أخبار عاجلةالأدب و الأدباءالاسلامياتالثقافةمعلومات عامة

وفى أنفسهم / الأستاذ يوسف شعبان عبد العزيز

وفي أنفسهم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فإن آيات الله في خلقه عظيمة وكثيرة لو تأمل الإنسان في خلق نفسه لعلم أن الله هو الحق المبين وأن القرآن الكريم هو الحق المنزل على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله في كتابه سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية قال : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) أي : سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقا منزلا من عند الله ، عز وجل ، على رسوله – صلى الله عليه وسلم – بدلائل خارجية ( في الآفاق ) ، من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان . قال مجاهد ، والحسن ، والسدي : ودلائل في أنفسهم ، قالوا : وقعة بدر ، وفتح مكة ، ونحو ذلك من الوقائع التي حلت بهم ، نصر الله فيها محمدا وصحبه ، وخذل فيها الباطل وحزبه . ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة ، كما هو مبسوط في علم التشريح الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى . وكذلك ما هو مجبول عليه من الأخلاق المتباينة ، من حسن وقبيح وبين ذلك ، وما هو متصرف فيه تحت الأقدار التي لا يقدر بحوله ، وقوته ، وحيله ، وحذره أن يجوزها ، ولا يتعداها ، كما أنشده ابن أبي الدنيا في كتابه ” التفكر والاعتبار ” ، عن شيخه أبي جعفر القرشي : وإذا نظرت تريد معتبرا فانظر إليك ففيك معتبر أنت الذي يمسي ويصبح في الدنيا وكل أموره عبر أنت المصرف كان في صغر ثم استقل بشخصك الكبر أنت الذي تنعاه خلقته ينعاه منه الشعر والبشر أنت الذي تعطى وتسلب لا ينجيه من أن يسلب الحذر أنت الذي لا شيء منه له وأحق منه بماله القدر وقوله تعالى : ( حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) ؟ أي : كفى بالله شهيدا على أفعال عباده وأقوالهم ، وهو يشهد أن محمدا صادق فيما أخبر به عنه ، كما قال : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون والمتطلع والمتأمل يرى أنه ظهر لنا آيات كبيرة في الإنسان نفسه كما قال الله وفي أنفسهم كل عضو كل خلية من خلايا الجسم اكتشف العلماء فيها قدرة الله العظيمة في خلقه وهذا ما سوف نتناوله في مقالات قادمة بإذن الله

 

الصورة زالعنوان
زر الذهاب إلى الأعلى