اسليدرمقالات واراء

الأرامل في العراق بين الحرمان العاطفي والفاقة والعوز 

image008 images index.1

كتب الشيخ / لفتة عبد النبي الخزرجي 
مع استمرار المعارك ومطحنة الحرب ، ومع الاندفاع البطولي للحشد الشعبي وابناء القوات المسلحة في تصديهم الشجاع للعصابات الارهابية التي تمارس لعبة الموت حرقا او غرقا او ذبحا او جلدا او تفجيرا او اعداما ، ضد المواطنين في المدن التي مازالت تحت سيطرة داعش ، يتوسع جيش الارامل والايتام .
وتقول احصائيات غير موثقة ان عدد الارامل بلغ مليون ارملة . ولا ننسى ان الارملة عندما تفقد زوجها ، تتحمل مسؤولية اطفالها اليتامى ، ورغم ان المسؤولين في الحكومة العراقية يتحدثون عن اعانات مادية للارامل والايتام ، الا ان هذه الاعانات اغلبها يذهب الى جيوب الفاسدين الذين يعيشون على حرمان الارامل واليتامى من حقهم في العيش بكرامة ، بعيدا عن الحرمان والعوز والفاقة . لكن الهم الاكبر هو فقدان الزوج بالنسبة للنساء ، وخاصة الصغيرات منهن وفي عمر لا يتجاوز الثلاثين عاما ، مما يعرض الارملة الى صدمة عاطفية خطيرة قد تودي بها الى المجهول . ومن المعلوم ايضا ان الاطفال في ظل هذا الوضع المأزوم والخطير يعيشون تحت خط الفقر ويتعرضون للابتزاز من عصابات ومافيات تمتهن التجارة بالاطفال . وقد يسلك هؤلاء الاطفال طرقا ومسارات ليست بريئة او تحت تهديد الفاقة والعوز والحاجة ومع الاهمال من قبل المسؤولين في الدولة ، مما يشكل تهديدا خطيرا للمجتمع .
ان الارامل والايتام والجيش الكبير الذي يشكلونه ، يدعونا للقيام بحملة وطنية للحد من ظاهرة التسول للاطفال تحت تهديد عصابات معروفة تعمل على استغلال جوع وفقر الارامل والايتام ، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة جدا وبالغة الخطورة . كما لابد من ايجاد ملاجيء خاصة لهؤلاء وادخالهم في دورات تأهيل تربوية لابعادهم عن شبح الضياع والانحدار .

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى