اسليدرمقالات واراء

حقوق “الصحفيون” المهدرة.. من العمل التطوعي للفصل التعسفي

كتب :  امير السكرى

مكرم محمد أحمد : قوانين الصحافة لا تناسب المرحلة الحالية ووضع الصحفيين بالغ السوء

رئيس تحرير فيتو: على النقابة تحكيم الضمير المهني والفصل في مشكلات الفصل التعسفى للصحفيين باعتبارها طرف تالت في العقد

صلاح عبد الصبور: قانون نقابة الصحفيين الإلكترونيين الجديد في لجنه الاصلاح التشريعي الآن وننتظر إقراره من البرلمان المقبل

جمال عبد الحميد المرشح لعضويه النقابة: “الشللية” تحكم مجلس النقابة وضياء رشوان حقق فشلا ذريعا

للصحفيين حقوق مهدرة.. ما بين العمل المجاني وانتظار أدوارهم في الفصل التعسفىّ…!!، الصحفيون يعملون ليل نهار والنتيجة شهاده تقدير أو خمسون جنيهاُ، من يوقف مسلسل إهدار كرامة الصحفيين..؟!، تم فصل العشرات من الصحفيين مؤخرا في ظل نقابة لاحول لها ولا قوة، والصحف الجديدة بلا تمويل ورسالتها شهرة أصحابها أو استغلالها لخدمة مصالحهم..!.

أصبح العالم قرية صغيرة تستطيع معرفة ما يدور فيه بمجرد مطالعة صحيفة سواء كانت ورقية أو إلكترونية، وهذا كله بفضل مجهودات الصحفيين وعملهم الدؤوب ليل نهار للحصول على المعلومة أو الخبر، فهم لا يكلون أبدا وتجد منهم الكثير ممن لا يرون منازلهم إلا وقت النوم أو في ساعات متأخرة من الليل أو ربما لا يدخله لأيام متواصلة، متعرضا لظروف مختلفه ،ومشاق عديدة نظير الظفر بالمعلومة.

من ناحية أخرى يجد شباب الصحفيين ما لا يسرهم ويسبب لهم ربما مشاكل نفسية وعصبية كالسباب أو اللعان من بعض الأطراف، والأهم والأخطر من كل هذا هو أن حياتهم معرضة دائما للخطر، فهم يعملون في ظروف صعبة كالحروب أو المظاهرات وما ينتج عنها من اشتباكات وفوضى، والمقابل شهادة تقدير من إدراه الصحيفة، أو ربما يصرف مكافأة تقدر بخمسون جنيها، أو تتم مكافئته بالفصل التعسفي منها كما يحدث الآن!!.

إنها حقا مهزلة بكل المقاييس، فالصحفيين في مصر كيان بلا حقوق ولا تقدير في ظل نقابة غائبة تماما ولا محل لها من الإعراب، ولم يتعدى دورها كونها نقابة خدمات فقط..!، فمن المؤسف والمخزي أن يفعل كل هذا بمن هم يلعبون دورًا بارزًا في تشكيل وعي وثقافة المواطن.

إن أخطر ما في الأزمة، هو وجود قوانين لا تخدم تعديل وضع الصحفيين ولا تضمن لهم أي متنفس أو حلولا لمشاكلهم، وعن ذلك يقول نقيب الصحفيين الأسبق “مكرم محمد أحمد”، “إن وضع الصحافة المصرية والصحفيين بالغ السوء، وأنه ينبغي تغيير كل القوانين المنظمة للمهنة سواء قانون المجلس الأعلى للصحافه وقانون النقابة اللذان عفى عليهما الزمن ولا يتناسب مع التطور الحادث الآن في كل شىء ولا تنصف الصحفيين في الوقت الحالي.

وأشار “مكرم”، إلى أن إصدار تراخيص الصحف بالأخطار يؤثر بشكل كبير على الصحف المستقلة لكثرة وتكدس الصحف على الساحة، كما أبدى غضبه من الطريقه التي يعامل بها الصحفيين في بعض الصحف وقال إنهم يعاملون “معامله العبيد”ويمضون على استقالتهم قبل التعيين، وأكد أن معظم الصحف تعاني الآن من تردي في النواحي الماديه مما يدفعهم للاستغناء عن بعض الصحفيين، وقال إن الصحف القومية تعتمد جزيئا على ميزانية الدولة كمصدر لتمويلها.

الصحافه والصحفيين.. مشاكل بالجمله في انتظار روشته العلاج: وبالإشاره إلى المشكلات المتعلقة بالصحفيين، فسنجدها كثيرة ومتشعبه ولها جذور عميقه ولعل أبرزها الفصل التعسفي للصحفيين والعمل المجاني وصعوبه الحصول على كارنيه النقابة وتردي الخدمات النقابية أو انعدامها من الأساس.. وقد شهدت الساحه الصحفيه هذه الأيام حالات متكرره من فصل الصحفيين وكان أبرزها فى جرائد “اليوم السابع” و”المصري اليوم” وموقع “دوت مصر”، والذى قام مؤخرا بفصل 75 صحفياُ من العاملين به.

وعن هذه الموجه يتحدث “عصام كامل” رئيس تحرير “فيتو”، شارحا أبرز أسبابها من وجه نظره فيقول : إن فصل الصحفيين يرجع لأسباب خاصة بالجريده بعضها مبرر يتمثل في تخاذل الصحفي عن أداء دوره وعدم تحقيقه لمعدلات الأداء المطلوب منه وكذلك عدم تعاطيه مع الأحداث بسرعة، والبعض الآخر غير مبرر ويعد فصلا تعسفيا بلا أسباب وإهدارا لحق الصحفي ويتطلب تدخل عاجل من النقابة على اعتبارها طرف ثالت في عقد الصحفي والضامنه لحقوقه.. ومن ناحيه أخرى قال “جمال عبد المجيد” ، عضو الجمعية العموميه بنقابة الصحفيين، إن أهم المشاكل التي تواجه الجماعة الصحفية تتمثل في ثلاثة أمورالمشكلة الأولى تتمثل في استرجاع هيبة نقابة الصحفيين بعد أن أصبح القاصي والداني يُخطئ في تقدير الصحفيين ويخطئ في معاملة الصحفيين باعتبارهم “سلطة” رقابية رابعة لتقويم انحرافات وفساد المسئولين.

وأكد “جمال”، أن الأمر الثاني هو عدم وجود كادر مالي خاص للصحفيين، وهو ما يمثل عائقا كبيرا أمام ممارسة الصحفي لعمله، فكيف يستقيم أن يطالب الصحفي المسؤلين بحل مشاكل المواطنين وهو لا يستطيع حل مشكلة نفسه الشخصية ففاقد الشئ لا يعطيه، فضلا عن شعور الصحفيين وخاصة شباب الصحفيين بالاضطهاد والظلم من خلال عدم إحساسهم بالأمان بسبب تعنت بعض رؤساء مجالس إدارات الصحف سواء القومية أو الحزبية أو الخاصة.

وأوضح “جمال”، أن المشكلة الأهم وهي عدم وجود مظلة قانونية يحتمي بها الصحفي في ظل فشل نقيب الصحفيين السابق “ضياء رشوان” في توفير حماية قانونية للصحفيين، وأوضح “جمال”، أن سيطرت “الشللية” وأصحاب المصالح على المجلس المنتخب هو أكبر ضرر لمصالح الجماعة الصحفية، حيث تفرغ الأعضاء مجلسا ونقيبا لإدارة مصالحهم الشخصية ضاربين بمصالح الجماعة الصحفية عرض الحائط.

ويقول “إبراهيم عارف”، رئيس تحرير جريده البيان،: “إنه لا يختلف اثنان على أن الحديث عن الوضع الصحفي أو المهني في مصر يشبه إلى حد كبير تحريك السكين في الجرح، وأكد “عارف”، أن التشريعات الصحفية باتت غير مجدية في وقت ضاعت فيه الحريات بشكل عام والحريات العامة ترتبط ارتباطا وثيقاً بأداء الصحافة، إلا أن هناك من تآمر علي الصحافة من أبنائها وبالتالي صدرت عدة تشريعات في الفترة الأخيرة لا توفر الحماية الكاملة للصحفي ولاتضمن حقوقه أو تحفظ كرامته، وبالنسبه لفصل الصحفيين يقول “عارف”، إن السبب الرئيسي يعود إلى تواطؤ رؤساء تحرير هذه الصحف مع ادارتها، وأوضح “عارف” أن الكارثة الحقيقية تتكمن في ضعف القدرات التفاوضيه للنقابة مع إدارات هذه الصحف.

وعن الصحافة الإلكترونية بالتحديد، والتي تحمل نفس المشاكل أيضا يتحدث نقيبها “صلاح عبد الصبور” ليوضح لنا مساعي نقابة الصحفيين الإلكترونيين تحت التأسيس نحو انجاز قانون يحمل الأمل للصحفيين ويضمن لهم وضعًا أفضل وحقوقا غير مهدره، وقال “صبور” إن القانون الجديد الآن بلجنة الإصلاح التشريعي وأنهم بانتظار عرضه على البرلمان المقبل لإقراره، وكذلك إقرار نقابة الصحفيين الإلكترونية بشكل رسمي وتحويلها من نقابة مستقله إلى نقابه مهنية.

وأكد “صبور”، أن موضوع تراخيص الصحف الإلكترونية غير واضح المعالم وأنهم يبحثون له عن صيغه مناسبة في اللجنة الوطنية للتشريعات الإعلامية، وقال “صبور” إن هناك من يستعبد شباب الصحفيين لتشغيلهم بدون مقابل بحجة التدريب والحقيقة أنهم لا يمتلكون القدرة أصلا على التدريب أو تأهيل كوادر جديدة، وأخرين يعملون لسنوات مقابل وعد الانضمام لنقابة الصحفيين التي هي في الأصل لا تقوم بدورها في الدفاع عن الصحفيين، وثالث لا يوفر الأمان الوظيفي للصحفي ويتركه يتعرض للموت في ميادين الأحداث بدون أدنى مسئولية، والآلاف الذين يعملون بدون عقود عمل أو تأمين صحي أو اجتماعي، وهناك المئات يعملون بدون توفير أي أنواع من التأهيل أو التدريب، وعشرات يعملون تحت قيادات إدارية وفنية خبراتها لا تتعدى سوى معرفتهم أو صداقتهم لرئيس مجلس الإدارة وعن هذه المشكلات التى تواجه الصحفيين، تتحدث عينه منهم لتبين ماحدث معها فيقول : محمد سمير- صدى البلد- إنه كان يعمل سابقا بجريده “فيتو” وتم الاتفاق مع الجريده على مرتب معين وعندما مر أول شهر قالت له الجريده إنك ستأخذ راتبك في الشهر المقبل ويأتى الشهر التالي ليتكرر نفس الكلام وفي النهاية فوجىء بأنه تم استبعاده منها.

ويقول أحمد عبده مراد _صحفي سابق بمجلة نصف الدنيا ومن ذوي الإعاقة – إنه تم فصله تعسفيًا بعد عامين ونصف من التحاقه بالعمل في المجلة والتي تتبع مؤسسه الأهرام في حين أن هناك معينين تم الإبقاء عليهم بها ممن لم ينتهوا بعد من استكمال دراستهم بالجامعات..!! ولم يفصلهم رئيس المؤسسه “أحمد السيد النجار” وقتها..!!

وقال “مراد”، إنه تم إعادة بعض من الذين فصلوا عن طريق الواسطة أو المحسوبية ولم يتم إعادته وهذا ما دفعه إلى أن يتقدم بشكوى إلى رئاسه الجمهورية بتاريخ يوليو 2014، والتي من شأنها أبدت تفهمها لمشكلته ووعدته بحلها وإلى الآن لم تحل الأزمة بعد.. هذا وتقول دينا جمال – موقع ألوان مصر- إنها تم فصلها تعسفيا من موقع حريتنا بعد 4 أشهر من تعيينها وأن إدارة الموقع قد بررت ذلك بأسباب ضعيفه وغير مقنعة، وقالت إنها لم تتقاضى مليما طوال فتره عملها بالموقع.

وأشارت مروه أحمد – جريده الوفد – إلى أن المشكلة تتكمن في عدة نقاط أهمها أولا استغلال الجرائد للصحفيين تحت اسم التدريب، وأن هذا حدث معها كثيرا بعد تخرجها وثانيا تلك القواعد الصعبه التي تضعها النقابة أمام الصحفيين من أجل الانضمام للنقابه، وقالت إن الصحفي الغير نقابي يتعرض لمشاكل عديده أثناء ممارسة عمله.. وللوصول بالصحفي إلى بر الأمان اتفق الكثيرون من المختصين على ضروره تغيير القوانيين المنظمه للمهنة ووضع مواد تكفل كافه حقوق الصحفي سواء من حيث الأجر أو التأمينات أو الحريات أو من حيث حمايته من الفصل التعسفي، وكذلك وضع رقابه صارمة على تنفيذ القوانين، وكذلك توفير الحمايه للصحفي في مكان عمله وتسهيل إجراءات حصوله على عضوية النقابة حتى لا يجد صعوبة أثناء ممارسة عمله، وكل هذا سيصب في صالح إعاده هيبة وكرامة الصحفي ومنحه القدر الذي يستحقه كعضو مؤثر في المجتمع، لما له من تأثير كبير في تشكيل وعي وثقافه المواطنين.

قلب الحدث
قلب الحدث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى