السياحة و الأثار

مسجد الجيوشي

بقلم : طارق بدراوى
– مسجد الجيوشي الواقع علي حافة جبل المقطم في مواجهة طريق صلاح سالم مسجد من العصر الفاطمي قام ببنائه بدر الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 478 هجرية الموافق عام 1085م ومن هنا جاءت تسميته بمسجد الجيوشي وقائد الجيوش بدر الجمالي هو أبو النجم بدر الجمالي وكان مملوكا أرمني الأصل اشتراه أحد الأمراء إسمه جمال الدولة بن عماد ولذلك تلقب بلقب الجمالي وقد تقلد العديد من المناصب الهامة حتي علا شأنه وتولي إمارة دمشق عام 455 هجرية الموافق عام 1062م في زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله فلما حدثت أحداثا شديدة واختلت أحوال الخلافة الفاطمية وتهددت بالسقوط بمصر استدعاه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله إلي القاهرة عام 465 هجرية الموافق عام 1072م فأعاد الأمور إلي نصابها وعاد الإستقرار من جديد إلى شئون الخلافة وبذلك أصبح له شأن وتحكم في مصر تحكم الخلفاء والملوك وأصبحت له سلطات تقارب سلطات الخليفة خاصة وأن الخليفة المستنصر بالله قد كلفه بالعديد من المهام الكبيرة وقد توفي في سن الثمانين من عمره عام 487 هجرية الموافق 1094م
ومن مهام الوزير بدر الجمالي التي كلفه بها الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عدة أعمال في مدينة القاهرة ومن أهم هذه الأعمال التي قام بها غير بناء هذا المسجد قيامه بتوسيع مدينة القاهرة يأمر من الخليفة الفاطمي المستتصر بالله وهو العمل الذى استدعي نقل سورها القديم في إتجاه الشرق لمسافة حوالي 150 متر فأدخل جامع الحاكم بأمر الله داخل حدود السور بعد أن كان خارجه وجعل جدار السور الشرقي ملاصقا لجدار القبلة به كما أنه قام بنقل بابي الفتوح والنصر إلي موضعيهما الحالي كما أنه قام بتجديد باب زويلة في نفس موضعه دون نقله وبالإضافة إلى ذلك قام أيضا بتجديد وإصلاح وتطوير مسجد العطارين في الإسكندرية عام 477 هجرية الموافق 1084م والذى يعد من أقدم مساجدها ومن أهم معالم العمارة الإسلامية بها إلي جانب قلعة قايتباى ومسجد أبو العباس المرسي ومسجد البوصيرى ومسجد النبي دانيال ولذلك فإنه أحيانا يسمى أيضا مسجد العطارين بإسم مسجد الجيوشي لكونه قام بأعمال الإصلاح والتجديد والتطوير به
وبخصوص مسجد الجيوشي في المقطم فهو يعد من المساجد الصغيرة وهو مستطيل الشكل طوله حوالي 18 متر وعرضه 15 متر بمساحة إجمالية قدرها 270 متر مربع غير الساحة وبعض الإضافات الخارجية ومدخله يوجد في وسط الواجهة الشمالية الغربية المواجهة للقبلة وتعلوه المئذنة ويؤدى المدخل إلي ردهة مسقوفة بقبو نصف اسطواني وعلي يمين المدخل حجرة مربعة داخلها سلم يؤدى إلي سقف المسجد وعلي يساره حجرة أخرى مربعة أيضا ومسقوفة بقبو نصف اسطواني وتؤدى الردهة إلى صحن المسجد وهو صحن صغير طوله حوالي 6.5 متر وعرضه حوالي 5.6 متر ومحور الصحن يؤدى الي رواق الصلاة والقبلة في الجانب الجنوبي الشرقي من المسجد وهو يتكون من باكيتين بهما 6 مساحات مربعة أكبرهما المساحتين الوسطيتين وبكل بائكة 3 عقود أكبرها العقد الأوسط والمنطقة المربعة التي توجد أمام المحراب تعلوها قبة اما المناطق الخمس الأخرى فهي مغطاة بأقبية متقاطعة
– وجدار القبلة والقبة عليهما من الداخل زخارف جصية دقيقة ومتقنة بديعة الشكل بأشكال تميز العصر الفاطمي كما يوجد بهما أشرطة مكتوبة بكتابات بالخط الكوفي ويتوسط حائط القبلة محراب المسجد وهو من المحاريب النادرة بزخارفه الجصية الدقيقة المتقنة ويبلغ ارتفاعه حوالي 3.15 متر ومئذنة المسجد كما أسلفنا تعلو المدخل وارتفاعها حوالي 20 متر وتتكون من 3 حطات الحطة الأولى أكبرها ارتفاعا عبارة عن قاعدة مربعة وتنتهي بمقرنص ثم تبدأ الحطة الثانية علي شكل مربع أيضا ولكنه أصغر من السفلي ثم الحطة الثالثة علي هيئة شكل ثماني الأضلاع والحطتان الثانية والثالثة ارتفاعهما تقريبا متساوى وهذا الشكل المثمن يحمل رأس المئذنة وهو علي شكل قبة صغيرة مضلعة وتلك المئذنة من المآذن القليلة المتبقية من الغصر الفاطمي إلي جوار مئذنتي جامع الحاكم بأمر الله حيث حدث أن انهارت وتهدمت باقي مآذن العصر الفاطمي في عصور مختلفة ولم يعد لها اى أثر في وقتنا الحاضر ومايتواجد من مآذن علي مساجد العصر الفاطمي فقد تم بناؤها بعد ذلك في العصر المملوكي مثل مئذنة جامع الأقمر ومئذنة الأقبغاوية ومئذنة السلطان الغورى ذات الرأسين بالجامع الأزهر وغيرها وجدير بالذكر أيضا أن هذا المسجد ظهر به المدخل البارز عن جسم بناء الجامع بشكل واضح بعد ظهور ذلك الطراز من طرز بناء المساجد في جامع الأقمر بشكل أقل من حيث بروز المدخل عن بناء المسجد ثم ظهوره بعد ذلك في جامع الحاكم بأمر بالله بشكل واضح بما يشكل كتلة ووحدة معمارية متميزة

زر الذهاب إلى الأعلى