بعد مسلسل صرخة أنثى للنجمة داليا البحيرى يأتى مسلسل «سقوط حر» لتسليط الضوء من جديد على ما يعانيه المتحولون جنسيا، من حصار المجتمع وقهرهم، خصوصا أنها قضية شائكة وحساسة جدا، كما أن الأشخاص الذين يقومون بإجرائها يعانون على جميع المستويات بينهم وبين أنفسهم، وداخل أسرهم والمجتمع المحيط بهم، ومن النادر أن تكون هناك أرقام معلنة تخص مثل هذه الحالات، حيث رصد المسلسل المعاناة الحقيقة لهؤلاء المتحولين من حالات الاكتئاب الحادة التى تؤدى بهم إلى الانتحار بسبب رفض المجتمع لهم، وذلك من خلال حالة من الحالات الموجودة فى مستشفى الأمراض النفسية التى تريد أن تتحول لولد وفى نفس الوقت يرفض المجتمع ذلك فتصاب بحالة اكتئاب شديدة وتحاول الانتحار.
ومن المؤكد أن تسليط الضوء على هذه القضية حتى إن كانت فى حالة واحدة من حالات المسلسل ستلقى بظلالها على الوسط الفنى، وعلى الأعمال القادمة التى من الممكن أن تتجرأ وتطرحها بشكل أوسع من ذلك، خاصة أنها أصبحت أمرا واقعا فى مجتمعنا وهناك حالات قامت بعملية التحول الجنسى بالفعل.
ومن جانبه قال السيناريست وائل حمدى أحد المشاركين فى ورشة كتابة المسلسل «لم نقل فى العمل إن المتحولين جنسيا مرضى نفسيون ولكن أشرنا إلى أن الذين لديهم الرغبة فى التحول الجنسى ويواجهون مشاكل فى ذلك من الممكن أن تؤدى بهم إلى الاكتئاب لعدم مقدرتهم على تسيير جسمهم مع عقلهم، وهذا يصيبهم بأمراض نفسية ومنها الاكتئاب، وظهر ذلك فى حالة «هنا» فى المسلسل، عندما أرادت إجراء عملية وتتحول إلى ولد، وجدت أمامها الروتين والإجراءات التى منعتها من ذلك ودفعها ذلك إلى محاولة الانتحار، لكن المتحولين جنسيا ليسوا مرضى نفسيين».
وأوضح حمدى: «فكرنا فى طرح هذه القضية لرغبتنا فى تناول أكبر عدد من الحالات المسكوت عنها فى مجتمعنا ولها علاقة بالضغوط النفسية، فتطرقنا لحالات التحرش الجنسى وحالات أخرى، إضافة إلى الراغبين فى التحول الجنسى، فلم يتحدث أحد عنهم قبل ذلك رغم وجود حق قانونى ودينى لهم كما أن هناك خلطا من الناس بينهم وبين المثليين الجنسيين».
وتابع حمدى: «مرجعنا فى الحالات هو الطبيب النفسى نبيل القط الذى كان المستشار النفسى للعمل كله، وعندما فكرنا فى حالة المتحول جنسيا رجعنا له لأن المتحولين جنسيا، قبل ما يفكرون فى إجراء هذه العملية لابد أن يذهبوا لأخصائى نفسى حتى يعطيهم التصريح بإجرائها لأنه يحدد هل لديهم الرغبة فى ذلك أم أن ما يشعرون به مجرد ضلالات، فالدكتور نبيل مر عليه حالات عن التحول الجنسى وأعطانا معلومات عنهم كيف يتحدثون ويتصرفون وطرق تعاملهم مع الأشخاص.
وتابع مؤلف «سقوط حر»: «تمنينا أنا ومريم نعوم لو أن المسلسل ساعد حالة «هنا» أن ينتهى الروتين المعطل لها لأن حسب معلوماتنا أن هذه العملية متوقفة فى مصر منذ 3 سنوات لأن اللجنة المنوط بيها إعطاء التصريح بإجرائها لم تعقد طوال الثلاث سنوات الماضية ولا يستطيع أى شخص إجراء هذه العملية إلا بقرار من هذه اللجنة التابعة لنقابة الأطباء، ورغم قلة الحالات ولكن هناك تراكمات وأشخاص يعانون ومن حقهم أن ينتهوا من هذه المعاناة، ونتمنى أن يساهم المسلسل فى عقد اللجنة مرة أخرى وتعود لتمارس عملها الطبيعى المبنى على فتوى من دار الإفتاء.