اسليدرالأدب و الأدباء

الصراع النقدي بين تياري القِدم والحداثة

بقلم / أ : مصعب أبوبكر أحمد

وقد عرض ” بيتر بروكر ” نموذجاً وضّح فيه التناقضات مابين الحداثة وبين ما بعد الحداثة ، ففي الحداثة وجد : رومانسيّة رمزية – يقابلها فيما بعد الحداثة : فيزيقا داديّة . ويمضي فيذكر عدداً من التناقضات :
الشكل متماسك مغلق / الشكل المضاد مفكك مفتوح
الهدف / العبث
التصميم الفني / الفرصة
النظام / الفوضى
اتقان وعقلانيّة / ارهاق الصمت
تحفة فنيّة وعمل متكامل / تشغيل الأداء ، حدث
فاصل / مشاركة
ابداع ، جمال ، تركيب توفيقي / تفكيك ، هدم ، تحليل
حضور / غياب
تجميع / تفريغ
الجنس الأدبي ، الحدود / نص ، نص داخلي
دلالة / بلاغة
كلمة / الجملة
سكون / استطراد
مجاز / استرسال
اختيار / ربط
جذر ، عمق / الساق ، السطح
تفسير ، قراءة / ضد التفسير ، سوء القراءة
مدلول / دآلة
مقروء / مكتوب
سرد روائي ، رئيسية / سرد روائي مضاد ، قصة فرعيّة
قاعدة ثابتة / أسلوب تشخيصي
مثال / متغير
تناسلي ، ذكري / متعدد الأشكال ، مخنث
هوس / انفصام الشخصيّة
أصل ، عِلّة / تباين ، أثر
الأدب / الروح القدس
ماوراء الطبيعة / سخريّة
حسم ، سمو / لا حسم ، ذاتيّة
ونرى أن هذا التوضيح يقوم على التحليل الثنائي ، ويفترض أن مابعد الحداثة التي تنتمي إلى مابعد البنيويّة قد نحتها جانباً لقدمها ، كما أنه ليس من المعلوم يقيناً ما إذا كانت هذه المجموعة من التناقصات تعني أن مابعد الحداثة تحطِّم الحداثة ، أم تؤصلها !
وبدو اللاحسم في مابعد الحداثة وثيق الصلة بقوة الدفع التجديديّة ، لا سيما من ناحيّة الخيال ؛ ففيه دار جدل واسع ، وبعضهم صنفه أهم مكوّن للآداب الخالدة . يقول كولن ولسون : ( إن الخيال لدى كل كاتب يملك خيالاً مركزاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهومه للقيم ) وقد وضع لاوازماً للقيم في الأدب : ( مقاييس قد يكون لها مضمون أوسع من مضمون القيم المرتجلة التي يعطينا إياها النقد الأدبي الذي ينبع من الطراز السائد . فإذا كان في الوسع اكتشاف قوانين عامة معيّنة أثناء البحث في الخصائص ، وعدم احكام مختلف التخيلات فإن هذه المحاولة تكون جديرة بالجهد المبذول )

* المعقول واللامعقول في الأدب – دار الآداب بيروت – ط ٦ – ٢٠٠٦م

زر الذهاب إلى الأعلى