الاسلاميات

في مسألة التصوّف والصوفيّة ” مرجعيّة التسمية “

 

بقلم / أ : مصعب أبوبكر أحمد

التصوّف كمعنى عرف في الصدر الأول من الإسلام ، وعرف كمصطلح في نهاية القرن الأول الهجري ، إذ أن الإمام الحسن البصري المتوفى في عام 110 هجريّة ، كان يطلق مصطلح الصوفي على بعض تلاميذه . واشتهر هذا المصطلح قبل نهاية القرن الثاني الهجري ، وأرسيت أركانه وبُيّن منهجه ، وذاع صيته ، وعرف الناس آدابه ، وكتب فيه أئمته أمثال المحاسبي و السقطي وأبو تراب ، والنخشبي ، وأبو طالب المكي ، والداراني ، وسفيان الثوري ، والفضيل بن عياض ، قبل نهاية القرن الثالث الهجري . ومن هذا نخلص إلي أن التصوف نشأ واشتهر في القرون الثلاثة الفاصلة .
رد الباحثون التصوّف إلي جذره اللغوي وقالوا : تصوف يتصوف تصوفاً فهو ” صوفي ” وهم ” صوفيّة ” وتعددت الآراء واختلفت في مصدر التسمية ، فمن القوم من قال سميت بالصوفيّة لصفاء أسرارها ونقاء آثارها ، وهم في هذا يردّون التسمية إلي المصدر ( صفاء ) . ومنهم من جعل اشتقاق الصوفيّة من الصف ؛ نظراً إلي أنهم في الصف الأول في العبادات والتقرب إلي الله تعالى ، لإرتقاء هممهم ووقوفهم بسرائرهم بين يديه . ومنهم من نسبهم إلي أهل الصُفة ؛ لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصُفة الذين كانوا على عهد الرسول صلّ الله عليه وسلم . ومنهم من استبعد نسبة التصوّف إلي الصفاء والصف والصُفة ؛ بإعتبار أن اللغة لا تؤيد هذا الإشتقاق على الرغم من صحة المعنى والدلالات التي أوردها القائلون بهذا القول .
فجاء من نسبه إلي لبس الصوف مثل الإمام نصر الدين الطوسي المتوفى في عام 387 هجرية . فجعل التصوف من الصوف . كما قال بذلك الإمام السهرودي . وهذا الإختيار يناسب من حيث الإشتقاق ، إذ يقال : تصوّف إذا لبس الصوف . وهو يرى أنهم نسبوا إلي ظاهر لبسهم

زر الذهاب إلى الأعلى