اسليدرالاسكندرية

كارثة بالصور.. إزالة عقار مخالف دون إخلاءه من السكان بالإسكندرية

متابعة: عبدالرحمن ناجي

كارثة ربما الأولى من نوعها شهدتها منطقة سيدي بشر الترام التابعة لحي المنتزة بالاسكندرية، صدور قرارا لازالة عقار مخالف، مكون من 17 طابق، دون إخلاءه من السكان، أو الابلاغ قبلها أو الاستئذان أو حتى اعطائهم فرصة ليخلوا أماكنهم وسريعا ما قاموا بتحطيم واتلاف محتويات الشقق واخراج سكانها بالقوة وتحت التهديد المباشر .

بدأت الواقعة في صباح اليوم الاتنين 17-8-2015، بقدوم عدد من مهندسي حي المنتزة إلى العقار رقم 18 بشارع حسن امين، متفرع من عبد السلام عارف، سيدي بشر الترام من نفس الحي بالاسكندرية، ويرافقهم قوة من الأمن المركزي، وعدد من رجال الحي يحملون مطارق كبيرة ويقتحمون الشقق ويقومون بتحطيم أجزاء من الجدران .

وقالت هبة الله منير، المقيمة بنفس العقار واحدى المتضررين: “ماما بتصحيني علي غير العادة قومي بتوع الازالة قمت طبعا من النوم مخضوضة لبست عباية بيت بسرعة وطلعت برة لقيت بابنا مفتوح وسمعت صوت ناس عمالة تصرخ من عند جيرانا في الدور الأخير، طلعت جريت علي فوق لقيت جارنا واقع على الارض ومراته و3 بناته بيصوتوا وبدأ التكسير بقي ونزلت علي شقتنا ومش مستوعبة لسه اللي بيحصل،

وأضافت “منير” لـ”العالم الحر”، “مفيش دقايق ولقيت حوالي 5 رجالة بالمطارق الكبيرة والريس بتاعهم ومن غير ولا كلمة ولا حتي قالوا احنا داخلين نعمل ايه ودخلوا على الحوائط تكسير بافترا وطبعا اختي تصرخ وانا منهارة ومصدومة” موضحة انها ظلت تصرخ في المسؤول الذي قام باعطائهم أوامر التكسير، رد قائلا: “انزلوا والا هتتهد فوق دماغكو” .

وتابعت: “جميع السكان لا يمكنهم الخروج من العقار لانهم لن يستطيعوا العودة مرة اخرى وستمنعهم قوات الأمن المنتشرة بالمكان مضيفة: “طلعت شقتنا في ال 16 لقيتهم مدمرينها قلتله حاجتنا مصيرها ايه قالي “خدي اللي انتي عيزاه وانزلي”، طيب هاخد ايه ولا ايه هدومي ولا ورقي وشهاداتي ولا الجهاز بتاعي اللي عليه حاجتي وشغلي ولا اخد ايه، قعدت حوالي نص ساعة ادور علي شنطتي في وسط الردم والتكسير علي ما لقيتها وبالفعل اخدتها ونزلت وكان وقتها كل سكان العمارة نزلوا وكتير منهم بلبس البيت طلعونا كلنا وقفلوا باب العمارة وسلموها لمقاول الهدم والبلطجية اللي معاه، كما وصفت .

وقالت نيفين إحدى ساكني العقار: ان جميع السكان بالعقار تركوا عملهم وبدأوا مشوارهم وسعيهم لوقف القرار، قائلة: نتجمع كلنا يوميا ما بين النيابة والقسم والمحكمة ومجلس الدولة، مفيش حاجة مفيدة، موضحة وهم بينزلوا عفش بيتنا بقوله انتوا باي حق تكسرولنا العفش بتاعنا وتطلعونا بالشكل دة ؟ رد قائلا: “أنا لو اخدت العفش دة علي بيتنا محدش يقدر يحاسبني انا على الورق مستلم العقار خالي”، وهذا ما يوضح أن كرستين، مهندسة الحي قامت بالتزوير وأخبرت الحي ان العقار خاليا من السكان ليصدر هذا القرار الذي دمر عشرات الشقق وحطم محتوياتها وشرد أصحابها دون وجه حق ودون اخطارهم أو انذار مسبق .

وأشارت سلوى إحدى السكان والمتضررين أيضا إلى أن العقار تم بناءه في 2014 بشكل مخالف ولا أحد من السكان يعلم بذلك، موضحة أن المقاول يدعى شنودة جرجس، قام بالنصب عليهم وخداعهم وأخبرهم انه قام بعمل مقايسات وتصالح مع الحي، وكل هذا كان مجرد مسكن لتهدئتهم، وأكدت سلوى انه كان يدفع الرشاوي للحي ليتركوه حتى يبني الدور ال17 ويبيع الشقق ليهرب وتقع الكارثة على عاتق السكان .

زر الذهاب إلى الأعلى