اسليدراهم المقالات

النوم في حضن عزرائيل !!

10007541_547778268654025_860405392_n

كتب د/ صلاح عبادة

بالتوازي مع القصف والقصف المتبادل والمطاردات بين قوات الجيش المصري والمجموعة الإرهابية في الشيخ زويد بشمال سيناء فجر الأول من يوليو 2015؛ كان هناك قصف أعنف وأخس تشنه قناة الجزيرة، الذراع الإعلامية للخارجية القطرية. و مسألة ائتمارها من قِبل السيد الأمريكي بالانحياز الأعمى والأصم لجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها خادمة المشروع الأمريكي لتفتيت المنطقة لم تعد بحاجة إلى دليل. وبعد متابعة تغطية الجزيرة لأحداث هذا اليوم نتساءل :ما كل هذا الحقد الأسود والتذؤب والشماتة الرخيصة التي كانت تطل من أعين مذيعي الجزيرة ومن بينهم مصريون مع شديد الأسف ؟!! لقد ظهروا في ذلك اليوم كغربان الشؤم التي تنتظر جيفة .. أو كعصبة من الضباع الخسيسة التي تتلمظ متعجلة الوليمة ..
لا أتحدث هنا فقط عن ممارسة قناة الجزيرة لفنون التهييج وبث الشائعات المغرضة والتضليل الممنهج والحرب النفسية القذرة المدروسة ومحاولة تحطيم الروح المعنوية للمصريين في ذكرى ثورة الثلاثين من يونية ؛ولكنها في ذلك اليوم حاولت أن توحي إلى كل من كان يشاهدها أن سيناء قد سقطت بالفعل في أيدي تنظيم “ولاية سيناء” عبر حيلة خبيثة حين قامت بالمزج المتعمد لمواد فيلمية أرشيفية لجنود داعش براياتهم السوداء وهم يلوحون بعلامات النصر ويمتطون السيارات والخيول بالتزامن مع بث أخبار المعركة في سيناء بين الإرهابيين وجنود الجيش المصري الأبطال وكأن سيناء قد انتهى أمرها بالفعل وأصبحت في قبضة الدواعش!!
وفي مثل هذا المناخ الذي تواجه فيه الدولة هذه الموجة الإرهابية العاتية باغتيال النائب العام ثم بالهجوم على شمال سيناء بالصواريخ وأسلحة الجيوش ومحاولة الاستقلال بها واقتطاعها من جسد الوطن الأم ؛ بدأت الجزيرة قصفامن نوع آخر أعنف وأخبث من خلال مجموعة منتقاة من ضيوفها المتأخونين الذين راحوا يقولون إنه لا بد من إدماج الإخوان المسلمين في المعادلة السياسية ..فعلا نعم السياق الذي يطلبون فيه إدماج الإخوان المسلمين!! وهكذا تحت تهديد السلاح ولهيب جحيم القتل والإرهاب في سيناء والوادي.. طيب وماذا لو لم ندمج الإخوان في المعادلة السياسية يا غربان الجزيرة؟!! هنا يسحب بلدوزرات المهنية الإعلامية من قبو الذاكرة القصيرة صورة المذابح والدماء التي سالت في الحرب الجزائرية بين الإسلاميين (ومنهم الإخوان المسلمون) والجيش في التسعينيات والتيراح ضحيتها أكثر من مائة ألف شهيد وقرابة مليون جريح ..هكذا تريد الجزيرة ومن وراءها أن يلووا رقبة مصر وذراعها ،وأن يحشروا الإخوان في بلعومها حشرا، فإما أن نبتلعهم وإما أن نموت ؛مستخدمة لتحقيق ذلك آلية التخويف بسيناريو الجزائر الدموي إذا لم يتم الإدماج القسري للإخوان المسلمين في معادلة السلطة والسياسة!!
ولكن السؤال الأهم هو: ماذا بعد استدماج الإخوان المسلمين وإشراكهم في السلطة؟! أعني ماذا لو حدث الاختلاف مع الإخوان مرة أخرى لأي سبب كان وقد رأيناهم يشهرون السلاح في وجوهنا عند الاختلاف واكتوينا بممارساتهم الإرهابية فكرا وسلوكا .. عندما اختُبروا بنار السلطة وجنتها .. وبعد أن فقدوها إلى الأبد ..ماذا قالوا وماذا فعلوا منذ 14 أغسطس 2013 بعد فض اعتصام رابعة العدوية وحتى اليوم؟! فكيف نعاودهم و”هذا أثر فأسهم” في رؤوسنا ؟!! هل نستدمجهم مرة أخرى فنصبح كمن ينام في حضن عزرائيل؟!
شكرا يا جزيرة الشيطان ..عرفناك ..وخبرنا ألاعيبك .. وكشفنا خبثك..وعرفنا بلسان من تتحدثين..وأي المخططات تخدمين.. وتحية لجيش مصر العظيم ..والمجد للشهداء ..في الأرض ..وفي السماء!!

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى