الصحة النفسية

سرقات الأطفال خفايا وأسرار

كتبت : د/ شيماء طايل سلامة16681659_1748255228822962_2627619337859507272_n 16938544_1748255238822961_619249525969596427_n

ابني يسرق فما الحل ؟؟

تعد مشكلة سرقة الأطفال مشكلة هامة وخطيرة ، وقد طال الحديث عنها دوماً وكثر وانتشر، وعن مدى الآلم الذي يشعر به الأباء والأمهات عند العلم أن أولادهم يسرقون ، فما أشد تلك الآلام ! وما أصعب الوجع ! حينما يعلم أحد الأباء والأمهات بأن أولادهم يسرقون . يشعرون بأن كل أحلامهم ضاعت ، وكل أمالهم قد ماتت بداخلهم ، فقد خذلهم أبنائهم .
فماذا هم بفعلون ؟؟؟
سقطت أقنعة التربية الصحيحة والتى عليها دائماً يتحدثون ويتباهون لذلك . تجد الأهل على الخبر متكتمون ، مع أن درجة الغليان بداخلهم تكاد توصلهم للجنون العجب فى ذلك الوقت أنهم تجدهم خائفون ولاتعرف هل السبب خشية من الجيران والأقارب أم أكتشاف أن أولادهم يسرقون ، وباتت دموع الأمهات لاتتوقف وكأنها عاده والخوف على مستقبل أبنائهم في الغد وماذا سيحدث ؟؟
كل هذه الأسئلة تدور بداخلهم . ولا يعلمون الاجابة ، ويظلوا يبحثون عن الاجابة عن اسئلتهم عن كيفية العلاج و حل تلك المشكلة الصعبة المؤرقة .
من خلال بحثى هذا أقدم لهم العلاج والإجابة عن تلك المشكلة وعن كيفية حلها .
وقبل الأجابه عن كيفية علاج السرقة لابد من معرفة معلومات عامة عن السرقة تتطلب قدرات أحياناً تكون لدى السارق مهارات عقلية ، وجسمية هامة تمكنه من القيام بهذا العمل الخطير والضار ، وقد تم تحديدها بما يلي :
1- سرعة الحركة : وخصوصاً حركة الأصابع.
2- دقة الحواس من سمع وبصر.
3- الجرأة وقوة الأعصاب .
4- الذكاء .
55- الملاحظة الدقيقة والاستنتاج وأحياناً يكون لديه نقص فى هذه القدرات وطبيعي أن هذه المهارات يمكن تكون ذات فائدة عظمى بالنسبة لأطفالنا ، إذا ما وجهت توجهاً خيراً وصحيحاً ، وإن بالإمكان أن نوجهها باتجاه إيجابي يخدم أطفالنا ، إذا اتبعنا الأساليب التربوية الصحيحة ،واحيانا قد لاتكون عند السارق تلك المهارات ولكن عنده مهاره اقوى وهي مهارة القيادة ومهارة التواصل وهنا يقرر الاعتماد على الغير فيكون تشكيل عصابي ، لابد أيضاً من معرفه ان السرقه سلوك متغير.

وهنا لابد من الإجابة على الأسئله التالية .
• متي يقال عنها سرقة ؟
• لو تم تكراره أكثر من ثلاث مرات ويكون عمر الطفل تعدا الخمس سنوات أو يكون يعلم مالفرق بين ممتلكاته وممتلكات الغير.
• مادافع للسرقة؟
دوافع السرقه تنقسم إلي دوافع خاصة بالطفل ودوافع ترجع للبيئة المحيطة .

أولاً: الدوافع الخاصة بالطفل:-
• حب المغامرة والاكتشاف المتمثل أحيانا فى القيام بالسرقة.
• التوتر الداخلى للطفل مثل الاكتئاب, الغيره , الغضب، مما يجعله يقبل على هذا السلوك .
• نقص مستوى ذكاء الطفل يجعله أكثر عرضه لسلوك السرقة .
• شعورالطفل بالنقص وبأنه أقل من زملائه فيلجأ للسرقة ليعوض هذا النقص.
• السرقة بدافع الانتقام من بعض الزملاء أو من المجتمع أو من الوالدين الذي فقد حنانهما واهتمامهما
• السرقة لتلبية المتطلبات الضرورية والتى لاتستطيع الأسرة تلبيته وتعتبر حاله الحرمان من أسهل الحالات علاجاً0
• السرقة للإنفاق على الزملاء ورفقاء السوء ليكسب محبتهم .انتظرو الحلقه الثانيه والأخيرة فى الحديث عن السرقه .

السرقه مابين رغبه ذات وإشباع حاجات
كما ذكرنا في الحلقة الماضية عن السرقه انها ترجع لدوافع ذاتية وبيئيه اليوم في هذه الحلقة نتابع العوامل البيئية كأحد دوافع السرقة وكيفية علاج سلوك السرقه
العوامل البيئية :-
• شعور الطفل بعدم الأمان والاستقرار نتيجة لانفصال الأبوين، الخوف من العقاب.
• عدم ملاحظة الأهل لابنهم وما قد يجلبه من المدرسة وأحياناً الخوف من العقاب الطفل للسرقة هروبا من العقاب وخوفا من مصارحة الأبوين لاسيما إذا كان يعامل بقسوة فيسرق أدوات غيره من الأطفال في المدرسة إذا ضيع أغراضه خوفا من معاقبته على إضاعتها.
• تأثر الطالب بنماذج محيطة به سواء كانت حقيقية أو معروضة في وسائل الإعلام مثل مشاهده الطفل للأفلام التى تعرض السارق على أنه شخص شجاع وذكى ومحبوب فيحاول الطفل تقليد البطل و يعزز لديه سلوك السرقة.
• القدوة غير الحسنة للطفل بأن يشاهد أحد أقاربه يمارس هذا السلوك الخاطىء
• الدلال الذائد وعدم تعويد الطفل على التفرقة بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين.
• عدم غرز الأمانة فى الطفل مما يجعله لا يدرك ما يفعله إن كان صحيحًا أم خاطئًا.
• العقاب المستمر للطفل، واستخدام الوالدين القسوة فى التعامل معه، حيث يساعد هذا على خلق شخصية عدائية للطفل ينتج عنها سلوك السرقة.

كيفة علاج مشكلة السرقة :-
هناك ست خطوات يجب إتباعها للقضاء على سلوك السرقة :
الخطوة الأولى وهى : احتوي طفلك واظهر حبك له، فإن هذا يجعله يشعر بالأمن والطمأنينة، ويساعد على اقناعه بألا يكرر هذا السلوك الخطأ على الآباء والأمهات خلق شعور لدي الطفل بالتملك والتفرقه بين ممتلكاته وممتلكات الغير.
الخطوة الثانية وهى : على الآباء والأمهات مسؤولية متابعة أطفالهم وخاصة المراهقين منهم ومراقبة علاقاتهم مع أصدقائهم ، ونوعية وسلوك هؤلاء الأصدقاء،والحرص مع عدم الفرض على أن يتخذوا لهم من الأصدقاء من الذين لا شائبة على سلوكهم .
الخطوة الثالثة وهى : من أهم الخطوات أن لا نشعر الطفل عند قيامه بهذا العمل للمرة الأولى عدم تأنيب الطفل أمام الآخرين لكى لا تجرح مشاعره ، تجنب المبالغة فى تضخيم الحدث وجعل الطفل يشعر بأنه مجرم أو ما شابه ذلك ، حيث أن لهذا التصرف تأثير سييء على مستقبل الطفل ، بل علينا أن نتتبع دوافع السرقة لنتمكن من اتخاذ الوسائل الكفيلة بعلاجه، ونعمل على إشباع رغبته التي دفعته للسرقة بالطرق والأساليب الصحيحة كي نجعله قادراً على ضبط رغباته والتحكم فيها.
الخطوة الرابعة وهى : لا تأخذ سرقة طفلك كأنها فشل شخصي أو إهانة لك. ولا تقابلها بالصراخ فى وجه الطفل تحدث مع الطفل وافهمه بهدوء أن السرقة سلوك خطأ دينيا واجتماعيا وتجنب قول “انت سارق” مع الطفل ،ساعد الطفل على أن يرد المسروقات إلى أصحابها بصورة لا تجرح كرامته واغرس في طفلك القيم الدينية والاخلاقية التى تحث على الحق والأمانة مع اختيار للطفل القصص والأفلام التى تناقش الأمانة والصدق والقدوة الحسنه.
الخطوة الخامسة وهى : تعزيز الصداقة بين أطفالنا وأصدقائهم ، والمعاملة الطيبة التي يلقونها في البيت والمدرسة من قبل الآباء والأمهات والمعلمين والإدارة عامل هام لمنع وقوع السرقة .
الخطوة السادسة وهى : العمل علي الجوانب الإيجابية لدى أبنائنا من أجل رفع مستواهم العقلي والاجتماعي، كما أن إشباع حاجاتهم المادية يجعلهم لا يشعرون بوجود تباين طبقي بين طفل وآخر ، وهذا هو أحد الأسباب الهامة التي تمنع وقوع السرقة بين أبنائنا .

زر الذهاب إلى الأعلى