اسليدراهم المقالات

حول الاحداث المأساوية في باريس وواجب العرب والمسلمين :

كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل

تعرضت باريس عاصمة فرنسا وقلب اوربا النابض بالحياة والفن والنشاط العلمي والثقافي والمعرفي .. تعرضت لعمل ارهابي خطير جدا اودى بحياة العشرات من ابناء الشعب الفرنسي الآمن ، وكان هذا العمل الارهابي قد تبنته عصابات داعش الارهابيه ، معتبرة ذلك من الغزوات .
اننا كعرب ومسلمين واصحاب حضارة انسانية .. نشعر بالحزن الشديد لما وصل اليه الفكر التكفيري وما سيجره على العرب والمسلمين من انتكاسات خطيرة تنعكس سلبا على النزعة الانسانية والتسامحية للاسلام .. وتجعل المسلمين عرضة للخوف من مستقبل يكتنفه الرعب والتوجس من مستقبل مظلم يطبق على امتنا ويبعدها عن تاريخها المشرق ويلتهم كل معاني الخير والمعارف والتراث والحضارة ويحيلها الى تراب .
وقد سبق للعراق وان نبه العالم لما يمكن ان ينتظر البشرية من اعمال تخريبية ومجازر وحشية ومزيدا من الدماء البريئة .
ان العراق وهو يحمل سيف المواجهة المتقدم ضد الارهاب التكفيري الاسود ، انما يمثل الوجه المشرق للانسان العربي والمسلم عموما ، كما انه يتقدم الصفوف لوأد هذا الوجه القبيح للكفر والموت والارهاب والقتل والفتك والوحشية ويقدم التضحياتى الجسيمة من ابناء شعبنا ، الذين انتفضوا بهمة الرجال ورفعوا سلاحهم بوجه الهمجية القادمة من تخوم الجاهلية والتخلف والجريمة والتوحش والقرون الوسطى . ولابد ان ينتبه العرب والمسلمون وان يتخذوا موقفا حازما وصارما قبل فوات الاوان . ولات ساعة مندم !!
ان الارهاب الذي يضرب في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن ولبنان ، والكثير من الدول الاسلامية والاوربية .. انما يمثل حلقة جديدة من الارتداد عن مفاهيم المحبة والتسامح والثقافة والمعرفة .. التي يسعى لها ديننا الحنيف .. وهؤلاء التكفيريين يسعون لاعادة عقارب الساعة الى العصر الجاهلي .. عصر التخلف والجهل والامية والغزو وحياة البادية المتعجرفة .
مطلوب وبكل وضوح موقف عربي موحد تجاه ما تتعرض له الانسانية وبأسم الدين الاسلامي البريء من هؤلاء الاوباش اعداء الاسلام والحضارة والانسانية.
وندعو من موقف المسؤولية الانسانية والاسلامية والعربية .. ندعو جامعة الدول العربية ان تعمل بجهد اكبر للتوجه نحو مكافحة هذا الداء الخطير الذي يلتهم جسد الامة ويحاول تمزيقها وتفريقها وبعثرة معارفها وافناء حضارتها .
كما ندعو الدول التي تقف خلف الارهابيين وتمدهم بالدعم المادي والمعنوي لمراجعة مواقفهم . وفي الوقت نفسه نأمل من المراجع الدينية في الازهر الشريف وغيره من منابر العلم والمعرفة الدينية .. ان تتخذ موقفا واضحا وصريحا من الارهاب .. وان تبدأ الحكومات العربية باصدار القوانين التي تحرم الفكر المتطرف .. وان يدرس في معاهدنا ومدارسنا وجامعاتنا الفكر الانساني والتآخي بين ىالشعوب ومحبة الانسان لاخيه الانسان .

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى