الاسلاميات

مقال الثاني عن (رحمةً للعالمين وإماماً)

متابعة محمد الحفناوي
وحقاً ماقاله سيدنا ومولانا الإمام فخرالدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه وأرضاه وأرضينا به جمعاً وفرداً
سيداً لم تزل وغيرك زالوا *** وجميعاً إلى جنابك آلوا
وكريماً ورحمةً وإماماً *** وعظيماً وليس فيك يقال
وأمان بغير حصنك وهم *** وهدىً غير ما تقول ضلال
فإذا لم يكن بحصنك أمني *** فإلى من ترى يبث سؤال
وجزيل عطاؤكم وسخي *** وبلوغ الكمال فيك محال
ويقول أيضاً
وحول مقامي رحمة الله كلها
ومن أجل أن نقتدي بهذه الرحمة فلا بد من أن نجعل منهج مشائخنا الكرام رضوان الله تعالى عليهم نصب أعيننا ولنتأمل في ما قاله سيدنا ومولانا الإمام الشيخ محمد رضي الله عنه في خطاب حولية 2009م
حيث قال :-
ولكي نقتدي بالرحمة المهداة لا بد من المداومة على العمل الصالح لتتعود قلوبنا على حب الخير وتنقاد عقولنا وألسنتنا إلى الكلام الطيب ،
(ويواصل رضي الله عنه فيقول):-
ولكي يكون الفعل مرتباً عملياً وليس كلاماً إنشائياً فإن المصطفى علم أصحابه ذكرالله والصلاة على النبي فانصلحت قلوبهم بالذكر وانشغلت ألسنتهم به مما آل بهم إلى صلاح أبدانهم وأفعالهم وكما قال المصطفى إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسدكله ألا وهي القلب ، كما حض النبي على صنع المعروف ؟ اصنع المعروف إلى من هو أهله ، وإلى غير أهله ، فإن أصبت أهله أصبت أهله ، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله ؟ وبالمداومة على الذكر والصلاة على الحبيب يرفض اللسان أن يشرك معهما كلام غير طيب من غيبة أو نميمة أو أمر بسوء.
ومع دوام الذكر يرتقي العبد ويزداد تزكية وسمو ويلازم الترقي التعرض للإبتلاء ولكن قد يكون الإبتلاء بلاء وضر كماحدث مع سيدنا أيوب فلما انتشر المرض قابله بالصبر لأنه يعلم ابتلاء الأنبياء ، ولكن لما اشتد المرض بدرجة تمنع الذكر نادى ربه [وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين
إلى آخر ما قاله سيدنا ومولانا الشيخ محمد رضي الله عنه من توجيه للأمة ونصح وتبيين مايجب عليه تبيينه من دين جده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للخلق إذ تولى إمامة الأمة بعد أبيه سيدنا ومولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه
فهو نجل الكرام الرحيم ابن الرحيم ابن الرحيم
فذاك يقيناً وارث الراحمية
يقال لأهل الدين هذا إمامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب
وما أحوج الأمة إلى اتباع هذا المنهج العظيم الذي اصطفاه الله سبحانه وتعالى لهذا الزمن فمنه تكتسب الرحمة ومن الرحماء يستمدونها
وكما قال سيدي فخرالدين رضي الله تعالى عنه
الحمدلله الذي قد خصني *** بخصال جدي إنه العطاء
أهي الشفاعة أم تراها رحمة *** إن الشفيع يؤمه الرحماء
وما أحوج الخلق إلى التراحم في ما بينهم ليكون لهم الخير فالخير للرحماء
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة سيد الخلق أجمعين وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين وآل كل منهم وصحابتهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين

زر الذهاب إلى الأعلى