أخبار مصرالتقارير والتحقيقات

  أثريون يكشفون أسباب تخصيص “حطية الذكران” لوزارة الآثار

كتب:أحمد عامر
جاء قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الخاص بتخصيص منطقة “حطية الذكران” بواحات الخارجة والتي تبلغ مساحتها 77 فدانًا،و19 قيراطًا،و7.17 سهم وتقع بمحافظة الوادي الجديد لتكون تابعة لوزارة الآثار بعد أن كانت ضمن أملاك الدولة ليثير تساؤلاً حول أهمية تلك المنطقة التاريخية والسياحية.
من جانبه قال الدكتور يوسف خليفة رئيس الإدارة المركزي ﻵثار الوجه البحري وسيناء والساحل الشمالي أن قرار مجلس الوزراء بشأن تخصيص منطقة “حطية الذكران” جاء بناء على طلبات من قطاع الآثار بسبب أن تلك المنطقة أثرية هامة فهي عبارة عن مستوطنة رومانية كانت بمثابة سوق مهمة جداً على طريق درب الأربعين الواصل بين مصر والسودان حيث كان يتم بها التبادل التجاري بين البلدين لحاصلات الزيتون والبلح وغيرها من المنتجات التجارية وهو الأمر الذي يجعل تلك المنطقة هامة خلال تلك الحقبة التاريخية من حقب العصر الروماني بمصر.
مشيراً إلى أنه لم يتم تجهيز المنطقة بعد إلا إنه من المقرر إعتماد الميزانية الخاصة بالمنطقة والبدء في مباشرة العمل على تطويرها وتجهيزها من قبل قطاع الآثار بالتعاون مع المحليات التي ستتولى مسئولية رصف الطريق ليكون ممهداً للسياح لافتاً إلى أن الزيارة للمنطقة ستلقي إعجاباً وقبولاً وستكون مثيرة وفريدة من نوعها لأن زيارة تلك المنطقة مختلفة عن زيارة المتاحف أو المعابد الأخرى،مُتابعاً أن المستوطنة حينما يتم الإنتهاء من تهيئتها للإستقبال من المقرر أن يكون بها الحوانيت “المحال” التي كان يعتمد عليها في التبادل التجاري والحفائر والأحواض الخاصة بشرب الدواب والتي كان يتم نقل البضائع بواسطتها والأواني علاوة على ذلك المساكن التي كانت في المستوطنة أيضا،منوهاً إلى إحتمالية وجود مكان للعبادة كما هو الشائع.
من جانبه قال الدكتور عبدالحليم نور الدين عالم الآثار المصري،على أهمية منطقة الواحات بشكل عام في وجود الآثار اليونانية والرومانية القديمة فنجد أن الواحات تحوي على العديد من المعابد وبقايا قلاع قديمة تعود إلى أيام الحكم الروماني للبلاد ومقابر الزوقة ودير الحجر ومعبد أبش ومعبد الناضورة وغيرها من الآثار الأخرى،مُتابعاً أن طريق درب الأربعين من الطرق المهمة للغاية التي توصل بين الواحات البحرية إلى السودان والتي كانت تستخدم الإبل كوسيلة مواصلات أساسية للمرور عليها.
ومن جانبه أشار الدكتور مختار الكسباني الخبير الأثري،إلى أهمية الواحات بمحافظة الوادي الجديد التي يوجد بها آثار من عهود ما قبل التاريخ مثل العصر الروماني،مُشيراً إلى إن الواحات كانت المنطقة التي إكتشف بها جيش قمبيز بدولة الفرس الذي يرجح أنه هناك 50 ألف جندي،وإختفى بسبب عاصفة رملية شديدة،ولقي هزيمة هناك.
مؤكداً على أن إعتبار منطقة “حطية الذكران” منطقة أثرية يعتبر إجراءً روتينيًّا يحدث في حالة وجود رؤية مستقبلية بوجود آثار في أي أرض مملوكة للدولة وتخضع تلك الأرض إلى قانون الإخضاع بحيث يتولى المجلس الأعلى للآثار التنقيب فيها لإكتشاف الآثار الموجودة بها،لافتاً إلى أنه في حالة عدم وجود آثار في المنطقة لا تكون الأرض تابعة هنا إلى الوزارة.

زر الذهاب إلى الأعلى