اسليدرالأدب و الأدباء

تحية عائلية رغم الأعباء الفيسبوكية

كتبت / مها حامد

تحية تقدير و أجلال وسناء ووفاء لكل أم رغم أعباء الفيس بوك مازالت تجد بعض الوقت للإهتمام بأولادها ورعايتهم .
و تحية تقدير وأحترام وعرفان لكل أب رغم أعباء الفيس بوك وتويتر مازال لديه وقت يقضيه مع أولاده وزوجته وكل العائلة .
وتحية قلبية كبيرة جدا من أعماق الفؤاد لكل أبن رغم أعباؤه الفيس بوكية و الإنستجرام وضغوط السوشيال ميديا مازال لديه وقت للذهاب إلي مدرسته لمراجعة دروسه وأن يتحاور مع أهله والإصحاب ..
إنها وسائل الإتصال الحديثة التى غيرت معالم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية ايضا ، ففي الوقت الذي باتت فيه تكنولوجيا الإتصال الإنفجارية في متناول الجميع ، إلا أنها حملت معها من المشاكل الاسرية ما لم نكن نعرفه من قبل .
لقد جعلت العالم قرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات بين الاشخاص المتباعدين جغرافيا ، ولكن العجيب في ثورة الإتصالات إنها كما قربت البعيد لكن في ذات الوقت أبعدت القريب .
فكل شخص من المستفيدين من وسائل الإتصال يتواصل مع الغرباء في آقاصى الكرة الأرضية بسعادة غامرة ويهتم بتتبع تفاصيل حياتهم وصورهم وأخبارهم فهذا صديق من الهند وهذا من السند أما هذا فهو من أعالي جبال الألب ، ولكن في ذات الوقت يضيق من التحدث مع أقرب الناس له في المنزل او في نفس البلدة حتى التهنئة بالأعياد والمناسبات للجار والأهل و الأقارب أصبحت عن طريق الفيس بوك والواتس آب وأخواتهم .
لقد طوقت أفراد الأسرة بحائط العزلة فأعتكف كل فرد بحاسوبه يتصفح غارقا في الحوارات بعضها جاد ومفيد ، وبعضها لأغراض التسلية وإضاعة الوقت مع أصدقاء أو مع أناس مجهولين الهوية .
وبالتالى زاد الميل للوحدة وخاصة عند المراهقين وقلل من التفاعل الأجتماعى الطبيعى المباشر بالأضافه إلي عدم القدرة علي تكوين صداقات علي أرض الواقع .
أما الأزواج فحدث ولاحرج فالكثير منهم آستغنى عن الآخر بصداقات الفيس بوك وجروبات الواتس آب .
وأصبح الحوار بينهم وهم علي نفس الكنبة عن طريق الشات .
شئنا آم آبينا الفيس بوك أصبح واقع لا مناص منه ، تأثيره لا تخطئه عين وأعتقد أن مارك زوكربيدج وزملاؤه داستن وكريس لم يتوقعوا هذا الإنتشار عندما قاموا بتأسيسه عام 2003 كبرنامج تعارف وتبادل صور وتطورت الفكرة ليصبح الفيس بوك كما نراه الآن يضم أكثر من مليار مستخدم علي مستوى العالم .
دائما هناك ثمن يدفعه الأشخاص نتيجة التطور للتكنولوجى ، وتكنولوجيا العالم الافتراضي سواء كانت فيس بوك و إنستجرام و واتس آب وباقي المفردات دفعنا ثمنها سجن داخل حوائط غرفنا و غربة عن أهالينا و معارفنا .
وهذا لا يعنى انها أسد يفترسنا طوال الوقت بل إن الحياة خيارات .. فمنا من يختار السير على الطريق الصحيح ، ومنا من يختار السير علي الاشواك .
فالنوافذ مفتوحة للشمس الدافئه أو للرياح العاصفة المدمرة ، وما على الشخص سوى الإختيار .
لذا علينا جميعا الانتباه لخطر الفيس بوك علي الاسرة وتفعيل لغة الحوار والتفاهم بين الأبناء و الآباء ، وبين الأزوج .
وتقنين وقت الفيس بوك وتنظيم وقتنا حتى لا يطغى الفيس بوك علي الألتزامات الأسرية و لمتنا الحلوة و الوصل والوداد .
نحن في حاجه للتوعية بمخاطر وسائل الإتصال الحديثة فالوقاية خير من العلاج ، و في أوقات كثيرة لا علاج لكثير من الأمراض عندما تستفحل فينا .
فالتربية مهارة وفن و علم فلنستيقظ جميعا قبل فوات الأوان وضياع العلاقات الأسرية والمحبة والود في حياتنا و بيوتنا ، والله خير المستعان .

زر الذهاب إلى الأعلى