بأكملها ,وتشرد أبنائهم ,وترمل نسائهم بسبب ظلمهم ,وأفترأئهم وتفكيرهم الخاطئ .

صورة ‏وحيد القرشي‏.
زر الذهاب إلى الأعلى