اسليدرالأدب و الأدباء

المطر والفساد وما بينهما :

كتب : لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل
قال العزيز الحكيم في محكم التنزيل العظيم ( وترى الارض هامدة فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ( صدق الله العظيم ) .
هذا هو المطر .. غيث مسيل ، ونعمة يهديها الباري للارض العطشى ، لترتوي بعد همودها ، وتهتز بعد صمودها ، وتربو بعد يبسها وصحرائها ، المطر ينزل غيثا ونعمة ورحمة .. تستبشر الماشية .. ويغرد الطير .. وتندفع الخضرة لترسم بساطا من النباتات الملونة ، من زرعها ؟؟ من سقاها ؟؟ من جعلها تربو لتعانق الشمس ؟؟ هذه النعمة المهداة من السماء .. لماذا نتهيب منها؟؟
ان الوطن سواء في العراق او في مصر او في غيرها من دول الشرق ، لا نرى من الحكام الا المزيد من الترهل ، والمزيد من الابتعاد عن هموم الناس ، والمزيد من اجترار الماضي والعودة الى عهود التخلف ، العالم المتحضر يتقدم ويتقدم ويتقدم ، ونحن نسير نحو التراجع ويتبعه تراجع ويلحقه تراجع . الفساد يحل ضيفا في شوارعنا ، يلتهم ضوء ها ، ويسحق جمالها ، ويميت الروح في أهلها، والمدن في بلادنا ، كانت متقدمة وكانت متحضرة وكانت موطنا للجميع وموئلا للعلم والادب والتاريخ والحضارة ، نعم كانت !! لكنها اليوم تراجعت وتراجعت وما زال التراجع يلاحقها .. لماذا لا يسأل الحكام انفسهم وهم يزورون بلاد الدنيا .. عن اسباب التراجع .. عن اسباب التخلف .. عن اسباب الانهيار المجتمعي .. عن الانكفاء في المعرفة .. لماذا .. لماذا .. لماذا ؟؟؟
الم يحن الوقت بعد ليقف الحكام امام انفسهم وليس امام شعوبهم … الم يأت موعد المراجعة والخلوة مع النفس ؟؟ الم يحن بعد الوقوف في محراب الوطن المبتلى بالتراجع ؟؟ الم يحل بعد موعد معاينة الامور بطريقة اكثر وعيا وشعورا بالمسؤولية الوطنية ؟؟

 

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى