اسليدرالسياحة و الأثار

غداً إنطلاق أعمال المعالجة والترميم للقناع الذهبي للملك “توت عنخ آمون”

كتب : دكتور نفر
تنطلق غدا أعمال المعالجة والترميم للقناع الذهبي للملك “توت عنخ آمون” والتي سيقوم بها فريق مصري ألماني مشترك حيث سيتم رفع القناع من فاترينة عرضه بالقاعة رقم “3” بالمتحف المصري بالتحرير، ونقله إلى الغرفة “55 ” بالمتحف نفسه، والتي تم تجهيزها بجميع المعدات اللازمة لتشهد مختلف مراحل العمل وذلك بعد عملية الترميم الخاطيء للقناع بمادة “الايبوكسى” والتي حدثت في أغسطس 2014 وذلك وفق ما أعلنته وزارة الأثار.
وقال أحمد صالح باحث المصريات، إن هذه هى المرة الرابعة التي سيرفع فيها القناع، الذي يعد من أهم القطع الأثرية في العالم، من فاترينة العرض الخاصة به بالمتحف المصري بالتحرير منذ إكتشافه عام 1925، عندما قام “هوارد كارتر” بفتح تابوت الملك “توت عنخ أمون” حتى يقوم بفحص المومياء، موضحاً أن اللحية كانت منفصلة عن القناع في عصر الملك فاروق وهذا بدا واضحاً من الصورة الشهيرة التي يزور فيها الملك فاروق فاترينة قناع الملك “توت عنخ أمون” بالمتحف المصري، وفي عام 1968 قام كل من الإنجليزي “الفريد لوكاس” والمصري “زكي إسكندر” بمصلحة الأاثار المصرية بلصق اللحية بالقناع عن طريق عمل ثقب في اللحية ومشبك في الذقن وتم تلبيس القطعتين معا.
وأضاف صالح، أن المرة الوحيدة التي خرج فيها القناع خارج مصر كانت عام 1972 ضمن معرض للأثار في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، وبعد ذلك منع القانون 117 لسنة 1983 خروج أي قطعة فنية نادرة ومنها قناع الملك “توت عنخ أمون”، لافتاً إلى أنه في عام 2011 تم رفع القناع الذهبي من فاترينة العرض حيث أجرت بعثة مشتركة بين مصر واليابان “يودا و يوشيمورا” بفحص القناع بالأشعة السينية “فلورسنس سبكتوميتر ” لدراسة نقاوة الذهب به.
وأشار صالح، إلى أن القناع الذهبي في أغسطس 2014 تعرض للمشكلة الشهيرة عندما سقطت اللحية من القناع وحاول مرممو المتحف المصري لصقها بسرعة بمادة “الايبوكسي” لإعادته إلى فاترينة عرضه، وحاولوا كشط المتبقي من المادة فعرضوا القناع للتلف، موضحاً أنه بعد حوالي سنة وشهرين سيتم إخراج القناع من فاترينته غدا ونقله إلى الغرفة “55” بالمتحف المصري لتصحيح أخطاء الترميم التي حدثت، وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد تبرعت بمبلغ 50 ألف يورو لأعمال صيانة القناع.
وعن وصف القناع الذهبي للملك “توت عنخ آمون”، أكد صالح أنه يزن 32ر10 كجم ذهب خالص، وإرتفاعه 54 سم وعرضه 39,3 سم وعمقه 49 سم، وسمك الذهب هو في الغالب 15ر0 سم، وفي الحواف يقل السمك إلى 3ر0 سم، والوجه مصنوع من ذهب أقل نقاوة ومن عيار 18,4، والوجه الرئيسي من ذهب عيار 23,5، وتحمل هذه القطعة رقم “60602” في سجلات المتحف المصري ولكن “كارتر” في سجله أعطاها رقم 256 أ, وصنعت هذه القطعة الفنية بنظام اللحام والتثبيت والطرق.
وأوضح صالح، أن القناع من الذهب المطعم بالأحجار شبه الكريمة وعجينة الزجاج والعينان من الأحجار البركانية السوداء والكوارتز، وخلف القناع نصوص من كتاب الموتي، وكان هذا القناع فوق المومياء داخل التابوت الثالث، وفي وجه القناع كان الحاجبان وخطوط تجميل العين من اللازورد وليس من عجينة الزجاج الزرقاء كما في بقية القناع، ويصور القناع غطاء الرأس المسمى “النمس” وهو الغطاء الذي يضعه الفرعون على رأسه، والنمس يغطي الجبهة وأطرافه تتساقط على الكتفين، وهى عبارة عن شرائط صفراء من الذهب ومعها عجينة الزجاج التي لونت باللون الأزرق ليعطي شكل الحجر الكريم اللازورد.
وتابع صالح، أنه يوجد أعلى الجبين حية الكوبرا وطائر العقاب، وحية الكوبرا توضع على جبين الملك لتنفث السم في وجه وعيون الأعداء وهو يعد رمزا لمصر السفلي “الدلتا”، وطائر العقاب يمثل الإلهة واجيت ممثلة مصر العليا “الصعيد، أما لحية الملك أو ذقنه فهى لحية معقوفة أي ملوية عند طرفها السفلي وهذا النوع من اللحية مخصصة للإلهة وهى أيضا مزيفة لأنها تركب على وجه الملك بإعتباره إلهاً، وشعر الذقن مضفور بشكل متقن.
ولفت صالح، إلى أنه في رقبة الملك يوجد العقد المصنوع من الفلسبار و الكوارتز واللازورد والزجاج الملون، ونهايتي العقد مزينة برأس صقر مطعم بالاوبسيديان والأحجار شبه الكريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى