اسليدرالسياحة و الأثار

الآثار تصدر عددًا تذكاريًا لتوثيق المواقع الأثرية بمحور قناة السويس

كتب : أحمد عامر

أكد الدكتور ممدوح الدماطى ، وزير الآثار أن الوزارة تجرى حالياً الإستعدادات النهائية لإصدار كتاب في شكل عدد تذكارى لتوثيق أعمال حفر القناة الأولى والجديدة والمواقع الأثرية بمحور قناة السويس وذلك في إطار الفعاليات التي تنظمها الوزارة إحتفالاً بإفتتاح قناة السويس الجديد في 6 أغسطس المقبل.
من جانبه، صرح الدكتور محمد عبد المقصود ، منسق مشروع تطوير المواقع الأثرية بمحور قناة السويس والمشرف على أعمال البعثة المصرية العاملة بالمنطقة ، بأنه من المقرر إصدار هذا العدد التذكارى يوم 2 أغسطس القادم وسيكون باللغتين العربية والفرنسية ، مشيراً إلى أنه سيتم توزيعه في المعارض الثلاثة التي ستنظمها الوزارة تزامناً مع إفتتاح قناة السويس الجديدة والتي ستقام في متاحف الإسماعيلية والسويس والمصرى بالتحرير.
وأشار عبدالمقصود إلى أن العدد التذكارى يؤرخ ويوثق تاريخ قناة السويس والإكتشافات الأثرية على ضفاف القناة ويكشف أسرار إنشاء متحف الإسماعيلية وتاريخ البعثات الأثرية التي تنقب عن الآثار بالقناة القديمة والجديدة.
وقال: إن الكتاب سيلقى الضوء على منطقة ” تل حبوة – ثارو ” وهى بوابة مصر الشرقية ” ، الذي يقع ناحية الشمال الشرقي من مدينة القنطرة شرق على مسافة 5كم ، وعلى مسافة 3كم شرق قناة السويس ، وقد تم إجراء الحفائر في أربعة مواقع حبوة ( 1- 2- 3- 4 ) ، تقع على ضفتي فرع النيل البيلوزي الذي كان يمر بالمنطقة قديماً متصلاً بالبحر المتوسط شمال موقع حبوة 1.
وأضاف أن هذه الإكتشافات تمت خلال أكثر من 25 عاماً ، ومازالت مستمرة حتى الآن ، وبتمويل من مشروع تنمية سيناء ، من خلال فريق عمل مصري من وزارة الآثار برئاسته وعدد كبير من الآثاريين من منطقة آثار شمال سيناء ومن المتدربين من جميع مناطق آثار مصر ومن الفنيين والمهندسين وأخصائي الترميم من كل التخصصات.
وأكد أن المدينة تعتبر نموذجًا فريدًا لتاريخ العمارة العسكرية ضمن منظومة مصر الدفاعية بمنطقة طريق حورس بالمدخل الشرقي لمصر ، والتي تتكون من 11 قلعة عسكرية و9 آبار للتزويد بالمياه ، التي أقيمت في الأساس لتزويد الجيوش بالمؤن والعتاد والمياه أثناء الحملات العسكرية خلال عصر الإمبراطورية بالدولة الحديثة مما يوضح أهمية المدينة التي كانت نقطة تجمع وإنطلاق للقوات العسكرية المصرية المتجهة ناحية الشرق ، ومعسكرًا هامًا للجيش المصري في الطريق لمعركة ” مجدو” بقيادة الملك “تحتمس الثالث” ، ومعركة ” قادش ” بقيادة الملك “رمسيس الثاني” ، والذي كشف لهما مؤخرا عن قصور ملكية بمنطقة ” تل حبوة 2 “، كما أن المنطقة لها دور مؤثر أيضًا في معارك الملك “رمسيس الثالث” ضد شعوب البحر.
وقال الدكتور محمد عبدالمقصود : إن العدد التذكارى سيستعرض كذلك تاريخ متحف الإسماعيلية ، الذي يعتبر أول متحف إقليمي في مصر بعد المتحف المصري بالتحرير ، وقد أودعت فيه القطع التي اكتشفت وقت حفر قناة السويس الأولى ، مشيراً إلى أن المتحف يضم مجموعة من الآثار النادرة والتي تقدر بنحو 3800 قطعة أثرية تمثل التاريخ المصري القديم واليوناني الروماني والمسيحي والإسلامي ، من خلال قاعة عرض واحدة تضم 32 فاترينة عرض ، غير القطع الأثرية المثبتة بأرضية المتحف ، وهى قطع مستخرجة من حفائر المواقع الأثرية التي تقع في نطاق إقليم قناة السويس وشمال سيناء.
وأضاف أنه بمناسبة إفتتاح قناة السويس الجديدة تم تطوير حديقة متحف الإسماعيلية وإنشاء سور لحمايته ، وعرض أغلب القطع التي إكتشفت أثناء حفر قناة السويس الأولى ، إلى جانب عرض لعدد من القطع الأثرية المكتشفة حديثاً من حفائر محور قناة السويس من القلاع العسكرية المكتشفة بمنطقة آثار القنطرة شرق لإثراء العرض المتحفي.
وأشار الدكتور محمد عبدالمقصود إلى أن العدد التذكارى سيتناول عدداً من الإكتشافات الأثرية التي ترجع للعصر المتأخر ” الاسرة ال 26 ” ومنها منطقة آثار” تل الكدوة ” الذي يقع على بعد 16كم ، شرق قناة السويس ، وبنحو 9كم جنوب غرب مدينة “بيلوزيوم” بمنطقة ” سهل الطينة ” ، وهو عبارة عن مستوطنة محصنة ، ويشغل مركز الموقع مبنى محصن ضخم مربع الشكل مبني من الطوب اللبن بطول 200متر في كل ضلع ، إضافة إلى مجموعة المباني التي شيدت عمودية على الأسوار من الداخل.
وأوضح أن الكتاب سيعرض تاريخ كل من مناطق آثار ” تل دفنة ” الذي يقع غرب قناة السويس بمسافة 9كم تجاه مدينة القنطرة غرب الحالية ، ويعتبر من أهم المواقع الأثرية خلال العصر الصاوي “عصر الأسرة السادسة والعشرين” وكان يقع على الفرع البيلوزي المندثر لنهر النيل ، وقد ورد ذكر هذا الموقع في التوراة ، وموقع منطقة آثار ” تل المسخوطة ” الذي يقع على مسار ” وادي الطميلات ” على بعد 16كم غرب قناة السويس ، في نطاق مركز أبو صوير ، وهو الموقع المعروف في التوراة بإسم بيتوم والذي يشتهر بقصة الخروج.
وذكر أن الكتاب سيتناول بالشرح إكتشافات موقع آثار بلوزيوم ” الفرما ” ، وهى مجموعة من التلال الأثرية ، والتي تشغل مساحة كبير يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب نحو 6كم ومن الشمال إلى الجنوب نحو 3كم وتبعد عن ساحل البحر المتوسط بنحو 3كم وإلى الشرق من قناة السويس بنحو 30كم وعلي بعد نحو 30كم جنوب شرق بور فؤاد ، مشيراً إلى أن مدينة “بلوزيوم” هي أحد المدن التي لا يعرف لها تاريخ محدد لإنشائها فهي ذاتية نمت وتطورت عبر فترات تاريخية طويلة ويرجع ذلك لعدة ظروف تتعلق بموقعها الجغرافي ومكانتها التجارية لكونها تقع على أحد أهم طرق النقل والتجارة بين مصر وفلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى