أخبار عاجلة

باختصار الخطا والاعتراف به

المستشار

فاروق عجاج
اذا لم تعترف بالخطا وتعتذر فلا يكون لك درسا في حياتك ولا غبرة لمستقبلك قالاعتذار فضيلة وشجاعة وهي من صنف القيم الاخلاقية الرصينة بلا تسويف وتشويه الامور الواقعية والخاصة .
كيف يعتذر عن الخطا الذي يرتكبه الفرد بحق الناس او بحق مصلحة الدولة امام احكام القانون والعدالة ؟
وكيف يعتذر المذنب عن ذنوبه امام الله تعالى؟
وكيف يعتذر الافراد فيما بينهم عن اخطاءهم بحق الاخرين ؟

يكون في حالة الاولى الخطاء امام القانون قيام المخطا المذنب بالاعتراف بذنبه وطلب العفو عنه والتخفيف عن عقوبته عند محاسبته وفق القانون امام الجهات المختصة ويترك تقدير ذلك لمخكمة وقاضي الموضوع او الجهة المعنية ويعتمد على مدى اهمية الاعتراف على سير التحقيق والمحاكمة ومدى تاثيره وفائدته في توضيخ الامور المتعلقة بالذنب او الخطا وما يتعلق به من تداعيات اخرى وما يتعلق بحسن نية المذنب المعترف وصدقه من خقيقة اعترافه واقراره .
اما في الحالة الثانية وهو الاعتراف عن الذنب الشرعي في تصرفاته او عباداته الدينية من قبل المذنب يكون باعلان التوبة عن ذنبه وطلب الاستففار من الله تعالى ويشترط بعدم تكرار الذنب بعد اعلان التوبة واثبات صدق نيته – فالاستغفار يؤكد به التائب على الارتباط بالله تعالى والرجوع اليه ليغفر له ذتوبه – جعل الله تعالى الاستغفار للمؤمن فرصة له لترك الخطا والذنب لانه من المحتمل ان يخطا في حياته التي يمارسها يوميا وقد يرتكب اثما بحق نفسه وبحق الاخرين وبحق الله عليه في عباداته الملزمة للمؤمن . فالاستغفار يغسل القلوب والنفوس مما تعلق بها من ذتوب وآثام فهو كالصابون الذي يغسل الثياب مما تعلق بها من دنس واوساخ من جراء الاستعمالات اليومية . على كل مؤمن ان يستغفر كل يوم عن ذنوبه وعن التي قد لا يعلمها والله اعلم بها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا ايها الناس استغفروا الله وتوبوا اليه فاني استغفر الله واتوب اليه في اليوم مائة مرة ) _
——–اما في الحالة الثالثة – كيف يتم التعامل بين الافراد في قبول الاعتذار عن الخطا والذنب الذي ارتكب بحقهم من قبل الفرد الاخر – يلزم قبول الاعتذار عن طيب نية وسلامة الظن فال الله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي احسن — ) سورة النحل 125- يساعد ذلك على فسح المجال لاعادة العلاقات الطيبة بين الناس( كل بني ادم خطاء فخير الخطائيين التوابون ) وقال تعالى ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين) سورة الاعراف (199) هناك صور عديدة للعفو والمغفرة التي تتكرر في حياة الانسان الاعتيادية مما يصيبها من اخطاء الاخرين , فالعفو عن الذنوب والتوبة عن الاخطاء والمسامحة والاصلاح بين الناس من الوسائل والسبل المهمة لمساعدة المخطئيين التائبين الصادقين من تصحيح اخطاءهم واعطاءهم فرص لاعادتهم الى الحياة الطبيعية في علاقاتهم مع الناس وما كان الاستغفار الا واحدا من اهم المبادئ الانسانية والتربوية والشرعية التي فضل الله بها على الانسان من ان ينال عفوه ومغفرته عن الذنوب التي يتوب عنها ويرجو من الله تعالى العفو والغفران ويقسم ان لا يكررها بعد ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى