الصحة العامة

فرنسا ، بريطانيا ، أميركا …. ثلاثي الإجرام قديما وحديثا .

متابعة – رياض حجازي
.
حاول قادة الغرب على مر العصور أن يصوروا غزوهم للعالم الإسلامي على أنه معارك تحرير .
فعندما غزا نابليون مصر عام 1798م ، أصدر بيانا يطمئن فيه الشعب المصري إلى حسن نواياه بل غزو أرضه ، وقال فيه ” يا أيها المصريون ، قد قيل لكم إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه ، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين وإنني أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم نبيه والقرآن العظيم .” .
وهكذا كان نابليون يريد أن يقنع الشعب المصري أنه يحتل بلادهم ليحررهم ويعز الإسلام لا لأن يعزز المصالح الفرنسية على حساب البريطانيين .
يمكن للمرء أن يسمع صدى عبارات نابليون المطمئنة يتردد في الإعلان الذي أدلى به سير ستانلي مود حين دخل بغداد في مارس 1917م على رأس قوات الإحتلال البريطاني في ذروة الحرب العالمية الأولى .ادعى المجرم مود أن جيشه دخل بلاد الرافدين ليخرج العدو العثماني المسلم من الأراضي العربية ليدخل مكانه الجيش البريطاني الصليبي الصديق مكانه !!!!! ، فقال المجرم المحتل : (( جيوشنا لا تدخل مدنكم وأراضيكم بصفتها غازية أو محتلة وعدوة ، وإنما بوصفها محررة .
فمنذ عهد هولاكو الذي دخل بغداد ودمرها وشعبكم يخضع لطغيان الأجانب …. وكأن المجرم من أحياء تكريت أو الكوفة أو من شيوخ الفالوجة .
ويكمل المجرم مود فيقول : منذ هذا العهد وأنتم ترزحون أنتم وآباؤكم تحت نير الاستعباد ” .
وواصل ستانلي مود حديثه متعهدا بأن يقدم البريطانيون المساعدة لشعب العراق حتى ينالوا الحكم الذاتي ويحققوا الازدهار لكي يعيش أهل بغداد في رخاء .
وفي العصر الحديث سمعنا نفس الكلمات ولكن بصيغ مختلفة حين دخل المجرم بوش بغداد بحجة تحريرها من صدام وديكتاتورية صدام وانه أتى بجيوشه للعراق لتحريرها وتعميرها ونشر الحرية والرخاء وسرعان ما انكشف بأن عرى شرفاء العراق في سجونه واهانهم وقتل الاطفال وانتهك حرمة نساء المسلمين والعرب وحكامهم في سبات بل في تآمر واشتراك في نهش حرمة الجسد الإسلامي وشرف نساء المسلمين وبناتهم .
وهي هي امريكا بذاتها في إحتلال أفغانستان حين احتلتها وكانت نفس الكلمات التي قالها نابليون في إحتلال مصر وستانلي مود في احتلال بغداد وبوش حين كرر احتلال بغداد ثم احتلال أفغانستان .
وهي نفس الجمل التي يرددها بني علمان وبني ليبرال وبني مدعي السلفية والأزهرية والمنسلخين والمستغربين والمنتفعين من أنهم أصحاب التحرر والتنوير وقد كذب جميعهم فإنهم جميعا من نابليون إلى عصرنا هذا ما اتفقوا إلا على شيء واحد وهو محاربة الدعوة المحمدية وطمسها وتضييع هوية المسلمين ومحاولة تغريبهم وانسلاخهم من جذورهم المحمدية الأصيلة منهم من هو يظن أنه يصلح واغلبهم من هو مجرم واضح الجرام .
ولكن خبتم وخاب مسعاكم فنحن نعرفكم جيدا ونعرف ما تخططون بدليل أننا نقول فيما كتبنا ما تخفونه في نفوسكم من حقد وغل وبغض لهذا الدين الحنيف ومعنا الكثير من شرفاء ومخلصي هذه الأمة لكشف وجوهكم القبيحة لكل من غفل أو تغافل عن معرفتك حقيقتكم القذرة .
.
المصدر
محمد الفاتح .
من كتاب العرب من الفتوحات العثمانية حتى الحاضر بتصرف .
الكتاب ليوجين روجان .
رجل سلام من اجل الاسلام

زر الذهاب إلى الأعلى