مقالات واراء

••”زي الملايكة”••

كتبت/ فايزة ربيع..

لم أرى ملائكة من قبل، ولكني رأيت أمي.. رأيت فيها رحمة ربي وَعفوه، شعرت بِحب مُنزه ِبلا حدود، و عطاء ِبلا مقابل، أَسكنتني في قلب كان كالقصر وكنتُ فيه أنا كالملكة، غَفوت عيناي فيه على ابتسامةٍ حانية وعيون تَملأها الرحمة والحنان .. وصَحوت على الوَحشة وتلك العيوني ملؤها الحزن والضعف والفُقدان، فقدتها، فتبدلت الأرض والوجوه، بالحق وبكل الصدق؛ هو شعور لا يوصف، هو الإحساس بنصف الحياة، ونصف الابتسامة، و نصف الروح، انطفأت شمسي واختفى ظل من كنت أحتمي بها وأستظل بِحُبِها.. عفوك ربي؛”لا شريك لك” ولكنك سبحانك وأنت من قلت فيها أنك تكرمني من أجلها، ولأجلها كنت أنا سَأُضحي بِعمري لتبقى هي وروحي فداء لروحها، فهي من دلتني عليك، معها صليت ودعوت، وبيدها حجابي ارتديت، وبشوقها إليك ولنبيك بكت وبكيت، وظني فيك ياربي أنها بلقائك فرحت وأنك عليها تكرمت.. وبقيت أنا غارقة في فقدي لها بعدما تيتمت .. رحلتي يا قرة العين؛ و مازلتي تسكني القلب والبال، نعم يشتد الحنين وكثيراً ما تحن الروح لكلماتك التي يطيب بها الخاطر، فيا له من شعور قاس عندما أحتاج إليك، و لم أجدك, عذراً.. ولا أبالغ فقد أصبحت دنياي تقطر بالفرحة، و ذهبت معها الحياة فلا أدري متى العودة! حتى أحلامي أصبح أقصاها أن تعودي يوماً، أو تعودي لحظة، حتى أرتوي من نعيم رضاكى، وأقتبس من نور قلبك وحنانك.. فكم تشتاق العين لرؤياكي يا رحمة الدنيا وجنتي في الأرض، ولكنك ما زلتي هنا، في قلبي يا أمي، وستظلي هنا دائماً بداخلي يا أنيسة الفؤاد وتوأم روحي، إستودعتك الله حين فراقك على أمل اللقاء فلن يغفو قلبي و يطمئن إلا حينما يجدك ويرتمي في حصنه الذي فقده و تألم لفقده، نعم حصني هو: تلك الضمة الحانية والإبتسامة الصافية، وسأنتظر إلى أن يقضي الله أمره، ولا أملك سوى إنتظار هذا اللقاء، وكم تمنيت على الله أن يكون كما أردنا ودعونا؛ أن يكون موعدنا هناك عند “جنة الفردوس”أتذكرين يارفيقة الدرب ومعلمتي وقدوتي! هذا ما يُسَكن قلبي عندما يَأِن لفراقك، وهذا ما يجعلني أسعي وأجتهد لأكون جديرة بهذا اللقاء، فهو حقاً حلم العمر الذي أستمد منه الإحتمال والصبر، وإلى أن يحين الموعد فدعائي لكي هو رفيقي في قيامي وجلوسي وفي صحوتي ومنامي، حتى أصبحت ألهم به كما ألهم النفس، رحمك الله يا غاليتي، ورحم كل حبيبة تركت من ورائها قلوب تتألم من الفراق والوحدة وتنتفض ألماً من الفقد والوحشة، يا من جعلتي من الحياة جنة، وكان الجزاء من صنف العمل فكانت الجنة تحت أقدامها، وعذراً.. إن لم أعطها ما يوفيها حقها في المعنى أو الكلمة، فهي النقية، التقية الوفيه، الجميلة سراً وعلانية، فما بحثت عنها منذ صغري إلا ووجدتها لله ذاكرة، سارحة في ملكوته وفِي خلقه ولهمومهم حاملة، هي حقاً صاحبة السعادة، فهي من تعلمت منها أن الرضى لمن يرضى، وأن الأمان دائماً في التقوى.. أمي يا مَن إذا أردتُ وصفها، إحترتُ بين جمال الخُلق و الخِلقة،
فما وجدت وصفاً يليق بك ياأمي؛سوى أنكِ••زي الملايكة ••✒

زر الذهاب إلى الأعلى