اخبار التعليماسليدرالمحافظاتالمنيا

في رسالة دكتوراه بجامعة المنيا: الشريط الإخباري بالفضائيات الإخبارية يساهم في انتشار الشائعات .. والنيل للأخبار لم تخرج من “عباءة السيطرة الحكومية”

12647444_1675850726004628_1737941158000241108_nكتبت رانيا عادل
مُنِحَ الباحث هشام فولي عبد المعز، ” صحفي”، درجة الدكتوراه في الإعلام التربوي جامعة المنيا؛ مع التوصية بالتبادل بين الجامعات والمراكز البحثية ،عن رسالته بعنوان ” اعتماد الجمهور المصري على الشريط الإخباري بالقنوات الفضائية الإخبارية العربية وعلاقته بانتشار الشائعات”، في مناقشة علنية استمرت ثلاث ساعات بقاعة المناقشات بكلية التربية النوعية.
وتشكلت لجنة المناقشة والحُكم في ” أول مناقشة لرسالة دكتوراه بالكلية ” من الدكتور محمود حسن إسماعيل أستاذ الإعلام بقسم الإعلام وثقافة الأطفال معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس ” مشرفًا ورئيسًا”، والدكتور حسن علي محمد أستاذ ورئيس قسم الإعلام كلية الآداب جامعة المنيا “مناقشًا”، والدكتور محمد شعبان وهدان أستاذ ورئيس قسم الإعلام كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات ـ جامعة الأزهر “مناقشًا”.
اتضحت مشكلة الدراسة انه في ظل حده التنافس بين القنوات الإخبارية الفضائية العربية في الوصول للسبق، ونشر الأخبار، والمعلومات لجمهورها بسرعة، وآنية، وحتى أن لم يتم التحقق منها بالمعايير والضوابط المهنية المعروفة، ، فيجد المشاهد نفسه تائهًا بين أخبار كاذبة وغير دقيقة، أو بها جزء ضئيل من الصواب، وفى كثير من الأحيان تكون مقصودة كأداة لصراع سياسي، أو اجتماعي، تحت ضغوط الإدارة والملكية، فيتم تداول تلك الأخبار بين المواطنين بمختلف أعمارهم، ومستواهم التعليمي، وبيئتهم، بالزيادة أو النقصان، أو بالتحريف والتزييف، فتتحول إلى شائعات تتناقلها الأفواه، فتضر بأمن المجتمع، وتنعكس على سلوكيات أفراده.
وتهدف الدراسة التي احتوت على “320 صفحة باللغة العربية” التعرف على مدى إسهام الشريط الإخباري في بث الشائعات، والكشف عن المواقف التي يتخذها المشاهد في حالة تعرضه لشائعة قبل التحقق منها بالشريط، ومعايير الصياغة المهنية للشريط الإخباري، والطرق والتوصيات لمواجهة الشائعات.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي بتحليل مضمون الشريط الإخباري بقنوات (النيل للأخبار، أون تي في، الشرق) في الفترة الإخبارية المسائية من الساعة السادسة حتى العاشرة مساءً في دورة تليفزيونية، (أبريل، مايو، يونيو2015م)، وتمَّ سحب العينة باستخدام أسلوب الأسبوع الصناعي، وقد بلغ إجمالي عدد الأخبار التي تمَّ تحليلها (2046) خبرًا، وكما أجريت الدراسة الميدانية على عينة عشوائية من الجمهور المصري العام وقوامها (500) مفردة موزعة بالتساوي على محافظات (القاهرة والمنيا)، كممثلتين عن الوجهين” القبلي والبحري”، في الريف والحضر بمحافظة المنيا، والأحياء الشعبية والراقية بمحافظة القاهرة، وتمَّ تطبيقها على الذين يتعرضون للشريط الإخباري بالقنوات الإخبارية العربية وغير المتابعين له، للأفراد من سن(18 إلى ما فوق 50 سنة).
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج ، أهمها: ـ استخدام جميع القنوات عينة الدراسة بالشريط الإخباري مصطلحات سلبية ذات دلالة اجتماعية، احتلت الأخبار المعلومة كمصادر الخبر الترتيب الأول في قناتي النيل للأخبار ، وأون تي في ، في حين جاءت الأخبار المجهولة في نفس الترتيب بقناة الشرق بنسبة (77,14% )، كما جاءت قناة الشرق في الترتيب الأول من حيث القنوات التي تتعمد نشر الأخبار المضللة والشائعات بالشريط، بنسبة (60.00%) وفقًا لآراء العينة الكلية، ويرى (66.15%) من العينة أن الأخبار الكاذبة بالشريط الإخباري غيرت رأيهم بالسلب تجاه قضية بمجتمعهم (بدرجة كبيرة)، يساهم (بدرجة كبيرة) الشريط الإخباري في انتشار الشائعات بالمجتمع، وثبت وجود علاقة ارتباطية طردية دالة إحصائيًا بين إسهام الشريط الإ وجود علاقة ارتباطية طردية دالة إحصائيًا بين إسهام الشريط الإخباري في انتشار الشائعات بمجتمعهم ودرجة اعتمادهم عليه.
وأوصت الدراسة أن الانتقاء للأخبار وترتيبها يكون وفقًا لأهميتها وحداثتها، ولا يجب أن يخضع ذلك لمعايير السياسية التحريرية، و نمط الملكية، ولكن لمعايير القيم المهنية في النشر، و إسناد الأخبار إلى مصادرها الأصلية أو المرتبطة بالحدث سواء رسمية أو غير رسمية، وفى حالة عدم التأكد أو التعثُّر في الحصول عليها يجب السعي وراء صحة الخبر، أو الإشارة إلى ذلك في صياغة الأخبار بالشريط الإخباري بأن تلك الأنباء (غير مؤكدة)، وضرورة الابتعاد عن المصطلحات السلبية ذات الدلالة الاجتماعية في صياغة الخبر، والاتجاه لصياغة تلتزم بالمعايير الأخلاقية؛ كالحيادية بين أطراف الخبر، وعدم الانحياز، وليس الأهواء الشخصية بخلط الرأي في الخبر، أو الإيديولوجية السياسية للقائم بالاتصال أو القناة .
وأشارت التوصيات ضرورة عرض الأخبار السلبية بعيدًا عن المبالغة والتضخيم أو التركيز عليها فقط، وتجاهل الأخبار الإيجابية، فيجب إحداث توازن لحدًا ما لا يصل لمرحلة الانتقاء والتمييز بين هذا الخبر وذاك، حتى لا يؤدى ذلك إلى إصابة الجمهور بالإحباط أو العدائية، أو تتأثر مصداقية المشاهد للقناة، وضرورة أن تخرج القنوات الفضائية العربية المملوكة للحكومات العربية من عباءة السيطرة عليها.
كما بإنشاء مركز لدراسات وبحوث الشائعات بكل وزارة وديوان عام لأي محافظة لدراسة الشائعات المنتشرة في المجتمع، وتحليلها، وأغراضها، ومصدرها، والرد عليها بالوثائق والمستندات، وفقًا لقواعد المواجهة وإصدار بيانات سريعة إلى الجهات المختصة والإعلام و البحث عن الجهات التي تقف وراء تمويل تلك القنوات الإخبارية العربية التي تُبثُّ من الخارج وكشف مخططاتها في حالة عدم التزامها بالمعايير المهنية في نشر الأخبار، وصياغتها حتى لايقع المشاهد فريسة لأخبارها المضللة، أو الكاذبة، وتفاديًا لتأثيرها على المجتمع ومؤسساته.
12654479_1675850762671291_2682644011285643756_n

زر الذهاب إلى الأعلى