اسليدرالأدب و الأدباءالتقارير والتحقيقات

الأديب الشاعر رمضان بر / يكتب .. يخرج الحي من الميت

الأديب الشاعر
رمضان بر يكتب

يخرج الحي من الميت

قصة واقعية

كثيرا ما يقف الأدباء حول صياغة الحبكة الدرامية لفكرة تدور برؤسهم، ويبحثون عن عقدة وكيفية الوصول إلى حل يتسرسب للقارئ، ولكن الواقع احيانا يكون أكثر تمرسا في سرد الحكايات وعمل الدرامة في أصعب صورها.

إنه إبراهيم ذلك الصبي الذي ولد في اسرة فقيرة، ليجد نفسه متحملا مسؤلية الإنفاق على نفسه وعلى أسرته وهو في العاشرة من عمره ،وكعادة معظم الصبيا في سنه من ساكني المدن الساحلية فأقرب طرق الكسب هو الصيد وبيع ما يجود به البحر فكان يذهب الى مدرسته في الصباح ويتعامل بكل ود وأدب مع الجميع، زملاء ومدرسين، وينهي يومه الدراسي، ثم يتوجه الي البحر مصدر رزقه.
ظل علي هذا الحال ما يقرب من السنتين، حتي هذا اليوم الذي قرر فيه ان يأتي بعوامة، لتنقله بعيدا بضعة أمتار عن الشاطئ ليزيد الصيد فيزيد الرزق ولم يتخيل اصحابه الذين كانوا معه أن هذه العوامة ستعود دونه.

نعم إبتلعه البحر وراح غريقا، وبعد ساعتين تمكنت أجهزه الإنقاذ بالبحر ان تنتشل جسته ويصرح النائب العام بدفنه.

خرج الأهل والجيران وزملاء دراسته ليودعوه الوداع الاخير مترحمين عليه ذاكرين أدبه وأخلاقه وسيرته العطرة وعند باب هذه المقبرة التي فتحها رجل المدافن ليتفاجئ الجميع أن داخل المقبرة طفلا رضيع يبكي.

الكل يقف في ذهول يحوقل ويضرب كفا بكف ويتسائلون فيما بينهم أجئنا مودعين؟ ام جئنا منقذين؟ وعلي الفور تقدم الأهالي ببلاغ الي قسم الشرطة التي تولت التحقيق في الواقعة.

ومازال التحقيق مستمر ليقفوا علي ملابسات حادث وجود الرضيع داخل المقابر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى