مقالات واراء

ميلاد خير البشر ( صلى الله عليه وسلم )

كتب / خلف الله عطالله عبد العليم الانصارى

حبيبى يا رسول انت فى القلب والروح هو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي،ولـد صلى الله عليه وسلم بشـعب بني هاشـم بمكـة في صبيحـة يــوم الاثنين التاسع مـن شـهر ربيـع الأول، لأول عـام مـن حادثـة الفيـل، ولأربعـين سنة خلت من ملك كسرى ، وروى ابــن سعــد أن أم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالــت : لمــا ولـدتــه خــرج مــن فرجـى نــور أضــاءت لـه قصـور الشام، وروى أحمد والدارمى وغيرهمـا قريبـًا مـن ذلك، ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده،فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له، واختار له اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـ ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له: مَسْرُوح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي فــي بــني ســـعد وكانت العادة عند الحاضرين من العرب
أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر، ولتقوى أجسامهم
وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة : عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، و حذافة أو جذامة بنت الحارث [وهي الشيماء ؛ لقب غلب على اسمها] وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعًا في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهو عند أمه حليمة،فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين، من جهة ثويبة ومن جهة السعدية،ورأت حليمة من بركته صلى الله عليه وسلم ما قضت منه العجب، ولنتركها تروى ذلك مفصلًا قال ابن إسحاق : كانت حليمة تحدث :أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئًا، قالت : فخرجت على أتان لى قمراء، ومعنا شارف لنا، والله ما تَبِضّ ُبقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديى ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكن كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذَمَّتْ بالركب حتى شق ذلك عليهم، ضعفًا وعجفًا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها: إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم..! وما عسى أن تصنع أمه وجده، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيرى، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبى: والله ، إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ولم آخذ رضيعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قال : لا عليك أن تفعلى، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة قالت: فذهبت إليه وأخذته،وما حملنى على أخذه إلا أنى لم أجد غيره،قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته في حجرى أقبل عليه ثدي أي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة، قالت: يقول صاحبى حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة فقلت: والله إنى لأرجو ذلك ثم خرجنا وركبت أنا أتانى، وحملته عليها معى، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شىء من حمرهم، حتى إن صواحبى ليقلن لى: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك! أرْبِعى علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهن: بلى والله ، إنها لهي هي، فيقلن: والله إن لها شأنًا قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمى تروح علىَّ حين قدمنا به معنا شباعًا لُبَّنـًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعى بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعًا ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمى شباعًا لبنًا، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته،وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان.
بعث بالرسالة صلى الله عليه وسلم وله من العمر أربعون سنة، وبقي في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى التوحيد بالله ونبذ الشرك، ثم هاجر إلى المدينة وهاجر معه صحابته الكرام وكونوا أعظم مجتمع عرفته البشرية، وبقي في المدينة عشر سنين يبلغ رسالة ربه، ثم توفي صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاث وستون سنة، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، ما من خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شر إلا حذرها منه، وقد أوجب الله تعالى على العباد طاعته وجعل الهداية في اتباعه، فقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ {المائدة: من الآية92} وقال تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا {النور: 54}

 

صورة ‏خلف الله عطالله الأنصارى‏.

زر الذهاب إلى الأعلى