اسليدرمقالات واراء

أحداث فرنسا

بقلم :السعيد ابراهيم
أنا غير مطمئن للأحداث التي وقعت في العاصمة الفرنسية ، تبدو لي وكأنها أحداث غير واقعية في بلد ترتفع في سمائه العشرات من الأقمار الصناعية التي ترصد كل ما يجري على الأرض عن طريق كاميرات مركبة في كل موقع ومزودة بوسائل استشعار ترصد أي مادة متفجرة تتحرك في الطرقات أو في أي مكان داخل الأراضي الفرنسية ، وتستقبل الجهات الأمنية تقارير من هذه الأقمار على مدار الساعة .
وهذا ما يدعوني إلى عدم تصديق أن ثمانية أشخاص يحملون أحزمة ناسفة تحمل هذا القدر من المتفجرات ويتحركون بها وسط باريس العاصمة وفي مناطق مختلفة دون أن ترصدهم هذه الأقمار عن طريق الاستشعار أو الصورة ، أمر يصعب – وقد يستحيل – تصديقه ، أو كما كانت تقول شويكار في إحدى مسلسلاتها (شئ لا يسدكه عكل )
وإذا ما حاولنا تفسيره فإن ما تراءى لفكري المتواضع أنه لا يخرج عن أحد أمرين :
1_ إما أن الجهات الأمنية على علم بها وترصدها وتتابعها _ وقد تكون المدبر لها _ وتتغاضى عنه للاستفادة منه في شأن آخر قد يكون قريبا منا بدرجة أو بأخرى .
2_ وإما أن المفجرين يمتلكون تكنولوجيا أكثر تطورا مما تمتلكه أجهزة الأمن الفرنسية ، وهنا يقفز التساؤل عن هذه الجهة التي تملك تلك التكنولوجيا المعقدة ، هل يمكن أن تكون جماعة من الجماعات أو تنظيما مهما بلغ حجمه ومهما توفر له من إمكانيات أو حتى دولة من دول العالم الثالث ، بالطبع لا ! وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى شكوك الاحتمال الأول ، أن الفاعل في أغلب الظن ليس من أعلن مسئوليته عن التفجيرات .

ويرتبط الأمر في ذهني بنظرية افتعال حدث لتنفيذ حادث آخر ، وهو أمر متعارف عليه في الأوساط الاستخباراتية ، وأحيانا في السياسات الداخلية ، وقد تكشفت للجميع فحوى هذه النظرية بعد تفجيرات سبتمبر وما أعقبها من حروب استهدفت تدمير جانبا كبيرا من قوة المسلمين العسكرية والاقتصادية ، وأيضا بعد افتعال قضية أسلحة الدمار الشامل العراقية وما أعقبها من تدمير شبه كامل للعراق الشقيق ورفع بقية العرب للراية البيضاء أمام العدو .
وألمح في الأفق الآن – وقد أكون مخطئا – أن سهام الأحداث المفتعلة في الفترة الأخيرة كلها موجهة ضد مصر التي اعتبروها فيما مضى الثمرة لهذه الأحداث ، فبعد أن دمروا كل القوى الإقليمية التي كانت تساند مصر وقطعوا أواصر الصلة التي كانت تربط مصر بالقوى الباقية – وهي غير فاعلة من الأساس – وأصبحت مصر وحيدة ، حتى ولو رفع البعض الشعرات الرنانة عن دور مصر ، بعد كل ذلك آن أوان قطف الثمرة الكبرى
وأخشى ما أخشاه أن يظل كل طرف يحمل الأطراف الأخرى مسئولية ضياع مصر ، وسيتعاتبون كثيرا بعد فوات الأوان ، ووقتها لن يفيد العتاب شيئا .
أتمنى أن أكون مخطئا وأن تكون الأحداث عادية .
تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى