مقالات واراء

الحقيقة الكاملة

احجز مساحتك الاعلانية

م / محمد حجازى

عندى تصور بأن كل شخص فينا بداخله كيان غير مرئى لا يرى ولا يمس !

وحقيقتنا المبنيه على الظروف الطارئه عليا تتكون بذلك الاتزان بين العقل وذلك الكيان الذى يحس بالقلب …
واذا محينا تأثير تلك الظروف نرى النفس الاوليه بفطرتها التى خلقت عليها خالية
من الحسد والشرور والحقد ومشبعة بحب الخير و شغف البحث عن الحقيقه !
فكلنا نريد معرفة الحقيقة الكامله لكل شىء فى الوجود !
نريدها لكى نحيا .. ! بنفس حاجتنا للماء والهواء ..


هيا فطرة ملتهبه بداخلنا تدفعنا للحياه وتجعلنا نصارع البيئة المحيطة بنا وتمدنا بالطاقة لكى نقف مستعدين لتقلب جوها وغضب زلازلها وبراكينها، ورياحها وأمطارها، والإنسان وسط هذه العواصف يواجه ( العدم ) بالوجود والفناء وسط دائرة الحياة الصماء بطبعها !
نستيقظ كل يوم لكى نواجه سكونها المرعب و أملنا فى البقاء باق حتى عندما نلفظ اخر انفاسنا فيها وبين ذلك نجد القصة الى بنى عليها كل منا تفكيره ومحور عليها ارادته وبعثر فى اركانها ليجد مبادئه !

كلنا ولدنا فى جزء معين من المسرحيه الكبيره المسماه الحياه وكل منا يؤدى دوره على حسب ارادته فى تحقيق احلامه وهكذا وجد البطل الذى حارب بكل طاقته  ليصل الى حلمه وتحول الى فكره وكتب له الخلود بعد ان حفر مكانه ومات موتا مسرحيا يليق بمناضل ووجد الشرير الذى اراه بطل طيب كان يغمره الحب ولكن الشيطان افقده ثقته فى نفسه  ثم الكون من حوله ففقد شغفه لمعرفه الحقيقه ومن هنا بدأ يمتلىء بالمشاعر البارده من كره و حقد و حسد والسبب كل السبب انه لم يرضى بما اختارت يداه وبدل ان يواجه مشاعر الفقد و يهزم مخاوفه واوهامه حتى اصبح شخص اخر انكره فى بادىء الامر ثم تقبله بعد ذلك بعد ان فقد حيلته وصار مستسلما لاوهامه

تكاسل عن ان يحلم بمستقبل افضل له و للناس و جعل سلبيته تمتلك عقله وقرر انه لن يرى الا عيوب الناس و عيوبه هيا الشىء البسيط الغير مؤذى فكل شخص فينا مهما كان سىء يمتلك فى داخله احساس دفين مولود معه بانه الافضل والانقى حتى اكثر الناس ضررا لباقى الناس !


نحن الممثلون يا ساده وكلنا في تلك الحياه مسلحون بأقنعة لا نستطيع تدبر امرها بدون وعينا الذى نكتسبه من العلم ومن تجاربنا التى عشناها سواء من احزان تجرعناها او سعادة تناولناها . و مهما عظمت تلك التجارب لن يستطيع احد ان يجد الحقيقة الكامله .. لانه لا يوجد من يستطيع معرفة كل شىء.. !


يمكن ان نزيد من معرفتنا بتلك التجارب ولاكن لازلنا محدودى العلم ! فربما نرى الحق فى شىء وهوا باطل ولكن بعد المعرفة به يتضح صوابه و نبدأ فى تغير قناعاتنا .. ! وهنا يظهر الانسان على حقيقته عندما يعلم الحق و هو على الباطل و يعلم ان بتغير فكره واحده مكونه له بداخله يتغير كل شىء معها و ينقلب عالمه ويكون امام اختيارين كمن خير بين الموت وهلاك النفس فيختار هلاك النفس وهو نفس الاختيار الاول ولكنه يتعشم فى الباطل خيرا عسى ان ينجيه و يحدث له بعدها شىء اسؤ من الموت عندما يختار ان يدفن الحق بداخل قلبه لانه انهزم من مخاوفه بدل ان يواجهها فيسمح للخوف بان يتسلل الى قلبه دافعا معه كل المشاعر البارده التى تأكل فى القلب على مراحل كما تأكلت فلسطين على مر السنين فيصبح الشرير الذى ظن انه يحاربه !

وياليت قومى يعلمون الحقيقه ان الحقيقه ليست ملك لاحد وان هنالك نوازع نفسيه تتحكم فى ايمانهم بتلك الحقائق او الكفر بها ! نراها جليه فى الاديان و المعتقدات الاصوليه فى المجتمع فكل شخص منا ولد على دين واعتقادات فى الاصل لاباءه من وقبلهم اجداده تربى على ذلك و شرب تلك المفاهيم فمن الجلى انه يراها هيا الصواب الحتمى و الحقيقه المطلقه الوحيده ويرى الرأى الاخر بنظره لا حتميه وان رأى فيها الصدق يحوله لمبدأ التصادف المبنى على تشابك الامور بطرق معقده و يضع احتمالات لحتميته !

ويعلم انه لو فقد تلك القناعات سوف يغرق لانه مستفيد من الوضع الحالى على اقل التقدير فى استقراره النفسى ويعلم انه سيفقد جزء كبير من شخصيته وماضيه و عاداته و سوف يكون منبوذ من اغلب من هم من نفس الانتماءات الذين بالطبع يشكلون اغلب معارفه فيخاف ان يمتحن المبادىء المؤمن بصحتها لانه يخاف من النتيجه وان كان على قدر لا بأس به من الشجاعه و امتحنها بعين العقل ووجدها صحيحه امتلك ايمان راسخ لا يزعزع ولن يشوبه الشك ابدا وان امتحنها بعين الحال ساء سبيلا !

وبين ذلك الجبان الذى ينصاع للظلم وبين ذلك المتعصب لطريق واحد للحق دائما ما تضيع حقوق الناس فى خضم معارك فلسفيه لا يخسر فيها احد الا اصحاب الحقوق ..

ولكنى اقف مذهولا عندما ارى اناس يتكلمون كما لو ان لديهم الحقيقة المطلقة !
وليس هنالك حقيقة مطلقة و غير قابلة للنقاش !!


حتى الكون الذى نعيش فيه ! لازلنا لا نعلم ماهيته وتعددت النظريات ! حتى رب الكون ( جل فى علاه ) لم يظهر لنا ! ولكنه امدنا بالعقل وامدنا بالفطره لنبحث عن حقيقة انفسنا و نجد ما وراء انفسنا ( الذات الالهيه فينا ) ليجعلنا نفكر ونعرفه بعقولنا ونصيب ونخطأ فنحن بشر غير معصومون ..مما لا يعطى مجال للشك انه لا يوجد حقيقة غير قابلة للنقاش !
فما بالك بأراء سياسيه و تناقضات فى وجهات النظر !
ما الذى جعلك تصنف نفسك افضل من الاخرين وتنصب نفسك تارة قاضى وتارة حكم تقسم الناس هؤلاء لهم الموت وهؤلاء نهبهم الحياة !
انها العنجهية بأم عينها ! والغرور فى اسمى حالاته !
لازلنا بشرا لم نتخذ صفة ألهية بعد !
سوف تظل معرفتنا بالحقيقة محدودة ومنسبة ومشروطة بظروفنا !
مهما زادت خبرتنا الحياتية الوجدانية والروحانية سوف تظل متفاوتة و مظروفة !
نحن مصنوعون من الفناء واليه راجعون ..
ولذلك لابد ان من ان يعرف الحقيقة المطلقة هو من لا يفنى !
انه الله .. لا اله الا هو !
هو من عنده الحقيقة الكاملة وحده سبحانه وتعالى !

وفوق كل ذى علم عليــم …


انها الفتنه بأقبح صورها و ليس من حق احد ان يختار لاحد احقيته فى العيش او الفناء .. فما علينا الا ان نرفع ايدينا للسماء ونقول ..
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .. وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى