أخبار عاجلةأخبار مصرأهم الاخباراخبار عربية وعالميةالأدب و الأدباءالثقافةاهم المقالاتحصرى لــ"العالم الحر"

الدكتور خالد عبد الغنى يكتب عن , الغرور في الحياة الثقافية , نماذج ومواقف ( 1 )

بداية علينا أن نعرف الاختلاف بين أن تكون صاحب ثقة في النفس أو أن تكون مغرورا.

فإذا كنت صاحب نجاح حقيقي بنى على العرق والجهد والعطاء والمثابرة والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة، والحكمة في التعامل، وتوطين النفس بالتسامح فهذا هو جوهر الثقة بالنفس ،

أما إذا كان لديك شعور بالعظمة وتوهّم الكمال لإانت إذا مغرور بلا شك ،

وكلما ازدادت ثقة الإنسان بنفسه، كلما أصبح أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها وهمومها، ولكن إذا ما تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب والمعقول فإنها بذلك تصبح خطرا على صاحبها لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى غرور.

وفي حياتنا الثقافية نماذج كثيرة جدا –

طبعا لسنا في حاجة للقول بان هناك نماذج ايجابية ومتفانية في عملها ومعطاءة لاقصى درجات العطاء – أصابها الغرور ومن هؤلاء رؤساء تحرير الصحف والدوريات الثقافية وأول مظاهر ذلك الغرور عدم الرد على اصحاب المقالات والدراسات المرسلة إليهم لنشرها بتلك الصحف والمجلات وفي ذلك استهانة بالمؤلفين والمبدعين والكتاب تعبر عن غرورهم الذي بني في هذه الحالة من المكان الذي تقلدوه أو الكرسي الذي جلسوا عليه ، وأحيانا ما يوقع هذا الفعل أصحاب تلك الدراسات بمشكلات وأنا واحد منهم  وسأضرب لعديد من المواقف كنت بعثت في عام 2007 بدراسة عن حرافيش نجيب محفوظ لإحدى المجلات الادبية الكبرى في مصر وطبعا كعادة رؤساء التحرير لم يردوا علي ولذلك فقد نشرت الدراسة في مجلة عمان بالاردن عام 2009 ، وفي عام 2013 وبالصدفة فقط عرفت ان المجلة الادبية الكبيرة في مصر كانت قد نشرت الدراسة في عام 2011 بمناسبة الذكرى المئوية لنجيب محفوظ وإلى الان لم احصل لا على نسخة المجلة ولا على مكافأة مالية عن الدراسة ، هذا الحال تقربيا  يعاني منه كل الكتاب ما لم اكن مبالغا ،،

وهناك واقعة مع مجلة الأزهر إذ تواصلت مع أحد أعضاء مجلس  التحرير وعبر عن سعادته بنشر إحدى دراساتي في الفكر الاسلامي وقال في الاعداد القادمة وما زلت انتظر ومر عامان على هذه الكلمات المعسولة بالموافقة ،،

وهناك غرور أصاب عددا إذ لا يتواصلون إلا مع شلتهم الثقافية ومن هم على شاكلتهم ففي إحدى المجلات الثقافية الكبرى وفي اجتماع مجلس التحرير يقول رئيس التحرير عني موجها كلامه لمجلس المجلة

“أنتم جايبين كاتب سلفي يكتب في المجلة”.

وعندما تقدمت بكتاب عن نجيب محفوظ لهيئة الكتاب في احدى السلاسل التي كان يرأس تحريرها هذا الاديب الكبير وكلما قابلته يقول لي سوف نرد عليك بشان الكتاب مستغربا ومندهشا كيف لم يردوا علي ويخبروني بموقف الكتاب ،

والكتاب يمر عليه الان أكثر من عشر سنوات ولم يرد علي رئيس تحرير السلسلة ،

ولما تقدمت بكتاب عن سيكولوجية الادب لهيئة الكتاب أيضا رد على رئيس الادارة المركزية  للنشر منذ عشر سنوات ويقول لي “إن اللجنة رفضت الكتاب ، فقلت له هل من صورة من التقرير لمعرفة السلبيات ومراجعتها ” فقال لا نعطى الكتاب صورة من التقرير ولما اخذت النسخة وجدت الكتاب لم يفتح ولم يقرأه أحد ، ولكن الغرور الذي اصاب رئيس ادارة النشر يومها جعله يتعامل معي بقرار فوقي وكأنه لا يسأل عما يفعل. وعندما لا ينشر لك رئيس تحرير لأنك على خلاف مع إحدى الاديبات اللاتي يصاحبهن كما حدث مع الراحل الشاعر الكبير محمود الأزهرى والذي بسبب ذلك اصابه الحزن وآثر الابتعاد علن الوسط الثقافي ،

وعندما ترسل دراسة عن نجيب محفوظ ويرد عليك المسئول ” إننا مجلة تتحدث عن الاحياء وليس عن الموتى “.

وعندما تقدمت للنشر العام بالمجلس الاعلى للثقافة ويضيع الكتاب ولا تجد له أثر لا عند موظف ولا مسئول ولا يعاقب احد على هذا الاهمال

ما معنى هذا السلوك ؟؟

إنه الغرور الذي اصاب الوسط الثقافي كمسئول ،،

وهناك الغرور الذي اصاب الوسط الثقافي كمبدع وهذا هو موضوع المقال القادم .

 

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى