المرأة

الوعى ،، بدور المراة فى المجتمعات ومكانتها

12920394_1766960306872647_1659267571239933899_n

كتبت / فاطمة حسن الجعفرى
قد أشار القرآن لبني آدم في مواقع عديدة
وإلى الرجال والنساء معا منها في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر :
” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ”
فالمرأة مكلفة مع الرجل من الله جل جلاله في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض .
قال الله تعالى :
” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ”
والمرأة على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال عند الله جل جلاله .
” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ”
وقدسية حياة المرأة والرجل على مرتبة واحدة من المكانة والصون عند الله .
” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ”
والمرأة منبت البشرية ومنشئة أجيالها
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”
والمرأة في الزواج سكنا ومصدرا للمودة والحنان والرجل لها ذلك
“وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ”
وأناط الله على الرجل والمرأة السواء مهمة تكاثر السلالات البشرية ، وتعارفها وتعاونها ، واقامة الاسرة باعتبارها الوحدة البنائية الاولى والاساس في اقامة المجتمعات البشرية ، من غير تمايز بينهم على اساس الجنس او اللون او العرق ، والعمل الصالح وتحقيق الخير للناس هو مادة التنافس بينهم ، وهو معيار التفاضل بينهم عند ربهم .
” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ”
ٌ ومسؤولية الحياة وتصريف شؤونها ورعاية مصالح العباد تقع على عاتق الرجل والمرأة ، سواء بسواء وبما اختص كلا منهما من واجبات ،
” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ”
وفي حديث « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته »
” وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ”
وفي الحديث «النساء شقائق الرجال»
والشورى، والتشاور والتناصح مسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء .
“وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ”
وفي السيرة تجاوز المسلمون أخطر ازمة في بداية تاريخ الإسلام يوم صلح الحديبية
، بحكمة امراة ومشورتها وهي أم المؤمنين السيدة أم سلمة – رضي الله عنها .
فقد أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية تعبدية، فضلا عن قواعد تنظيمية حياتية تحقق مصالح المجتمع، فأمر بالسمع والطاعة للأم، حيث جعل الله طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما مقرونا بطاعته وعبادته في مواقع منفصلة كثيرة بالقرآن .
لا يغفل أحدٌ من النّاس أهميّة دور المرأة في المجتمع، فبدون أن تؤدّي المرأة دورها لا يمكن أن تسير عجلة الحياة، فالمرأة هي نصف المجتمع وشريكة الرّجل وسنده، وحين يقدّم الرّجل ما يستطيع من جهد في سبيل الإنفاق على الأسرة ترى المرأة تنبري للقيام بدورها في المجتمع بكلّ قوّةٍ وعزيمة، وتمتلك المرأة صفات تميّزها وتجعلها قادرة على تقديم معاني الرّحمة والحنان لأولادها ورعايتهم الرّعاية الصّحيحة، ولا يمكن للرّجل أن يحلّ مكان المرأة في الأسرة، وهنا تكمن سنّة الحياة وتكامل أدوراها حين يعرف كلّ طرفٍ فيها دوره ورسالته فيؤدّيها على أكمل وجه، وإنّ أهميّة دور المرأة في المجتمع تكمن من أهميّة الرّسالة التي تؤديّها المرأة فيه، فما هي رسالة المرأة ؟
تتجلّى رسالة المرأة في الأسرة حين تقوم برعاية أولادها وتربيتهم التّربية الصّحيحة المبنيّة على الأخلاق والدّين، ولا يمكن أن تؤدّي الأمّ هذه الرّسالة إلا عندما تكون مهيّئة لذلك وكما قال الشّاعر:
الأمّ مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
كما أنّ رسالة المرأة في أسرتها تتعدّى مهمّة التّربية إلى مهمة إعداد جيلٍ من الأبناء يحسن التّعامل مع مجتمعه ويحسن العطاء، فتزوّده بالمهارات الإجتماعيّة اللازمة لذلك، كما تبيّن حقّ المجتمع عليه، ويتشارك الأب هذه المسؤوليّة مع المرأة حتى يكون نتاج التّربية أفضل. كما تتجلّى أهميّة المرأة حين تؤدّي رسالتها بالمجتمع بما تحمله من شهادات علميّة تمكّنها من تعليم الأجيال، وكم نرى من معلّمات يربّين طلابنا على الأخلاق الحميدة ويزوّدونهم بالعلم النّافع في حياتهم، وبالتّالي فإنّ دور المرأة حيوي في محاربة الجهل والتّخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثّقافة في كلّ مجالات الحياة .
كما تتجلّى أهميّة المرأة في المجتمع حين تراها تضع يدها بيد زوجها في أوقات المحن والشّدائد،
فتراها تعمل أحيانًا كثيرة حتّى تشارك زوجها
مهمّة الإنفاق على البيت، ولا شكّ بأنّ ذلك ليس بمطلوبًا منها ولكن دعاها لذلك عظم المسؤوليّة التي تحملها في نفسها ورغبتها بالوقوف مع زوجها ومساندته وهي ترى ظروف الحياة الصّعبة.
وأخيرًا إنّ هناك صورٌ مختلفة تبيّن أهميّة المرأة في المجتمع، فالمرأة تجاهد كما يجاهد الرّجل حين تراها تحمل أحيانًا السّلاح لتدافع عن وطنها ودينها،
كما تراها تطبّب جراح النّاس وتداويها بكلّ معاني
المحبّة والرّحمة والحنان ،

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى