بقلم / سعيد الشربينى
منذ زمان بعيد والآحزاب السياسية فى مصر تسير وفق اهواء الرياح تارة الى اليمين وتارة الى اليسار تتواجد حينما تضع الحرب اوزارها تلتف وتهلل لمن تكن بيده مقاليد الحكم بالبلاد وتقدم فروض الولاء والطاعة والقرابين من أجل التقرب وصناعة الحصون لمصالحهم الشخصية لا تبتغى فى ذلك غير أن تعتلى اقدامها جثث الشعب كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية أو المحلية تخرج من حصونها لتتلون بألوان الزينة وترسم وجهها كالبلياتشو وتسطحب خلفها الطبل والزمر والخيل والبغال لتحدث صخبآ فى شوارع مصر وحواريها .
تهرول خلفها النساء والاطفال كما يشبه زفة العروس وبعد أن تصل الى غايتها تعود الى حصونها لتحصد من دماء الشعب ما زرعته مالآ ومكانة وقوة وسلطان لايستطيع أحد من قوى الشعب العاملة الاقتراب منها أو محاسبتها أو حتى رؤية اعضائها .
فكل حزب أو جماعة من هؤلاء تغلف مسكنها بلافة عريضة تستمد قوتها من الرخصة التى منحها ايها الحاكم ( حزب كذا وكذا وكذا ..) .
فقد عانى الشعب كثيرآ وعلى مدار أكثر من ثلاثين عامآ حتى جاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتصحح لتضرب بقوة تلك الحصون الزائفة المارقة وتهدمها فوق رؤس اصحابها
ليبدأ الفجر الجديد فى الافق معلنآ لا احزاب تلتف حول الحاكم غير الشعب فهو الحزب الداعم والمساند للحاكم من أجل مصر .
اعلنها صراحة فى الكثير من المؤتمرات والندوات والقاءات الدولية بقوله ( ليس لنا ظهيرآ مساندآ غير الشعب ) .
ولكن المارقون المتسلقون من فتات هذه الآحزاب مازالوا لايعرفون غير هذه اللغة التى تأصلت بأفكارهم وعقولهم المريضة فمازالوا يتجولون فى الشوارع والحوارى ويسطحبون خلفهم النساء والاطفال والطبل والزمر والبغال والحمير وهم يرفعون لافتات مكتوب عليها عبارات قد عفى عليها الزمان ويتسترون خلف عباءة الوطنية الزائفة بحجة أنهم يساندون الرئيس وكل رئيس فى انتخابات الرئاسة القادمة .
الا تعقلون الا تفهمون الا تبتعدون قليلآ عن المشهد نقول ونكرر كما قالها السيد الرئيس الشعب المصرى بكل فآته وطوائفه هما ظهيره الحقيقى لايحتاج فى ذلك الى كدابين الزفة أو لاعبى البلياتشو بل يحتاج الى شعب يعمل وضمائر يقظة ومواطن يؤمن بالوطن .
لقد حرص الرئيس منذ توليه مقاليد الحكم فى البلاد على أن يكون الشعب هو الرقيب عليه بعد الله .
فلا يعمل الا فى العلن ولا يخفى على شعبه شيئآ قالها نحن جميعآ شركاء فى السراء والضراء فمصر للجميع وبالجميع .
فقد بايعه الشعب اطفالآ وصبية وشبابآ وشيوخآ ونساءآ آخذين منه العهد والميثاق بأن تكون مصر وشعبها آمانة فى عنقه وعنق رجالاتها المسلحة الباسلة والشرطة المصرية . وهكذا هو يفعل .
ما تشهده مصر الآن ما هو الا صناعة لحضارتها الحديثة كما بناها الفراعنة من قبل ونقولها ونؤكد ( بأنه سوف يتوقف التاريخ طويلآ أمام هذا الزعيم ورجالاته من القوات المسلحة والشرطة المصرية ) . فلن تبنى الاوطان الا بسواعد ابائها .
وليس بكدابين الزفة أصحاب الطبل والزمر وزفة العروس . فأن مصر تعيش عصرآ سوف تنفذ فيه احبار التاريخ كى تنتهى من كتابة انجازاته .
فلا نحتاج فى ذلك وسيطآ بين الرئيس وشعبه فقد تمت البيعة ولا تراجع عنها .
فعلى هذه الآحزاب والجماعات والجمعيات أن تراجع نفسها سريعآ وتغير من مناهجها واستراتيجيتها وافكارها وتبحث كثيرآ وبتعمق فى اعضائها من أجل أن تعود الى صفوف الشعب تساند الرئيس بالعمل الجاد والرؤى الفاعلة وتتواجد فى الشارع المصرى جنبآ الى جنب مع المواطن وتلمس الواقع وتسعى لحل المشكلات وتترك هذه الاساليب البالية الكاذبة المتخلفة فمصر لاتحتاج الآن الا رجالآ تصدق فيما عاهدوا الله عليه .
فنحن وطبقات الشعب كاملة خلف الرئيس مساندين وداعمين ومناصرين بعيدآ عن طبلكم وزمركم الذى يسئ لمسيرة الانجازات والتقدم ويظهر مصر وشعبها خلف ركب التقدم والرقى .
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )