الأدب و الأدباءالاسلاميات

محمد عطية يكتب …”النفوس الطاهرة”

تأمل معى أيها القارىء … … {۞وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ۞ قَالَ سَنَشُدُّ … 2)
أخي (هارون هو افصح) مني لسانا” في غيابك يعدد محاسنك أصحاب النفوس الطاهرة الجميلة. .يزكى الأخر على نفسة لأنه راى ان الأخر افضل منه فى هذا العمل …. فيالتنا نتعلم شيىء أيها الموظفون والعاملون
النفوس الطاهرة …. أصحابها يحبون الخير للناس والمجتمع والعالم فلا يفضلون فئة أوجماعة على أخرى لكن يحبون للمجتمع والوطن جميعة الخير
إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم ..سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية , التي رجاؤها دوما وجه ربها وسعيها دوما هو في طرقات الخير المضيئة .
،يقول ابن عباس رضي الله عنهما متحدثًا بنعمة الله عليه في ثلاث خصال: ما
نزل غيث بأرض إلاّ حمدتُ الله وسررتُ بذلك وليس لي فيها شاة ولا بعير،
ولا سمعتُ بقاض عادل إلاّ دعوتُ الله له وليس عندهلي قضية،
ولا عرفتُ أيةً من كتاب الله إلاّ وددتُ أنّ
النّاس يعرفون منها ما أعرف”.إنّه حبّ الخير للنّاس، الحبّ المنزّه عن كلّ
مصلحة وأنانية، إنّه الحبّ الطاهر الخالص الّذي ينبع من
إيمان وصدق..
كيف لا يكون هذا؟، ومعلِّمُه
ومربِّيه الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الّذي كان يدعوا كلّ صباح
ويقول: ”اللّهمّ ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك
فلك الحمد ولك الشكر”.
لقد بلغ من حبّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم للنّاس أن يهتدوا، إنّه عليه
الصّلاة والسّلام كاد يموت غمًّا وأسفًا عليهم حتّى
قال تعالى: {فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسَكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} فاطر:.8 وقال جلّ وعلا: {فَلَعَلَّكَ
بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوابِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} الكهف:.6
لقد دعَا النّاس في جميع الأماكن والأزمان والأحوال، دعَا فوق الجبل وفي
المسجد وفي الطريق وفي السوق وحتّى في المقبرة،
دعاهم في صحّته ومرضه وحينما كان يزور أو يُزار، دعَا مَن أحَبُّوه ومَن
أبغضوه ومَن استمعوا إلى دعوته ومَن أعرضوا عنها،
فأيُّ مصلحة له في أن يؤمنوا ويهتدوا؟؟ إنّه حبُّ الخير للنّاس…
وانظر إلى ذلك الموقف الرائع يوم استضاف أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا وأراد أن يكرمه ويدخل السرور عليه وكان طعامه قليلا , فأطفأ المصباح وتصنع أنه يأكل حتى انتهى ضيفه من طعامه وشبع , وإذا بالقرآن ينزل ليسجل حادثة هي قليلة في أعين الناس كبيرة في ميزان المروءات والمبادىء والمعاني لذا رفع الله درجتها فقال ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ” , إنهم فضلوا شبع بطن ضيفهم على شبع بطونهم , وقدموا سرور صاحبهم المسلم على سرور ذواتهم , وإن كانت ذواتهم قد نعمت بنوع آخر من السرور هو أعلى وأكبر
كان هذا خلقه صلّى الله عليه وسلّم حتّى مع الّذين طردوه وعذّبوه وفعلوا به
ما فعلوا لمّا أخرج من الطائف، جاءه ملك الجبال
وقال: ”يا محمّد إن شِئتَ أن أطبق عليهم الأخشبين” (جبلين عظيمين)؟ فقال
عليه الصّلاة والسّلام: ”بل أرجوا أن يُخْرِجَ الله
من أصلابهم مَن يعبُد الله وحده لا يُشْرِك به شيئًا”.أيُّ حبّ تخلّل لحمه
ودمه وشغله عن كلّ شيء؟!
 
كيف نعلم ابنائنا حب الخيرللأخر
 
كثيراً ما يجدُ الأبُ نَفْسهُ مذهولاً أمامَ موقفٍ ما صدرَ منْ إبنه ،
فَها هوَ الإبنُ الذي رباهُ صَغيراً على حبِّ الخيرِ ، وإقامة الصَّلاةِ .. يتَغَيِرُ حالهُ في الكبَر ..
فَلا يجدُ الأبُ الحائرُ بداً منْ أنْ يلومَ أصدقَاءَ السُّوءِ والمُجتمع ..
والحقُ يُقال أنّ الأسبابَ المتضافرَةَ كثيرةٌ لإنحرافِ الأبناء .. ولكنَّ أهمَّها ، وأشدَّها تَأثِيْراً ،
سببٌ يَغفَلُ عنْهُ أكثرُنا ، ولكننَا رغمَ ذلك – وبِفَضْلٍ من اللهِ وحْدَه –
نَجدُ من المسلمِينَ من يحرِِصُ على معالجةِ هذا السببِ منذُ الصغَرِ فِي نفوسِ أطفالِه ..
فَكثيرونَ يتمنونَ لو كبرَ أطْفَالهم وكبرَ معهم حبهُم للخَيْر ، وأعمالُ البِرِّ ، والصلاةِ ،
وغيرِها فيعتَمدونَ المرورَ السريعَ دوماً على ذكرِِ مثْلِ هذهِ الأفعالِ أمامَ صغَارِهِم ،
متَنَاسِينَ أنَّ ذكرها لا يكفي ، بل لا بد من تطْبِيقها عملِياً ،
وتَجاوزِ التطبيقِ إلى مرحلةِ الترسيخِ بالوسائِلِ المحببةِ إلى نَفْسِ الطّفل ،
مِما يغرِسُ في نَفْسه الوليدةُ حبها وحب ممارستها ، فنراه يكبرُ وتَكبرُ تلكَ الأعمالُ معهُ ،
حتّى تغدو لهُ علامةً، وليومه وَسَْْماً وسمةً
فإذا ما أخطَأ ذلك الطفلُ يوماً في كبرِِه ، فإنهُ – بإذن اللهِ – سيعودُ إلى نفسه ،
لأنَّ مَادَّةَ الخَيْرِ مَزْرُوعَةٌ في قَلْبِه ..
يقولُ العلماءُ أنَّ الطفلَ منذُ أنْ يولَدُ .. وحتّى سنِّ السادسةَ يعِيشُُ مرحلَةَََ التربيةِ الحقيقيةَِ ،
فإنْ فَاتتكَ هذِهِ المَرحلةَِ فَقَد فَاتَتكَ التّربِيَةَُ كُلهَا ..
فَانتهِزُوا الفرصةََ أيُّها الوَالِدَيْنِ .. واغرِسُوا بذورَ شجرَةِ حبِّ الخَيْرِ في قلوبِ أطْفالِكُم ..
وفيما بينَ أيديكُم وسائِلُ عملِيةٌ لِغَرسِِ هذا الحُبِّ في قلوبِ أحْبَابِنَا الصِّغار ،
لِينتقِلَ منْ مُجَرَّّدِ الذكرِ إلى المُمَارَسَةِ الفعلِيّةِ فِي كُلّ مَرَاحِلِ حَياتِهِم ..
وَلنبدَأ أوْلاً بالصَّلاةِ للطّفْلِ صَاحِبِ السَّبْعَ سِنِيْنَ نُحَبِّبُ إليْهِ الصَّلاةَ وأدَاؤُهَا
ولا نُجْبِرُهُم عليها حتّى يَبْلُغُوا العَشْرَ سِنِين
 
حب الخير للناس موضوع مهم يجب أن نمارسه عمليا وفي كل وقت وزمان امام أطفالنا …. ويجب أن يكون هو الأساس في التعامل مع الناس ……ويجب أن نجعله من أولوياتنا في تربية أطفالنا منذ نعومة أظفارهم ….وكما قيل ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما عوده أبواه …..لأن الأطفال يراقبون كل تصرفات أبائهم وأمهاتهم ويقتبسون منهم الخير والشر
 
بعض الأفكار التي من شأنها أن تساعدك على ذلك:
* أولاً أخبر ابنك أو ابنتك عن الصدقة، معناها، لماذا شرعت ولمن وعن الأجر الذي يكافئ الله به معطي الصدقة.
 
* قارن بين حاله وحال هؤلاء المساكين، ماذا يأكل وماذا يأكلون، كيف يلبس بينما هم لا يجدون ما يرتدونه، على أي فراش دافئ ينام وبالعراء هم ينامون، ثم اطلب منه أن يحمد الله على النعم الموجودة لديه، وأخبره أنه من الممكن أن يقدم لهم المساعدة على صعيدين:
أولاً بالدعاء لهم كل يوم قبل النوم، وعند الإفطار وأثناء السجود في الصلاة.
ثانياً بأن يتبرع لهم بمبلغ من المال.
* اشتري له حصالة وخصصها للأعمال الخيرية، دعه يضع فيها من مصروفه الشهري كل أسبوع جنية وإن أراد فليكثر هكذا لمدة سنة ثم أخرجوا ما فيها في رمضان ودعيه يتصدق بها.
*استمر في إعطائه المصروف حتى في رمضان واطلب منه أن يتصدق به.
* نظم حملة تبرعات عينية: كأن تطلب من طفلك أن يتبرع هذا العيد ببعض ما لديه من ملابس العيد الذي مضى.
*كون فريق عمل من أطفالك الصغار أو صغار العائلة وفتيانها, لجمع زكاة الفطر وإيصالها، اعمل قائمة بالمستحقين ووزع الفريق إلى مجموعات, ثم لينطلق كل فريق إلى عمله.
* اجعل للأعمال الإغاثيه جزءاً من وقتك، حيث تشجع الأسرة على أن تعمل جاهدة لإطعام فقراء الحي.
* قم وأبناؤك بزيارة الجمعيات الخيرية للتعاون معهم وسؤالهم عما يحتاجونه لتقم وأبناؤك بتقديمه لهم.
* شارك وأبناؤك القائمين على مشروعات تفطير الصائمين، اطلب من بناتك القيام بإعداد الوجبات لذلك، وشجعهم على التبرع ولو بجنية ولا تستهين بهذا الجنية.
*استضيف في بيتك بعض المساكين ودعهم يتناولون الإفطار على مائدتك، واطلب من أبنائك القيام على خدمتهم والجلوس معهم للتحدث إليهم عن حياتهم، همومهم، مشاكلهم ذلك سيجعلهم أكثر قرباً وإحساساً بهم وبمعاناتهم، فيقبلون بمحبة واندفاع على العطاء ومد يد العون لأن مثل هذا الموقف سيبقى مطولاً في ذاكرتهم.
*إذا صادفك في الطريق سائل أعطي طفلك قدراً من المال واطلب منه أن يضعه في يد السائل، فإن ذلك له أثر كبير على نفس الطفل وسيغرس فيه حب الكرم والصدقة.
 
* سيكون الأمر رائعاً إذا كان هناك تعاون بين البيت والمدرسة في غرس حب العطاء والصدقة عند الأبناء، وقد أقامت إحدى المدارس في مصر لتثبيت طاعة الصدقة في نفوس التلاميذ
 
زر الذهاب إلى الأعلى