الأدب و الأدباء

الصعود من الهاوية

كتبت : منى حامد

ربما هو طريق مِن الفشل ، نسِير فيه بخُطُواتٍ مُتسارعة ، و َنَأبي أنْ نعود مِنه ، فإِلي القاع نَغوص فلا مِنَّا نصعد ولا مِنَّا نُوقف الهُبوط . نحُطّ مِن رُؤوسِنا لِندفنها في رمالِ الكذبِ على النُفوس فلا مِنَّا نُواجه مَصائبنا ولا مِنَّا نُصلح أحوالَنا . والسؤال يظل في العقول يدور ، إِلى متى ؟!
إِذْ وَافقنا على التَسيُّب ونُوافق على الإِهمال ونَغُضَّ عَنه الأَبصار ، نُسمِّيه كُلّ الأسماء إِمعاناً في الإِخفاء ، و إِعتدنا الرَّشاوي واِعتدنا المَحسوبيَّة كأنَّنا نقول لا للكَفاءة و أَلْف نَعم للدَّناءة ، مَن لا يَستحقُّ عمَّن يَستحقّ بديلاً ، فهل نعُود لنَتَسائل لِماذا النَّجاح عادَ ضرباً مستحيلاً .

إِذْ قُلنا الغَاية تبرّر الوَّسيلة و قَتلنا النَّفس غِيلة ،ً إِذْ نَسرِق مِن الفقير القُوت ونَزرع بدلاً عنه شجرَ الموت ، إِذْ نَستبِيح السرقة والإِهمال فلا نَقِف لَه أو نُبلّغ سُلطات بحجَّة الخَوف مِن قطعِ الأرزاق ، أَو رُبَّما الإِعتياد ، نُعلِّي الصَّاحب على الخَالق و نُعلِّي الرَّأي على الإِفتاء .

قَبِلنا الإِجتراء عَلى الله و غَيَّرنا نَاموس الأَكوان صَادرنا القِيم والأَخلاق وبِعنا الأَوطان بأَبخس الأثمان. و نَتَسائَل لِماذا نَحن في ذِيل الرُّكَاب . كُلَّنا بالصَّمت نُشارك ، إِن فقط كُنَّا يَوما ًرَأَينا و مَشَينا نَهتُف مَا لَنا و لَا عَليْنا .

دَعُونا فَضلاً نَتمسَّك بالأخلاق المبادئ والفَضائِل نِتذكَّر انَّنا جَميعُنا على ثغرٍ مِن الثُّغور ، وثُغور الأمَّة نَحن .. نُحاسِب نُطهِّر عسى نَقفز القَفزات و نَثُب الوَثبات نَحو الإِرتقاء .فلا وَقت لَديْنا لِمزيدٍ مِن التَقَهْقُر والتَّردُّد والإِنتكاس ، و لَن يُجدي أبداً الصُّراخ إِن يوماً أَنهينا فقرةَ سُقوطِنا الحُرّ نَحو القاع ، والأَكيد أنَّه لن يستمع إلى صُراخنا مَن يَصعد إِلى السَّماء و مَن يَذهب إِلى المَّريخ مَن يُصنّع طائِرات سيَّارات أَقمار و صَواريخ .

لِنتَعلَّم من الأحداث ، أنَّ خَطِيئة الفَرد في بلدٍ ما ، هي جَريرة ونقيصة يدفع ثمنها كامل الأفراد . فنَقف لِكُل مُخطِئٍ بالمِرصاد ، و نَكون على أَنفُسنا رقيباً وعلى غَيرنا ، نُحارب معاً ضِد الفَساد والرُّشوة والإِهمال ، لنَحيا في رغدٍ و نُصبح فعلياً قوةً عُظمى ، ونُقدِّم بلادنا في أزهى صُورها جنَّة و وَاحة أَمان .

أَن يعمل كُلٍ مِنَّا على جَعلِ شَخصِه ، شَرِكته ،عَمله الحُر إسماً فِي عالم الأعمال والإِنتاج والوَظائف ؛ فيَكون يوماً إسم مِصر ماركةً مسجلةً في كُل المَجالات . الأَمر لَيس فَقط شِعارات ولكنَّه طريق نَجاح نَبتَديه لِنَسير فيه إلى مُنتهاه سِلاحنا الأمل والأخلاق والعَمل الدَّءوب وحُبَّ مِصر .

زر الذهاب إلى الأعلى