ديوان ((كائنات النار والمطر)) للشاعر الكبير د. “حمدى شتا” يقول شاعرنا في عزف بديع وَأَيْنَمَـا يَجِئُ أينمـا يَغيبُ شـاعرٌ يُسـامرُ الـسُّطورَ . . و الـْوُعُـوُدَ . . و الـصُّـوَرْ . قـصـيدةً مهـاجرةْ . . كأنهـا الـخُروجُ من بَوَّابَـةِ الـدُّخولِ ـ فجأةً ـ لِـعَـالمِ الْـبَشَـرْ ورقصـةُ الْمَسَاءِ . . فـى الْـمَسَـاءِ . أغنيـاتُ عـاشقٍ يُسَامِرُ الـنُّجُـومَ كُـلَّ لـيلـةٍ ويَصْحَـبُ القمر..!! الضدان في أقوى بوح نفسي يجمع مابين خصائص شعر المهجر والشعر الرومانتيكي في أوائل العصر الحديث حيث خرج علينا شاعرنا النبيل دكتور حمدى شتا بقالب مختلف خط فيه فكرتة وتجربتة العاطفية والحياتية وسار بخطي رشيقة مع الصباح ودوح الطير وتحليق الفراشات إلي عوالم مختلفة من السحر والجمال مخبأة بجيوب الدهشةالسرية سقطت كما قطرة ندى (بلحظة صفو قزحية متفردة الحدوث) علي خد جورية بصباح حزين فأبهجته.! أزلية الذكرى والمعني والحرف يسطرها أكبر نقاد الأدب وشم علي جدارية القلب والتاريخ يقول عنه الناقد والعلامة الكبير الأستاذ الدكتور نادر عبد الخالق //في دراسة موسعة نشرت بمواقع عدة مصرية وعربية الكثير من السحر في مقاربة نقدية وبحثية اخترنا لكم منها مقتطفات لسهولة العرض ما يلي.. الكتاب صادر عن قصور الثقافة..قصر ثقافة كفر الشيخ وهو من الحجم المتوسط والمتأمل يجد أن الديوان يزيد قليلا عن المائة صفحة ويضم أربع عشرة قصيدة، كلها تعبر عن مراحل هذه التجربة وتشير إلى سمات الذات الشاعرة عند الدكتور حمدى شتا واهتمامه بالتجويد اللفظى واللغوى والتعبيرى، والعزف على نغم موسيقى متقن يتقابل فيه مع جهود مدرسة المهجر ومع شعراء العاطفة والحس الرومانسى والوجدانى فى القرن الماضى مثل أحمد زكى أبوشادى وإبراهيم ناجى وعلى محمود طه وحسن كامل الصيرفى ونجيب الكيلانى وغيرهم من رواد العنوان ويمكن تأمل المعنى فى العنوان على هذا النحو : كائنات -> كلمة جاءت فى صيغة الجمع اجتمعت فيها أنواع عديدة تعكس صورا مختلفة للتعبير والتأويل والتشخيص وترمز إلى جدلية الواقع الشعرى فى النفس ومعاناة التعبير، وهى فى نفسها صورة مركبة من مجموعة علاقات حسية تجمع بين النفسى والوجدانى والمادى، ولم تبعد الدلالات فى بقية العنوان عن ذلك حيث جاءت كلمتى : ( النار –> الانتهاء) = (والمطر-> الحياة) ضدان يصوران الصراع الوجدانى فى الذات ويعكسان رحلة الموت وحياة الشعور وانبعاثهما من جديد فى قالب شعرى رقيق، والرمز هنا دلالة واضحة وفى العناوين الداخلية للقصائد لجأ الشاعر إلى هذا التصرف فجاءت هذه العناوين تحمل نفس الخصائص والسمات فغلب عليها الثبات من خلال الصياغة الاسمية فى التكوين من ذلك : هى الأشواق / النار والمطر / فى باريس/ رياح العشق / الشوق العائد/ ويبقى سؤال / قصيدة مهاجرة / فى محراب الروح ..، والإفراد والتنكير فى بقية العناوين مثل: سهد/ عبق /طفولة / سأغنى/ لك أغنى/ وهج .. والمقابلة بين دلالة الثبات والإفراد فى هذه التراكيب تؤكد أن الصورة لدى الشاعر نفسية تقوم على بعث الذات واستنطاق الحس والشعور ومن ثم ترجمتها شعرا غنائيا رقيقا، يتفق كثيرا مع تجربة الإهداء يفتح أمام القارىء نافذة من التأويل الحقيقى للنصوص والدلالة الشعرية التى تكمن خلفها التجربة عامة حيث تشير إلى صفات الشاعر وخصاله الكريمة المتعلقة بالوفاء والبر والعرفان والاعتراف بالفضل وتلك خصائص اجتمعت فى القصائد وتشكلت منها الفكرة الرئيسية فى النص فى نظرته للكون وفى ديوان الشاعر الطبيب حمدى شتا ” كائنات النار والمطر” تتعين ملامح التجربة الشعرية من شيئين الأول : الغنائية التى ينطلق منها الشاعر فى قصائده وفى استشرافه للنفس والذات بعيدا عن محاكاة الصور الخارجية التقليدية ويمثلها الإيقاع، الثانى : العاطفة التى تسيطر على بناء النص دون التخلى عن أهمية الفكرة ودورها فى عملية البناء وتبدو فى الصورة الشعرية والبيانية، والشاعر يسير فى ذلك على هدى شعراء أبولو وعلى طريقة الشعراء الابتداعيين الذين يهتمون باللفظ والمعنى ويقيمون علاقة وطيدة بين النفس وخارجها وبين استلهام القضايا والإشكاليات وطرحها من جديد فى ثوب وجدانى رقيق بعيدا عن الشكوى والألام، مما يدل على سمو العاطفة ورقة الإحساس وموسيقية الكلمة . ولو اخذنا مثالا قصيده مهاجرة تلك التي لخصت حالة الشاعر بدءا من الطفولة حتي صهيل الشباب فنجدة يقول فيها قصيدة مهاجرة ” : محارب من الغيوم جاء / حاملا قصيدة جديدة الدماء وبعض أغنيات / محارب يجول فى ربوع ذاته وفى يديه صفحة غريبة الرواء وأمنيات طفلة هى : الحياة والصفاء والنقاء والبهاء هذه الملامح تتعلق بالشدو والغناء والإيقاع وحب النغم والشغف بالقصيد فى صور موضوعية تتعلق بالبراءة والطفولة والحياة الصافية الخالية ذات النقاء والبهاء. واخيرا شكرا لشاعر بحجم الكون سحرا ولناقد بحجم السماوات دهشة وعلما وحضورا…دمتم ودام وهج المحبة في القلوب محبرة للإبداع لألف من سنوات وإلي لقاء على ضفاف الحرف وسحر بلاحدود لكم أحبة كل التحايا
كتبه كارمن رحال