كتبت/ فاطمه أحمد
عاد سفاح النساء من جديد ليثير الرعب في نفوس ضحاياه من النساء بمدينة القاهرة،حتى لقبته النساء بـ ” الذئب البشري ” الذى يرمق ضحاياه وينقض عليهن لافتراسهن داخل سيارته الأجرة فى قصص وروايات مثيرة أشاعت حالة من الرعب بنفوس الكثيرين، بعد أن كان يقوم سائق التاكسي باصطياد ضحيته ويذهب بها إلى منطقة نائية وهناك يهتك عرضها تحت تهديد السلاح ثم يتركها في حالة انهيار تام ويفر هارباً، استطاع أن يرتكب أكثر من جريمة حتى سقط مؤخرًا في قبضة المباحث، ما هى حكايته؟! وسر الفتاة التى ساعدت المباحث في التوصل إليه؟!
محمود شاب في نهاية العقد الثالث من العمر، الأسبوع الماضي أصبحت قصته حديث أهالي القاهرة بأكملها بعد اكتشاف الأمن أنه سفاح النساء الذى حير الشرطة أياما كثيرة.
إدمان وانفصال
تعود مأساته عندما كان يعيش وسط أسرته داخل منزل بسيط بالحي الشعبي الزاوية الحمراء فهو من أسرة بسيطة الحال، الأب بالمعاش والأم ربة منزل، لديه 3 أشقاء في مراحل التعليم المختلفة فهو أكبر أشقائه لذا كان الحمل ثقيلا عليه، حصل محمود على دبلوم التجارة وأخذ يبحث عن فرصة عمل تساعده في توفير نفقات الحياة، طرق كل السبل بحثا عن وظيفة ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، وفي أحد الأيام أثناء جلوسه على مقهى بجوار منزله أخبره جاره بأنه لديه سيارة أجرة وطلب منه أن يعمل عليها، وافق محمود ومنذ ذلك اليوم وعمل سائق تاكسي يخرج صباح كل يوم ويعود آخر اليوم مرهقا من شدة التعب، وبمرور الأيام بدأ يتعرف على أصدقاء السوء وكان يتعاطى المواد المخدرة وسبق اتهامه فى قضية هتك عرض عام 2006، قرر محمود أن يكمل نصف دينه وطلب من أسرته أن يرشحوا له فتاة جميلة وتكون من أسرة محترمة، أخذت والدته تبحث له كثيراً وعندما شاهدت فتاة في فرح إحدى قريباتها أعجبتها وطلبت من ابنها أن يأتى معها لرؤيتها، وبمجرد أن وقعت عيناه عليها نالت اعجابه وقال بأنها فتاة أحلامه وتقدم لخطبتها وفي أقل من عام كانا في عش الزوجية، كان محمود يحب زوجته بجنون ولم يرفض لها طلبا على الإطلاق، ومنذ الأيام الأولى وبدأت الخلافات تعرف طريقها إليهما لدرجة أن الزوجة طلبت منه الطلاق بعد اكتشافها بأن زوجها أخلاقه سيئة ويتعاطى المواد المخدرة، انفصل محمود عن زوجته ومنذ ذلك اليوم وأصبح انسانا آخر.
ستائر!
كان محمود يخرج كل يوم من منزله للعمل على التاكسي وكان يريد إشباع رغباته الجنسية، فاختمرت في ذهنه فكرة التحرش بالسيدات داخل سيارته، وبالفعل بدأ يستعد لذلك وأحضر سكينا وكاتر ووضع ستائر بالسيارة وكان يسير في شوارع العاصمة وعندما يشاهد أى سيدة أو فتاة جميلة يقترب منها ويطلب منها توصيلها إلى أى مكان تشاء وأثناء الطريق يسلك طريقا آخر أو يتجه إلى منطقة نائية وهناك يكشر عن أنيابه، ويقوم بالتعري أمام الفتاة ويهددها بسلاح أبيض ويقوم بالتحرش بها وملامسة أجزاء حساسة من جسدها ثم يتركها في حالة انهيار تام ويفر هاربا مستقلا سيارته، استطاع أن يرتكب أكثر من حادثة بالقاهرة الجديدة ومدينة نصر ومصر الجديدة وذاع صيته بين السيدات وأثار الذعر في نفوسهن، وآخر جريمة له الضحية فيها فتاة تبلغ من العمر 22 سنة استقلت معه التاكسي فى منطقة القاهرة الجديدة لتوصيلها إلى منزلها، وأثناء الطريق فوجئت به يقف في منطقة خالية من السكان وقام بالتحرش بها محاولا اغتصابها، أخذت تصرخ الفتاة بكل قوة وقاومته ثم استطاعت أن تنزل من السيارة بعد أن فر هارباً والتقطت أرقام التاكسي وبسرعة البرق اطلقت لسيقانها العنان متجهة إلى نيابة القاهرة الجديدة وحررت محضرا بالواقعة وأمر المستشار وليد السعيد رئيس النيابة بسرعة عمل التحريات حول سائق السيارة.
فريق بحث
وفور إخطار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة بالواقعة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء علاء الدجوي مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة والعميد محمد الشرقاوى، رئيس مباحث مرور القاهرة والمقدم محمد الشاعر رئيس مباحث مرور الشرق لسرعة التوصل للمتهم، اجتمع العميد محمد الشرقاوى بالمقدم محمد الشاعر وطلب منه عمل تحريات مكثفة حول أرقام السيارة للتوصل إلى السائق وفي أقل من 24 ساعة توصل المقدم محمد الشاعر إلى أن سائق السيارة من الزاوية الحمراء وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تم القبض عليه في أحد الأكمنة المعدة له بشارع صلاح سالم وبمواجهته أمام ضباط المباحث اعترف بارتكاب الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
اعترافات المتهم!
أخبار الحوادث التقت بالمتهم أمام سرايا النيابة وعندما اقتربت منه وأخبرته بأننى في مهمة صحفية لمعرفة الحقيقة ونقلها للقارئ انهار ورفض الحديث ولكن بعد إلحاح منا وافق وبدأ يسرد لنا قصته قائلاً ” يا بيه انا كل حكايتى انى مراتى طلبت الطلاق بعد ما اتجوزنا بخمس شهور ومن اليوم ده وانا بقيت انسان آخر، كل مشاغلى اشباع رغباتى الجنسية، يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه كنت شغال على تاكسي بخرج كل يوم بحثا عن الرزق وفي يوم فكرت في التحرش بالسيدات اللى بيركبوا معايا التاكسي، واخدت سكين معايا وكنت أختار البنات الجميلة واول ما تركب معايا السيارة كنت بقفل الباب كهربائيا علشان متعرفش تنزل وبعدين اروح مكان بعيد وهناك كنت أتعرى امامها واتحرش بيها واهددها بالسكين في حال إبلاغ الشرطة، يستطرد المتهم في حديثه ارتكبت أكثر من جريمة وفي كل مرة كنت بغير المكان علشان المباحث متعرفش توصلي وفي الحادثة الأخيرة البنت قدرت تحفظ رقم عربيتي وبلغت الشرطة وقبضوا عليا في صلاح سالم واعترفت بتفاصيل الجريمة، أنهى المتهم حديثه معنا وطلب من الحارس سرعة ترحيله إلى محبسه.