اسليدرمقالات واراء

التجربه الهنديه

 

DSC_0643a

كتب جورج ماهر 

منذ بضعه شهور عندما كنت فى احدى زياراتى الفنيه الى الهند وتحديدا فى مدينه بوبانى سوار التى تبعد1200 كم من العاصمه الهنديه دلهى واثناء تكريمى فى جامعه كيت الدوليه  من البروفيسور اشيوتا رئيس الجامعه تعرفت عليه وتبادلت معه اطراف الحديث وفتح الرجل قلبه لى وتحدث معى عن قصه كفاحه ومشوار حياته وفيما يلى اسرد عليكم قصته فى السطور القليله القادمه

كان فى الرابعه من العمر حين تلقى صدمه وفاه والده فى حادث قطار تاركا سبعه اولاد وزوجه كان اصغرهم عمره شهر واحد فى حين كان اكبرهم فى السابعه عشر من عمره وكان الاب يشغل وظيفه عامل  بسيط فى احد المصانع فى احدى قرى الهند ولم يترك اى مدخرات لاعاشه الاسره المكونه من ثمانيه افراد وكان على هذه الاسره ان تنمو وسط قريه اوديشاالهنديه

وحين ادرك معاناه الاسره عمل باعمال بسيطه ليساعد اسرته معتمدا اعتمادا كليا على نفسه  منذ الخامسه من عمره وكان يحتفظ بروبيه من اجره اليومى ليقدم الشاى ووجبات خفيفه لاصدقائه فى احد المقاهى قرب المدرسه التى يتلقى بها العلم مع زملائه وكان يقوم بشراء احتياجات اهل قريته من سوق القريه وتعود منذ صغره ومع تقدم عمره بما كان له من قلب ينبض بحب تقديم العون للمحتاج سواء كان من اصدقائه او اشخاص اخرين

حصل على درجه الماجيستير فى الكيمياء عمل بالتدريس فى احدى الجامعات الهنديه ثم بعد ذلك فكر هذا الشاب بمغامره  انشاء معهدين هما معهد كالينجا للتكنولوجيا الصناعيه ومعهد كالينجا للعلوم الاجتماعيه فى مبنى مستاجر عامى 1992 – 1993 وكانت تلك رحله شاقه للغايه

فى عام 1994- 1995 اصبح مثقلا باعباء الديون التى بلغت 5و2 مليون روبيه مما اصابه بالاحباط ولكنه تغلب على كل هذه الصعاب بعزيمته وثقته بنفسه وصبره وعمله الشاق المضنى

واليوم فى حين ان احد هذه المؤسستين اصبحت تحتل مركز مرموق كاحد الجامعات الهنديه التى توفر الرعايه 25000 طالب وطالبه من فقراء وايتام الهند وتوفر لهم التعليم المجانى من الحضانه الى الجامعه وتوفر لهم الرعايه الطبيه والاجتماعيه و الاقامه والاعاشه المجانيه  

وايضا توفر التعليم للاطفال الاثرياء القادرين وبذلك يحدث تفاهل واندماج بين طبقات المجتمع المختلفه والتقريب بين مختلف طبقات الشعب المختلفه

لم ينسى هذا الرجل اصدقاء طفولته اللذين رافقوه فى ايامه الصعبه فهو يقدم معونات ماديه كل شهر لاصدقاء الطفوله كما قدم وظائف عديده لاصدقائه فى الجامعتين .

كما لم ينسى ايضا قريته الصغيره التى نشا بها فقام بتحويلها الى قريه نموذجيه . كما ساهم ايضا فى انعاش الفن والثقافه والسينما والادب ومجالات اخرى عديده

هذا الشخص بعد ان قدم الكثير للمجتمع والناس يعيش حياه بسيطه متواضعه فى منزل متواضع بالايجار مكون من غرفتين دون ان يكون له اى املاك اوعقارات وفضل ان يعيش بمفرده وهوايته الوحيده ان يجلب الابتسامات لاوجه الالوف من الاطفال الفقراء دون النظر الى اى عقيده اوديانه

تحيه اجلال وتقدير لهذا الانسان اللذى ضحى وقدم ويقدم الكثير لخدمه واعلاء ورفعه شان بلده

انه البروفيسور اشيوتا سامنتا رئيس جامعتى كيت  وكيس بالهند والمملكه المتحده

هل من الممكن ان نجد امثال هذا الرجل العظيم فى وطننا الحبيب مصر ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى