قرأت لك

الي متي الحوادث المروريه

كتبت :شيماء مصطفي

السيارة أداة قتل خطيرة، وفي الوقت نفسه هي وسيلة نقل رائعة، إذن لابد من استعمالها الاستعمال الرشيد، حيث يستعملها بعض الناس بصورة تهدد بها أرواح الآخرين، فكثرت الحوادث بصورة خطيرة،

وأصبح المصابون بها ما بين كسير وجريح ومقتول، ثم يترتب على هذه الحوادث خسائر مادية ومعنوية ومعاناة أسرية واجتماعية، وعلينا أن نفهم أن الطرقات وجدت لمصلحة البشر، ولتقريب المسافات، وتسهيل التواصل بين الناس، وقوانين السير في مجمل بلدان العال، وضعت لتنظم استعمال هذه الطرقات،

وذلك ليس عبثا، إنما لدفع الأخطار عن سالكيها وتجنيبهم شر حوادثها، إن كل ما صنعه الإنسان لرفاهيته وتقدمه، يوجب المحافظة عليه بحسن استعماله، لأنه إذا أخطأنا أوأسأنا استخدام الطرقات فسيكون الطريق سلاحا ذا حدين ويشكل بالتالي خطرا محدقا على حياتنا يمكننا تفاديه بالانتباه والتروي واليقظة والوقاية. فالتقيد بأنظمة السير جزء من الدين لأنه يحقق بعضاً من مقاصده، الشريعة مصلحة كلها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(( إياكم والجلوس بالطرقات، فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه: غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))
رواه البخاري 2465 و6229 ومسلم 5528 و5613

وهذا الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم ينسحب على من يمشي في الطريق، وعلى من يقود مركبته في الطريق.. الإسلام يضع لنا منهجا.. فيا أيها المؤمن طبق هذا المنهج في جلوسك في الطريق، وفي سيرك فيه ماشياً، وفي قيادة مركبتك فيه.

فالطرقات هي بمثابة شرايين الجسم تنبض فيها الروح، فكيف إذا تفشى في هذه الشرايين داء ? فالسرعة هي الداء العضال، هي الداء الذي لا يستهان به، السرعة تحصد المئات لا بل الآلاف من الأرواح البريئة سنوياً، ويكاد عدد ضحاياه يتجاوز أعداد ضحايا الحروب والأمراض بين البشر مجتمعة والكثيرون الذين يذهبون ضحايا حوادث الطرق.. يموتون ويتركون وراءهم المعاناة والألم لأسرهم وأقربائهم، والثكالى واليتامى، أو يصابون بعاهات قلبت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وحياة من يلوذ بهم إلى مآسٍٍ وأحزان، هذه حقائق مرة ولكنها أفضل ألف مرة من الوهم المريح.

ولتقليل حجم الخسائر البشرية دعت منظمة الصحة العالمية إلى توجيه اهتمام خاص لخمسة من عوامل الخطر المحددة وهي: أحزمة الأمان التي اذا استخدمت بالطريقه الصحيحه تقلل الموت في الحوادث بنسبه 61%، ومقاعد السلامة الخاصة بالأطفال التي اذا استخدمت تقلل الموت بنسبه 35٪ ، والخوذ لمستخدمي الدراجات، والسرعة المفرطة وغير الملائمة، والهياكل الأساسية للمركبات والدراجات، واستخدام الضوء النهاري.

ولعل تجنب تعاطي المخدرات التي حرمها الله ومن الأسباب المهمة لتقليل نسبة الحوادث، وتوجيه السائقين إلى تفادي الأمور التالية: السرعة، الإهمال، وعدم الانتباه، قيادة المركبة برعونة وطيش، عدم تطبيق القواعد المرورية، عدم توافر شروط المتانة والأمان في المركبة، القيادة في المناطق الوعرة، أجواء الأمطار والثلوج والضباب والغبار، وكذلك أهمية الإرشادات حول عبور المشاة للطرق بشكل آمن.
أيها المواطن اعلم أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا، الكيِّس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فإذا كان لديك أدنى شك في أنك سائق نموذجي على النحو السالف ذكره اسأل نفسك الأسئلة التالية:

– هل فرامل سيارتك ومقودها وأنوارها سليمة ومحكمة إلى أقصى حد ممكن ؟
– هل يمكنك الادعاء بأنك لم تتعرض أبداً لما هو مفاجئ أو أنك لم تفاجئ أحداً على الطريق؟
– هل تترقب دائماً وجود خطر إلى أن يثبت لك العكس؟
– هل تتخذ الوضع السليم دائماً على الطريق وتستعد دائماً لمواجهة الأخطار؟
– هل تيسر للمركبات الخلفية تجاوزك بسهولة ؟
– هل تحتفظ لنفسك بمتسع من الوقت يسمح لك بإنهاء رحلتك مبكراً وبارتياح؟
– إذا تورطت في خطأ أو إهمال هل تؤنب نفسك على مابدر منك؟
والآن إذا أجبت بالنفي على أي من الأسئلة السابقة فأنت أكثر احتياجاً إلى تحسين قيادتك والارتقاء بمستواها واعلم دائماً أن مزيداً من القيادة الوقائية يعني مزيداً من السلامة لك ولمستخدمي الطريق.

زر الذهاب إلى الأعلى