الرياضةالرياضة العربية والافريقية

(الشارة الدولية هي الحلمُ الذي يراودني في كلِ وقتٍ)

. حوارٌ صحفي

حاوره الكاتب والصحفي ” خالد عبد الكريم ” عبر أثير الجدار الأزرق فإنطلق الحوار بالسؤال الأول.

ماهي البطاقة الشخصية
للحكمِ الصاعدِ محمد الساعدي عرفْنا بنفسِك ؟
– أنا محمد قاسم عبيد الساعدي
من مواليدِ 1990/6/55 ، محل الإقامة قضاء الكحلاء الذي يقعُ جنوبَ لمحافظةِ ميسان العراقية . حاصلٌ على شهادةِ البكالوريوس في اللغةِ العربية ،
أعملُ حالياً منتسباً في مديريةِ الجنسيةِ والأحوالِ المدنية لمحافظةِ ميسان .

منذُ متى إنطلقَتْ لديكَ موهبةُ التحكيمِ الكروية ؟ وماذا تمثلُ لك الساحرةُ المستديرةُ؟

– منذ طفولتي كنتُ محباً ومتابعاً لكرةِ القدم ، وأحبُ مجالَ التحكيم بشكلٍ خاص .
كانت البداياتُ الأولى لي في قيادةِ بطولاتٍ ومباريات الفرق الشعبية في مدينتي “قضاء الكحلاء”، وايضاً في مركزِ المحافظة . الفرق الشعبية لها محبةٌ واعتزاز كبير عندي و اكنُّ لها كل الحبِ الإحترامِ و التقدير ، ولها فضلٌ كبير على كل رياضي؛
كانت ومازالتْ الفرقُ الشعبيةُ هي النواةُ الأولى للظهورِ على الساحةِ ، وهي القاعدةُ الكبيرة والتي من خلالها أنطلقتْ النجومُ للإعلامِ والاحتراف ؛
فهي مصنعُ اللاعبين والمدربين والحكام وهي كنزٌ حافلاً بالمواهبِ . بداياتي كانتْ فيها لحينِ وصولي كحكمٍ اتحادي عامل في لجنةِ الحكام الفرعية في محافظةِ ميسان والتابعة للجنةِ الحكام المركزية في الأتحاد العراقي المركزي لكرةِ القدم .
– للساحرةِ المستديرةِ محبةٌ كبيرةٌ عندي فهي الملاذُ والملجأُ ومكانٌ لأراحةِ النفس؛ فيّها أنسى اغلبَ المشاكلِ وهمومِ الحياة الأخرى .
اضافة الى ذلك وكما تعلمُ أن الرياضةَ بشكلٍ عام هي صحةٌ ونشاطٌ للبدنِ وهي انيسةٌ للنفسِ وراحة للعقل ، كما ان الرياضةَ تخلقُ لك علاقاتٍ اجتماعيةً كثيرة ..

علمتُ بأنّك كنتَ لاعباً لرياضةِ “التايكوندو”؛ وقد مثلْتَ محافظةَ ميسان في العديدِ من المسابقاتِ المحلية ،
ماهو السرٌّ في عدمِ إستمرارك بهذه الرياضة القتالية؟ وهل أضافتْ لك شيئاً في عالمِ التحكيم الكروي ؟

– في بدايةِ طفولتي وأثناء المرحلةِ الدراسية الابتدائية والمتوسطة كنتُ لاعباً لرياضةِ الفنون القتالية ولعبة التايكواندو بشكلٍ خاص، إضافة إلى موهبةِ التحكيم في كرةِ القدم .
وقد شاركتُ في بطولاتٍ كبيرة على المستوى المحلي ومثلتُ العديد من الأنديةِ المحليةِ الخاصة باللعبة . ولكن بعدما تم اعتمادي حكم رسمي اضطررتُ إلى اعتزالِ التايكواندو! لأسباب مختلفة منها :
* لايمكنني ان اجمعَ بين رياضتين في نفسِ الوقت ؛
فلكلِ لعبة أداء وأسلوب خاص ولابُد ان يكون هناك تواصل ومواضبة على التدريباتِ ومشاركة في البطولات .
* كان من الصعبِ جداً عليَّ التركيز على لعبتين ! فالتحكيمِ كان هو الأقربُ الى قلبي
فاعتزلتُ التايكواندو وجعلتُ التحكيم هدفي الأول اسعى لتحقيقِه وبلوغهِ والتركيز عليه.
– بالرغمِ من الاعتزالِ لازلتُ متواصلاً مع اللاعبين والمدربين السابقين الذين عاشرتهم في تلك الفترة ، وكذلك متابعٌ لكل البطولات العالمية المنقولة على التلفاز . التايكواندو لعبة جميلة،
أعطتني الكثير من الأمورِ المهمةِ ، فهي تتضمنُ تماريناً رياضيةً قوية خاصة في جوانبِ اللياقة البدنية .واللياقةُ البدنية قسمٌ مهم جداً في عالمِ التحكيم إضافة إلى ان الفنونَ القتالية هي لعبةُ الإعتماد على النفس والثقة . اعطتني الشجاعةُ والتحمُل والصبر وعلمتني تقبُل الفشل حين يحدثُ والإصرار على تصحيح المسار في الأحداث المقبلة .
وهذه المتطلباتُ يحتاجُها كلِ رياضي والحكام بشكل أساسي .
تحية واحترام لكل اللاعبين والمدربين ولكل العاملين فيها .

لكلِ بدايةٍ مصاعبٌ ومحطاتٌ ، ماهي أهم المصاعب التي واجهها الحكمُ الصاعد محمد الساعدي؟ وما هي المحطةُ القادمة التي تسعى لبلوغها؟

– من أهم المصاعب التي تواجهها عندما تكون لاعباً أو حكماً هي قلةُ الإمكانيات المتاحة وصعوبة الحياة التي قد تؤثرُ على مستقبلِك بشكلٍ كبيرٍ ومباشرٍ، وقد تضطرُ إلى تركِ تلك الرياضة التي تعشقها كثيراً، التحكيم بحاجة إلى الطاقات الشبابية الواعدة والدماء الجديدة .
والحكام الشباب بحاجة ماسة إلى فرصة للمشاركة، لدينا مواهب شبابية واعدة بحاجة إلى ان تصقل لكي تبدع وتقدم مستواها في الدوريات العراقية الكبيرة ذات الأندية القوية والجماهيرية، وانا من ضمن هؤلاء الشباب الذين يحتاجون الى الفرصة فقط ؛ لكوني امتلك مافيه الكفاية ولديّ مايؤهلني من تعليم وقانون ومعرفة في قيادة كل المباريات المختلفة.
وانا أخشى عدم إعطائي الفرصة الحقيقية وهذا يؤثر سلباً عليَ ويضيع كل مجهوداتي ومثابرتي التي واضبت عليها لسنواتٍ طويلة ..

– الشارة الدولية هي الحلمُ الذي يراودني في كلِ وقتٍ وفي كل لحظة؛ اسعى للحصولِ عليها لكي أرفعُ اسمَ العراق عالياً في كلِ دول العالم ، ولي الشرفُ الكبير في تمثيلِ بلدي على مستوى المحافل الدولية وهي محطتي القادمة إن شاء الله ..

كيف تُشاهدُ الواقعَ الرياضي حالياً في محافظةِ ميسان والعراق ككل؟
وماذا ينقصُ الحكمُ العراقي لكي يصلَ إلى العالمية؟
ومن هو مثلك الأعلى من الحكامِ محلياً وعالمياً؟

– الواقعُ الرياضي في العراق بشكلٍ عام وميسان بشكلٍ خاص بحاجةٍ ماسةٍ إلى الدّعمِ الحكومي ماديا ومعنويا؛ في كافة الالعاب الرياضية.
فقلة الملاعب والقاعات الرياضية وانعدام البنى التحتية ساهمَ بشكلٍ كبيرٍ في تدهورِ الأنديةِ الرياضية وادى الى غيابِ المشاركاتِ والفعالياتِ الرياضية داخلياً وخارجياً .
لابد أن تقفَ الحكومةُ والجهاتُ المسؤولة على هذا الأمر وتساهمُ في تذليلِ العقبات التي تواجه الرياضةُ والرياضيون، لكون الرياضة جزءٌ لا يتجزءُ من المجتمعِ ولها ممارسون ومتابعون ومحبون في كلِ مكانٍ من عراقنا الحبيب .
– الحكمُ العراقي لا ينقصهُ شيء سبقَ له انهُ قدمَ اداءً ومستوى كبير في كل المشاركاتِ الخارجية ، التي شاركَ فيها وبأشادةِ المعنيين في الاتحاد الآسيوي والخليجي والعربي .
ولكن غياب الفرصةِ جعلتهُ بعيداً عن البطولاتِ العالمية الكبيرة .
الاتحاد الدولي ( الفيفا ) لكرةِ القدم يتحملُ مسؤوليةً كبيرةً ؛ تجاه عدم إعطاء العراق حقهُ في اختيارٍ (حكم) ممثل له في كأسِ العالم 2018 المقبل ..
المحسوبياتُ والعلاقاتُ بين الدول والفيفا ساهمتْ بشكلٍ كبيرٍ في غيابِ حُكّامِ العراق من التواجدِ في كأسِ العالمِ والبطولاتِ الكبيرةِ في مختلف القارات.
– مثلي الأعلى محلياً الحكم الدولي العراقي “مهند قاسم عيسى” .
عالمياً الحكم الدولي الإنكليزي “هارد ويب” ..

