اسليدرالأدب و الأدباءالثقافةاهم المقالات

الصحافة ثقافة

كتب : خلف الله عطالله الأنصاري 

الصحافة والإعلام ثقافة ومصداقية في نقل الأخبار والتحقيقات والتقارير، الثقافة بحر من بحور المعرفة وعالم مليء بالمفاجئات والوقائع والأحداث المثيرة التي ربما تغير وجه التاريخ بشكل عام ، وتؤثر بشكل مباشر على مصير الأمم في الإصلاح والتغيير والاستقلال أو بالعكس ، فالإعلامي النزيه الذي يحمل علي عاتقه امانة قلمه والمبادئ السامية في نقل الحدث علي أكمل وجه ويتحصن بالمثل عليه أن يرتدي لباس الواقعية في نقله للأخبار ، لتكون شراع نجاة للقراء وذات واقع عظيم في النفوس . 

الصحافة الهادفة طريقها معروف لأنها تتوخى الحقيقة ولا شيء غيرها ، خلافا لصحافة البلاط ووعاظ السلاطين  وتجار الكلمة التي تنجر وراءها جوقة المأجورين والانتهازيين والنفعيين وتتسبب في خراب أمم وتدمير حياة شعوب الذين يعملون في إطار الأنانية وحب النفس والتوجه الحزبي والترويج ليس إلا ، تراهم يوجهون عالم الصحافة والإعلام الي الهاوية ولأغراض يتوخونها حتى إذا جافت الحقيقة وغايرت شرف المهنة ضيعتها وقذفتها البي بئر الظلمات وغرقت وغرق معها كل شئ كما هو الوضع في عصرنا الحالي عصر الفساد والظلم والانحطاط  هذا هو الخط الفاصل بين نقل الخبر بمصداقية وأمانة وبين بيع الضمير ب ابخس الأثمان .

القارئ لا يحب الخداع بل يعشق المصداقية وعدم التلاعب وكلما كانت المصداقية في نقل الأخبار وأعمدة الرأي والتقارير أكبر واعلي ، كلما كانت ثقة الجماهير بتلك المؤسسة الصحفية وذلك الكاتب او المحرر أو الجهة التي تقف خلفه أعظم وتأثيرها بما ينقله أكثر ، وهذه هي الرسالة الحق  للصحفي المهني الذي يحترم عقول البشر  وشهادة التاريخ في نقله للحدث بكل امانة ومصداقية ولنتعرف علي الفرق بين الخبر والتقارير والتحقيق لأن الخبر يركز على نقل الحدث فقط بينما التقرير يحرص كاتبه على التفاصيل والظروف التي أدت إلى وقوع هذا الحدث ، وفي الخبر لا تحاول تكثيف الأحداث واكتفي فقط بسرد الحدث الرئيسي موثقا مع رأي يتوجب له علاقة مباشرة بالحدث ، ويستحسن عدم تجاوز (350 :400) كلمة كحد أقصى للخبر ، أما التقرير فيتم فيه سرد قصة الموضوع سواء كان في الجانب الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي ولا تنسى أن تأتي بجملة من الآراء من أهل الاختصاص واقتنص منهم ما هو يخدم التقرير واترك حشو الحديث ، هذه ببساطة تامة الفرق بين التقرير والخبر ، والتحقيق الصحفي هو فن صحفي متعمق يقوم على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع والظروف التي يعيش فيها ويقوم بجمع مادة الموضوع بما فيها من بيانات ومعلومات وآراء تتعلق بالموضوع ثم يمزجها معا ليصل إلى الحل الذي يراه صالحا ليعالج الفكرة أو المشكلة أو القضية التي يطرحها. 

والتحقيق الصحفي يشرح ويفسر ويبحث في الأسباب الكامنة وراء الظواهر ويجيب عن سؤال : لماذا ؟ وهو أيضا يوجه ويرشد ويرفه ويسلي ويعلن ويروج السلع والخدمات ، وغالبا ما تكون مجريات الأمور وما تنشره وسائل الإعلام نقطة انطلاق للتحقيق.

 المقال : كلمة ” المقال ” ليست غريبة على اللغة العربية ، ولكنها من حيث دلالتها الفنية تعد محدثة في أدبنا العربي. والحق أن تاريخ المقال عندنا يرتبط بتاريخ الصحافة.
المقال ليس حشدًا من المعلومات ، وليس كل هدفه أن ينقل المعرفة ، بل لا بد إلى جانب ذلك أن يكون مشوقّـًا ، ولا يكون المقال كذلك حتى يعطينا من شخصية الكاتب لا بدّ أن تبرز في مقاله ، لا في أسلوبه فحسب ، بل في طريقة تناوله للموضوع وعرضه إياه ، ثم في العنصر الذاتي الذي يضيفه الكاتب من خبرته الشخصية وممارسته للحياة العامة.

.المقال نفسه يبدأ بأن يكون فكرة في رأس الكاتب ، تظل في رأسه فترة من الزمن تنمو وتكبر وتأخذ الشكل السوي.

وهي في تلك الفترة من النمو تتغذى من ملاحظات الكاتب ومن قراءاته المتعددة النواحي ، ومن خبراته الشخصية ومن هنا اعتمد المقال على الحكاية والمثل والإشارة إلى جانب المادة التحصيلية .

الكاتب يحدد مقاله قبل أن يكتبه بحيث تتوجه كل مادته على اختلاف أنواعها إلى جلاء فكرة واحدة في جميع جوانبها ، وفي ذلك الوقت الذي يحرص فيه الكاتب على تماسك مقاله وقوته نجده حريصًا على إمتاع قارئه.

من أنواع المقال –  المقال الاجتماعي : وهو يعالج الأمراض الاجتماعية حتى يدفع بالإنسان إلى مسالك الحضارة والرقي والخير ، يتوخى وضوح الجمل ويترك المبالغة.
 المقال العلمي : يمتاز في الوضوح والدقة في اختيار الكلمات ، فيه الأفكار مرتبة وفيه اعتماد على الحقائق أولاً يخلو من العاطفة والخيال والغموض. المقال السياسي : ينشر عادة في الصحف لمخاطبة الجماهير ، وهو ملائم لأحداث الساعة ، يقرأه الجميع ، لا مجال للتعمق في المعاني وللتفنن في صوغ العبارة. 

المقال الأدبي : يتميز بقوة العاطفة والوجدان وصدق التعبير بالإضافة إلى الخيال الذي يبرز العاطفة ويصورها.

لا مانع من استعمال المحسنات اللفظية ولا بد لكاتب المقال الأدبي أن يكون عارفـًا باللغة وأسرارها ، حساسًا وذواقـًا يعرف مواطن الجمال.

وفي زاوية أخرى يتم التمييز بين المقالة الأدبية التي تصنع الصياغة في المكان الأول أما المقالة الصحفية فإنها تهتم بالمضمون والفكرة ، وإذا جاز لنا أن نشبه المقال الأدبي بلوحة زيتية متعددة الألوان فإن المقالة الصحفية صورة من اللونين الأبيض والأسود فقط .‏ 

ومن خلال ذلك يتبين أوجه الشبه والافتراق بين العمود الصحفي والمقالة الافتتاحية ، ‏يتفق العمود الصحفي مع المقالة الافتتاحية أن له مكاناً ثابتاً وعنواناً ثابتاً وينشر بانتظام ، ويختلفان في أن العمود ليس ملزماً بالتعبير الحرفي عن سياسة الصحيفة بينما كاتب المقالة الافتتاحية ملزماً بذلك ،‏ كما إن العمود الصحفي يوقع باسم كاتبه في حين لا توقع المقالة الافتتاحية في أغلب الأحيان باعتبارها تمثل آراء هيئة تحرير الصحيفة كلها وليس محرراً بعينه .‏

 

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى