ميدل إيست أونلاين: تأثير التجمعات السنوية للمعارضة الإيرانية على النظام الحاكم في إيران
تحدثت مقالة نزار جاف، المنشورة مؤخرًا في ميدل إيست أونلاين، عن تأثير التجمعات السنوية للمعارضة الإيرانية وكيف أصبحت تؤثر بشكل ملحوظ على النظام الإيراني الذي يحكم وفق نظرية فقهية تجعل من الولي الفقیة له بمثابة الحاكم بأمر الله. وتحت عنوان “تجمعات سنوية سياسية باتت تؤثر سلبا على النظام الإيراني”، يلقي جاف الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها النظام الإيراني.
المقال يبدأ بالتأكيد على أن النظام الإيراني، الذي كان في السابق لا يكترث للأنشطة السياسية للمعارضة، خاصة تلك التي تقام في البلدان الغربية، أصبح الآن لا يستطيع تجاهلها. “ظهر واضحًا أنه لم يعد بإمكانه الاستمرار في عدم الاكتراث”، كما يقول جاف.
كما يذكر المقال، شهدت تطورًا ملحوظًا في الأعوام الأخيرة، خاصة منذ عام 2004، حين بدأ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بعقد اجتماعات سنوية تضم شخصيات سياسية عالمية مرموقة. ويقول جاف، “يصر النظام الإيراني على أنه نظام سياسي ديمقراطي ليس مقبول فقط من شعبه وإنما يؤيده ويقف خلفه إلى النهاية”، لكن الواقع يظهر تزايد الضغوط الدولية والمحلية.
من جهة أخرى، يُبرز المقال التأثير الذي حققته هذه التجمعات على المستوى الدولي، مما أدى إلى ردود فعل متوترة من جانب النظام، ويذكر “ومع الأخذ في الاعتبار أن النظام الإيراني وبسبب حكمه الثيوقراطي وممارسته للقمع المفرط في مواجهة أية نشاطات معارضة له في الداخل فقد بنى ما يمكن أن نصفه بجدار خوف رهيب”.
ويتطرق الكاتب إلى تجمع عام 2024 الذي عُقد متزامنًا مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ويقدم تحليلاً عن فشل النظام في إبطال التجمع.
وينقل المقال عن محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قوله: “في تقديراتنا فإن نسبة المشاركة كانت 12 في المئة في وقت اضطر النظام فيه للاعتراف بأن نسبة المشاركة كانت 39 في المئة وهي أدنى مشاركة شعبية وتدل على الرفض الشعبي للنظام”.
و تابع جاف مقالته بالإشارة إلى الأهمية المتزايدة لهذه التجمعات وكيف أصبحت تمثل منصة دولية للتضامن مع الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية، مشددًا على الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه التجمعات في التأثير على السياسات الدولية تجاه إيران.
تتميز التجمعات السنوية للمعارضة الإيرانية بأهميتها الكبيرة في إظهار وحدة المعارضة وتأثيرها على الرأي العام الدولي. فقد أدت هذه التجمعات إلى تغيير النظرة الدولية تجاه النظام الإيراني، مما ساعد في تسليط الضوء على الانتهاكات الحقوقية والقمع الذي يمارسه النظام ضد معارضيه. ومن خلال الحشد الكبير والمستمر لأبناء الجالية الإيرانية والشخصيات السياسية البارزة من مختلف أنحاء العالم، أصبحت هذه التجمعات منبرًا فعّالًا للتعبير عن الرفض الشعبي والدولي للسياسات الإيرانية.
من ناحية أخرى، تحدث المقال عن تداعيات الإجراءات القمعية التي يتخذها النظام الإيراني ضد المعارضين، سواء داخل إيران أو خارجها. وقد أشار إلى سلسلة من الاغتيالات والمحاولات الفاشلة لزعزعة استقرار التجمعات، مثل محاولة تفجير قاعة فيلبانات في باريس عام 2018. هذه الأحداث تظهر مدى الخطر الذي يمثله النظام على المعارضة وكذلك على الأمن الدولي، مما يستدعي موقفًا أكثر حزمًا من المجتمع الدولي.
أخيرًا، يختم المقال بالتطرق إلى الأثر الذي يمكن أن تحدثه هذه التجمعات في مستقبل النظام الإيراني. مع تزايد العزلة الدولية والضغوط الداخلية، قد تسهم هذه التظاهرات في تسريع عملية التغيير داخل إيران، خاصة مع تنامي الدعم الدولي للمعارضة. وقد أكدت الأصوات الدولية المشاركة في التجمعات على أهمية دعم النضال الإيراني، مما يوحي بإمكانية تحقيق تغيير جوهري في البنية السياسية للبلاد في الأعوام المقبلة.