غالبيةُ الشباب العراقي والعربي بشكلٍ عام متعصبٌ جداً للفريق أو النادي الذي يشجعهُ، وممكن أن يفعلَ أي شيء من أجل عشقه للناديه المفضل ،
هل أنت من هذا النوع ؟ ماهو الفريقُ المحلي والعالمي الذي يشجعهُ الحكم محمد الساعدي ؟
وهل أصابَك جنونُ عشاق المستديرة وأنت تقودُ المبارياتِ ؟

– التعصبُ في مؤازرةِ وتشجيعُ الأنديةِ ظاهرةٌ خطيرةٌ جداً وأنا اقفُ بالضدِ منها .
يحق للجمهورِ حبَّ فريقهُ وتشجيعهُ ولكن بالطرقِ الرياضيةِ السلميةِ وليس بتعصبٍ وافتعال المشاكل . كرة القدم ذات أهداف إنسانية وهي تعارف بين الشعوب وتبادل للثقافات وبعيدة كل البعد عن التعصبِ والعنصريةِ والعنفِ ..
– جميع الأندية العراقية أكنُّ لها كلَ المحبةِ والاحترام والتقدير ،
محلياً اشجعُ نادي “الشرطة العراقي” . عالمياً نادي “ريال مدريد” الأسباني ، أما عربيا نادي “الأهلي المصري” .
– لاشك ان الجمهورَ له تأثيرٌ كبيرٌ على الحكمِ واللاعبين كذلك،
وخاصةً في المبارياتِ التي تكون بين طرفين قويين ، يضيفُ الجمهورُ ضغطاً كبيراً على كل المتواجدين في الملعبِ .
في هذه الحالة أكون أكثر تركيزاً واكثر انتباهاً وأتعاملُ مع المباراةِ بكلِ صرامةِ وشجاعةِ وعدالة..

مباراةُ كرةُ القدم تحتملُ كل الاحتمالات الفوز والخسارة والتعادل، وهي لا تنتهي إلا بأذن من صافرة حكم الساحة ،
هل لديك حدس التوقع للمبارياتِ التي تقودها ؟ وماذا تمثلُ لك الدقائقَ الأخيرةَ في الميدانِ؟
وإلى أي مدى يحسمُ قرارِ الحكم نتيجة المباراة بغضِ النظرِ عن أداءِ الفريق ؟

– كرة القدم هي لعبةُ المفاجآت وتتغيرُ نتيجتُها بلحظاتِ ،
ولا يمكن توقعُ نتيجتها إلا بعد صافرة النهاية .
– الدقائق الأخيرة من المباراةِ غالباً ما تكون مشدودةً ومليئةً بالأخطاء واللعب السريع؛ لكونها آخرَ ما تبقى من المباراةِ، وهي تحددُ النتيجة غالباً تكثرُ فيها الإثارةُ والندية؛ حينما يكون الفريقان متقاربان بألأهدافِ ،
فهذه اللحظات مهمة جداً ويجبُ التركيز عليها . اسعى دائماً في البقاءِ بنفسِ الاداء الذي ابتدأت به ، واكونُ قريباً من كلِ موقفٍ وخاصةً في المناطقِ الخطرةِ و منطقة المرمى تحديداً ، وعدم التهاون في كل حالة تحدثُ لأنها قد تغير من نتيجة اللقاء .
– اعملُ دائماً على تحقيقِ العدالةَ للجميع ، واتقبلُ الاعتراضاتِ الإيجابية ان حدثتْ .
ولا أجعلُ كل مشكلة تتفاقم اعالجُها بسرعةٍ وبقرارٍ شجاع لأن مباراة كرة القدم لا تحتملُ الأخطاء الكثيرة ، ولابد أن اسيطرَ عليها واخرجها بأمان وسلام . واحافظُ على سلامةِ كل من في الملعب وهذا من واجبِ كل حكمِ في الميدانِ .

أسئلة سريعة :
● لو لم يكنْ محمد الساعدي حكماً ماذا يفضلُ ان يكون؟

– كاتبٌ وروائيٌ وقاص .

● ماذا تعني لك الصافرةَ ؟

– قرارٌ يعلنُ عن العدالةِ.

● الحكم الكروي أسرع قاضي متنقلٌ على الأرض بين إثنين وعشرين متهماً بجريمةِ لعب كرة القدم، هل سبقَ وتراجعتَ عن حكمِك ؟

– نجاحُ قيادة كل مباراة يتم بتعاونِ افراد الطاقم التحكيمي جميعهم، ويمكن الرجوع عن القرارِ في حالةِ تدخل طاقم التحكيم المساعد لي؛ حينما يكون أقرب للحالة مني وانا غير متأكدٌ منها .

● برأيك هل التكنولوجيا الحديثة ساعدتْ الحكامَ في لعبةِ كرةِ القدم؟

– بكلِ تأكيد التكنولوجيا الحديثة التي استخدمتْ مؤخراً في مجالِ التحكيم لكرةِ القدم هي خطوةٌ إيجابيةٌ تساعدُ الحكامَ في إدارة المباريات ؛ وخاصة في الحالاتِ المهمة التي تغيبُ عن انظارِ الحكم ، كذلك هي تضيفُ العدالةَ وتلغي التحايل على الحكم وتعطي لكلِ ذي حقٍ حقه. لأن الحكم إنسان ويظهرُ منهُ الخطأ والسهو والتكنولوجيا ساعدتهُ كثيراً وهي ساندة للقانون …

● في الموسمِ الكروي القادم أين سنشاهدُ الحكمَ الواعدَ “محمد الساعدي” ؟

– الحمدلله قطعْتُ شوطاً كبيراً للوصولِ إلى الهدفِ الذي أسعى اليه . قريباً لديّ بعض الإختبارات البسيطة لغرض الترحيل والدخول رسمياً في دوري أندية الدرجة الأولى الذي يؤهلني للدوري الممتاز . وايضاً سبق لي أنني شاركتُ بتحكيمِ دوري وزارة الداخلية لكرةِ القدم في العامِ الماضي، وربما تتكررُ المشاركة في العام المقبل إن شاء الله.

● بماذا تعدّ جمهور وعشاق الساحرة المستديرة ؟

– اعِدُ كلَ الجماهيرِ الرياضية الطيبة بأننا سنكون عند حُسن ظنهم وعلى قدر المسؤولية، وسنقدمُ افضلَ المستويات لنجاحِ وتطوير كرة القدم العراقية.
كرة القدم بلا طعم لولا الحكام ولولا الجماهير فكلانا نضيفُ حلاوةً وطعماً خاص لكرة القدم.
ان شاء الله مستقبلاً ستكون الرياضة في العراق أجمل وافضل بتعاون الجميع؛
لأن العراق يستحق منا ان نبذلَ كل مافي وسعنا لأجله ..

* كلمةٌ أخيرة تُحبُ أن توجهَها لكلِ من سيقرأُ هذا الحوار الرائع؟

– أحبُ أن أوجه كلمتي للجميعِ وأقولُ : إن رياضةَ كرةِ القدم ذات أهداف إنسانية وأخلاقية وهي رسالةُ محبةٌ وسلام بين كل الشعوب والبلدان ، وهي بعيدةٌ كل البعد عن السياسةِ والتحزبِ والعنصريةِ والطائفيةِ .
كما احبُ ان اقدمَ كلمةَ شكر وتقدير لكل من ساندني ووقف معي في مسيرتِي التحكيمية
إبتداءاً من لجنةِ حُكام محافظة ميسان؛ المتمثلة برئيسها الأستاذ “جاسب نعيم الكعبي” الذي كان ومازال المعلمُ والداعمُ لي في كلِ وقت ، وله الفضلُ الكبير على الحكمِ محمد قاسم ، وكذلك أعضاء لجنة حكام ميسان المحترمين وزملائي الحكام في المحافظةِ . والشكر موصول لكافة الرياضيين في محافظتي ميسان ومدينتي العزيزة “قضاء الكحلاء” .
امتناني وتقديري لك شخصياً وأشكرُ جنابَك الكريم على هذا الحوار الرائع ، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح الدائم..
————————————–
وهذه مجموعة صور للحكم الشاب محمد قاسم .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏ممارسة رياضة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏ممارسة رياضة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏أحذية‏‏‏‏

زر الذهاب إلى الأعلى