أخبار مصرالأدب و الأدباءالثقافةالصحة العامةالصحة النفسيةحصرى لــ"العالم الحر"

الدكتور خالد عبد الغنى يكتب ,, في دوافع التشدد “ممن رأيت “

للتخلص من مشاعر الإثم والذنب على ما اقترفوه من ذنوب وممارسات،  

من خلال الواقع عرفت أن أغلب – ما لم يكن كل – المتشددين دينيا في حاضرهم لابد وأن يكونوا قد عاشوا فترة من الزمن منحلين أخلاقيا بل وفاسدين أيضا، وما اللجوء إلى التشدد

إلا آلية – ميكانيزم – للتخلص من مشاعر الإثم والذنب على ما اقترفوه من ذنوب وممارسات،  ولم تعد الظروف الحالية أو حياتهم المعاصرة تسمح لهم بممارسة نفس الأفعال أو ممارسة نفس السلوك  الذي عاشوه قديما ، وإليك سيدي القارئ عددا من البنات اللاتي عشن حياة منحلة والآن هن منقبات ، ومثلهم من الشباب هم الآن ملتحون كثيفي اللحى وقصيري الثياب ، وكثير من المنحلين في الوقت الراهن أغلبهم – ما لم يكن كلهم – قد خبروا تجارب قاسية في مراهقتهم أو طفولتهم لإجبارهم على السلوك الديني المتزمت والرتيب، وكانت استجابتهم وقمعهم في الغالب نتيجة ممارسة السلطة الأبوية أو المجتمعية للضغوط عليهم من أجل ذلك الورع المزيف والأداء الحركي للطقوس ولكن عندما تخف وطأة تلك السلطة الأبوية إما بضعفها أو بقوة أولئك الأبناء وابتعادهم عن سيطرة تلك السلطة نجدهم وقد انفكوا منها وعاشوا حياة أقرب إلى التمرد أو رفض تلك القيم والممارسات الدينية المتشددة وأحيانا إلى الكفر غير المعلن ،،، فهناك معلمة تجبر ابنتها التي تدرس بالمرحلة الابتدائية على ارتداء النقاب – غطاء الوجه الأسود –  وهناك طالبة الدكتوراه المنقبة عندما جاءتها فرصة للعمل بعد المناقشة خلعت النقاب وارتدت بدلا منه البنطلون الجينز ، ولربما خلعت البنطلون لو جاءتها فرصة أكبر. وهذا الرجل الذي ناصر الاخوان عمره كله  ولما دارت الدائرة عليهم هاجمهم وحلق لحيته واتخذ سلوكا متصابيا مع البنات الأقل عمرا إما للتمويه عن معتقداته الحقيقة أو للإنفلات من حالة الكبت التي عاشها ممثلا الفضيلة لفترة طويلة من حياته .

بناء على ما سبق لابد وأن الدكتورة التي تحدث عنها الأستاذ الدكتور السيد فضل  منذ اكثر من عام تقريبا ، أتصور أنها من أولئك الذين تذبذبت معتقداتهم الدينية سواء بتربية قاسية في الطفولة والمراهقة أو باعتناق مذاهب فكرية منحلة فيما بعد وما العودة للإيمان الظاهري الطقسي في آخر أيامها إلا تورية عن الشعور الحقيقي بذلك الضعف في العقائد مع تقدم عمرها واستقرار الليبيديو بل وضعفه – قوة الدافع الجنسي بحسب الفهم الفرويدي – آنئذ لم يعد لديها ما تحتاج لاشباعه فيكون ارتدائها زيًا ما يشبه “الاسدال” – وهو لباس طويل خفيف النسيج يحدد الجسم ويجعله مثيرا بأكثر مما لو كشفته –  وهو في الحق جوهر ما عناه المرحوم العلامة صلاح مخيمر حين كتب كتابه الشهير ” سيكولوجية الموضة” وفيه اعتبر أن التعري يشبه “الملاءة اللف” ذلك الثياب الشعبي للمرأة فيما يحدثاه – التعري أو الملاءة –  من تأثير يهدف إلى إثارة الرجل والمحافظة على الإثارة الدائمة له ، وتكثر الواحد أي المرأة،  وتلك غاية الموضة على اختلاف ألوانها وأشكالها والمقام يطول للتعبير عن هذا الكتاب الغاية في الأهمية.

نرجع لما نريد قوله أن الاسدال هو في نفس قوة وتأثير ودلالة التعري الذي مارسته الدكتورة فكلاهما يبرز مفاتن وجسد المرأة هذا بالتحديد وجعل الرجل يعمل خياله فيما خفى ودل عليه الاسدال ، وذاك بالكشف لمناطق الاثارة – الشبق – لدى الدكتورة ،،، .

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام
زر الذهاب إلى الأعلى