مقالات واراء

السياحة بمصر .. تمرض ولا تموت

كتب د : حاتم نظمى
اكتب الى حضراتكم من شرم الشيخ افضل مدينة بالعالم طبقا لتقييم منظمة اليونسكو سابقا وفى حقيقة الامر ان ذلك الاختيار كان موضوعيا وبه حيدة ولا توجد به شبهة مجاملة.

وبصراحة شعرت بفخر شديد وانا باحد منتجعات شرم الشيخ والتى تحولت فيها الجبال الوعرة والصحراء الجرداء الى واحة خضراء وحدائق غناء وفعلا تشعر انك بقطعة من اوربا ويزيد عنها جمال الجو والروح المصرية التى اختلطت بهذا السحر والجمال.

وعندما تتجول وتتامل تدرك حجم الاستثمارات التى تقدر بمليارات الدولارات ومن هنا يظهر ان تاثر السياحة او مرورها باى ازمة يكون له تاثير شديد على العمل والعاملين بهذا القطاع الحيوى الهام الذى يعمل به عدد كبير من المصريين واذا ادخلنا فى ذلك عدد من يقومون باعالتهم نجد ان العدد يصل الى ملايين.

وعند حديثى المباشر مع انواع مختلفة من العاملين بالمنتجع مديرين ومحاسبين واستقبال وشيفات بالمطعم ومقدمى الخدمة والعاملين بخدمة الغرف والامن وكل انواع العمالة لمست حزنهم الشديد وتاثر احوالهم بتلك الازمة التى طالت هذه المرة

وقد تم تسريح عدد كبير من هؤلاء العاملين والمحظوظين منهم الذين تم الابقاء عليهم تم تخفيض رواتبهم بشدة .ووجدت البعض الآخر يقول لى انه لم تتم زيادة رواتبهم منذ الثورة الا مبالغ بسيطة جداا.والبعض الآخر من البسطاء يقول لى احنا انتخبنا الرئيس السيسى واملنا انه ينصف الغلابة والمظلومين امثالنا وياخذ حقوقنا من اصحاب المنتجعات والفنادق والذين كسبوا ويكسبون الكثير من دماء هؤلاء الذين يقوم عليهم النشاط السياحى .

ولكى اكون منصفا لابد ان اذكر بالبداية ان الازمة كبيرة وبداية العلاج هو مواجهة الحقيقة والاعتراف بالمشكلة وان السائح الاجنبى وهو مصدر الدخل ومصدر العملات الاجنبية اصبح قليلا جداا وخاصة بعد سقوط الطائرة الروسية وتوقف الرحلات القادمة من روسيا ولكن مع تقدير ذلك الامر ومع وكل المشكلات التى تعانى منها السياحة لابد للدولة ان تقف وتساند هذا القطاع الحيوى بحلول كثيرة مثل تاجيل الضرائب المستحقة على هذه المنشآت السياحية لعامين او ثلاثة .

وايضا تقسيط الكهرباء والغاز واى استحقاقات للدولة فى هذه الفترة الحرجة وايضا عمل وزارة السياحة على ترويج وتقديم البرامج السياحية المميزة والتسويق الجيد بمختلف دول العالم من خلال سفاراتنا بالخارج ومندوبينا واستغلال اى حدث للترويج والتسويق والتنسيق مع الدول الصديقة لدعم مصر وارسال وفود سياحية وتقديم عروض وتسهيلات لكبرى شركات السياحة والتسويق العالمية التى تتحكم فى اسواق السياحة وتوجه الافراد من مختلف دول العالم والعمل بكل الطرق على استقرار الامن وطمأنة السائحين لان اى سائح ينشد الامان والاستمتاع بوقته دون مخاطرة.

وكل ذلك الدعم وتلك التسهيلات مرهونة بشرط عدم المساس بالعمالة او الجور على حقوقهم او تخفيض رواتبهم كما هو حادث الان .السيد المحترم وزير السياحة هذه كلمة حق ليس لها غرض وشاهدت ذلك بنفسى وتحدثت مباشرة مع العاملين وتناقشت معهم بمشكلاتهم وآلامهم دون ان يطلب احد منى شيئا او مساعدة ولكن ضميرى هو الذى دفعنى الى اثارة هذا الموضوع لاننى لااستطيع ان ارى ظلما واسكت عنه .

واخيرا اود الاشارة الى موضوع هام وقد رايت كثير من منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل شرم الشيخ تتالم وغير ذلك وتتحدث تلك المنشورات عن سلوكيات لبعض المصريين من السياحة الداخلية فى تناول وجبات الطعام والاسراف فى الكميات التى يتم اخذها من البوفيه المفتوح ثم عدم تناول هذه الكميات الكبيرة من الطعام وتركها بالاطباق ثم القاؤها بالمهملات مما يسبب خسارة كبيرة للفنادق.

ولكن انا هنا بشرم الشيخ لمدة ثمانية ايام وقد تعمدت رصد هذا الموضوع لاستبيان الحقيقة .

ولنتذكر اولا ان عند بداية ازمة السياحة بدانا دعوات تنشيط السياحة الداخلية لعدم الضغط علينا من العالم الخارجى وفعلا بدات كثير من القطاعات الناجحة بمصر مثل قطاع البترول والقضاة والاطباء والمهندسين والمحامين والنقابات المهنية والنوادى الكبرى فى تنظيم رحلات داخلية الى شرم الشيخ والغردقة لدعم ابناءنا واخواننا العاملين بالسياحة وحتى تستمر تلك الفنادق فى العمل ولا تغلق ابوابها لذلك

ارجو عدم المبالغة والافراط فى تشويه صورة المصريين حتى ان كانت هناك قلة تقوم بتصرفات غير لائقة فلننظر الى الاغلب الاعم وكلهم سلوكهم منتهى الرقى والتحضر .وعلى سبيل المثال انا شخصيا كنت اتناول الافطار والعشاء فقط مع ان من حقى وجبة بالغذاء ولكنى كنت لااستطيع تناول اى طعام بالغداء وكنت اتناول ثمرة فاكهة او ثمرتين واى عصير او شاى .ولست انا وحدى من يفعل ذلك بل الكثيرين مثلى ويتناولون كميات عادية جدا من الطعام وربما اقل منى واطفالنا اكلهم بسيط جداا ولا ياكلون الا اليسير من الطعام وبالعكس لاحظت ان الاجانب ياكلون كميات كبيرة ومتنوعة لكن مع فارق مهم وهو ان الاجنبى يتناول كل الطعام الذى يحضره بطبقه ولا يتبقى اى شىء .لذلك ارجو من حضراتكم ان نشجع السياحة الداخلية وندعمها لانها لو توقفت لاغلقت هذه الفنادق ابوابها تماما .

وملاحظتى الاخيرة هى وجود اعداد كبيرة جدا من الاخوة العرب بمختلف جنسياتهم واتوجه اليهم جميعا بالشكر وارحب بهم فى بلدهم الثانى مصر واشكر دعمهم لنا فى تلك الازمة وتلك الظروف .

واتمنى من الله عز وجل ان تنتهى هذه الازمة قريبا ونرى عودة السياحة بقوة الى ازدهارها كما كانت فى عام 2010 واكثر..حفظ الله مصر وعاشت حرة قوية مستقلة

زر الذهاب إلى الأعلى