العالم الحر ينفرد بنشر تقرير بعثة اليونسكو واللجان الهندسية حول “هرم زوسر”

كتب : دكتور نفر
ينشر “العالم الحر” تفاصيل التقارير التى تسلمتها هيئة النيابة الإدارية، الخاصة بنتائج أعمال فحص البعثة الإستشارية المشتركة بين منظمة اليونسكو، والمركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، واللجان الهندسية، لـ “هرم زوسر” بمنطقة سقارة الأثرية، للوقوف على حالته بعد تداول شائعات تفيد أنه مهدد بالإنهيار جراء أعمال الترميم.
تضمن تقرير البعثة الإستشارية المشتركة بين منظمة اليونسكو والمركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، أن هرم “زوسر” كانت حالته الإنشائية سيئة قبل بدء أعمال الترميم، وكانت صخوره عرضة للتهاوى، الأمر الذى إستلزم القيام بأعمال الترميم والدعم الإنشائى، ومن ثم أصبحت حالة الهرم أكثر استقرارًا من الناحية الإنشائية بعد إنتهاء المرحلة الأولى لأعمال الترميم.
وأكد التقرير أن هناك حاجة ملحة لإستكمال باقى الأعمال للوصول لحالة الإستقرار الكامل للهرم، فضلاً عن أن الأجزاء العلوية للهرم من الخارج لم تخضع للترميم بعد، وأن الوثائق المقدمة من فريق العمل المشارك فى الترميم قدمت تشخيصًا شاملًا، وتحليلات وإختبارات إنشائية، دراسات جيوفيزيقية، وتحليل للخصائص المادية للهرم، تتفق جميعها مع الأصول المتعارف عليها دوليا فى ترميم الآثار.
ورصد التقرير أن أعمال الدعم الإنشائى والترميم فى الجزء الخارجى لـ “هرم زوسر” توقفت نهاية عام 2011، فى حين إستمرت الأعمال فى الجزء الداخلى من الهرم حتى ديسمبر 2013 حيث توقفت عقب ذلك، وهو ما يحتاج لإستكمال أعمال الترميم.
كما أوصت لجنة نقابة المهندسين المصرية التى عاينت أعمال التدعيم والترميم للهرم، بضرورة إستكمال الأعمال على وجه السرعة، نظرًا لما يشكله توقفها من وضع الهرم بحالة حرجة مع الإلتزام بالمنهجية والشروط الفنية.
وعن أعمال الترميم والإنشاء السابقة، ذكرت اللجنة فى تقريرها أن تلك الأعمال كانت ضرورة حتمية للحفاظ على “هرم زوسر”، وأن أساليب التدعيم المستخدمة فرضتها الحالة الحرجة للهرم، وأن المعاينة أثبتت إستقراره إلا أنه نظرًا لعدم إستكمال الأعمال بتثبيت الأحجار من الخارج فى المصاطب العليا أو من الداخل، فإن هناك تهديد بعدم إستقرار الهرم مما يستدعى سرعة إستكمال أعمال الترميم.
بينما ذكر تقرير اللجنة الهندسية برئاسة أساتذة كلية الهندسة بجامعة الأزهر، المشكلة بقرار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم إعداد دراسة إنشائية لأعمال الترميم، تبين من خلالها أن الشركة المنفذة إتبعت الأصول الهندسية المناسبة للوصول إلى الحلول المثالية، مع عمل جميع الدراسات والمناقشات العلمية والهندسية فى هذا الشأن إلى أعلى مستوى ممكن.
يشار إلى أن المستشار سامح كمال رئيس هيئة النيابة الإدارية، أحال مدير عام التوثيق الأثرى بوزارة الآثار، للمحاكمة العاجلة، بسبب تصريحات أطلقها فى وسائل الإعلام زعم فيها أن “هرم زوسر” بمنطقة آثار سقارة مهدد بالإنهيار بسبب أعمال الترميم، وأخطاء إرتكبتها الشركة المنفذة للمشروع.
وكشفت التحقيقات أن هيئة النيابة الإدارية تلقت بلاغًا من وزير الآثار العام الماضى، بشأن قيام مدير عام التوثيق الأثرى، بالإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام على غير الحقيقة، تفيد أن عملية ترميم “هرم زوسر” بمنطقة سقارة الأثرية أسندت إلى شركة أمريكية، وأنه من المحتمل إنهيار الهرم فى أى وقت بسبب خطأ جسيم إرتكبته خلال أعمال الترميم.
وأضافت أنه زعم على غير الحقيقة أن الهرم مهدد بالإنهيار نتيجة عمليات الترميم التى أدت إلى تغير شكله كاملًا، وأن الشركة المنفذة للترميمات لإستخدمت أحجارًا جيرية بيضاء من محاجر طرة بالمخالفة لأصول الترميم المتعارف عليها، وأن ثقل الحجارة الجيرية الجديدة من الممكن أن يؤدى لإنهيار الهرم.
وقيدت القضية برقم 256 لسنة 2014 مكتب فنى رئيس الهيئة، وباشر التحقيق فيه المستشارة مروة البيومى عضو المكتب الفنى لرئيس الهيئة، بإشراف المستشار عصام المنشاوى، وكيل المكتب، وأحيلت للمحكمة المختصة.