ايمان غطاس
عندما شق الظلم طريقه لمدينتي
عندما استفاق الدجى على صوت الدم في ساحتي
عندما طلع الفجر على عتمة الاحزان في قريتي
ومنذ ان استفاض الموت الرخيم في حديقتي
ولحظة ان استباح الطغيان شرف حريتي
كانت ملايين العيون تستبيح نقاء مدينتي
كانت عيون سادية متعجرفة ترتوي من كأس حزن عروبتي
آه يا مدينتي اغفري لي صمتي الصارخ في فمي
وأغفري لي كفيف بصيرتي وهجرتي
يوم خرجنا منك وتركناك بين انياب الطغاة
تدافعين عن شرفنا المهان وناديت
الى اين ترحلون يا حماة العرب والعروب
وكيف تجاسرون على ترك حبكم في احضان العار والهزيمة
وصرخت بِنَا وإلتفتنا نودعك بآخر نظرة
ونقول لك ،،،، سنعود غدا غدا فلا تخافي ولا تحزني
وإصبري فلن نتركك وحدك
وتركناك بعناك يا مدينتي الحزينة
وأدمعت عيناك وخلعت عنك ثوبك الطاهر
وراح عنقك يشرئب من بين الدمار
ورحلنا يوم بعد يوم وأصبح الغد سبعون عاما
ورحنا نسأل في منفانا عن مدينتنا الحالمة
كيف اصبحت ؟ وهل غزا الشيب شعرها الأسود البراق
وهل انطفأ بريق العيون الهادئة
ونعود بالذكرى الى بيتنا الصغير وعريشتنا والحديقة
الى براءة الاطفال والى احلام العرائس الجميلة
ونحن في غربتنا نرسم روحك في رحم النساء
فأغفري لنا ذلتنا فنحن لم ننسى روحك الشماء
نحن يا حبيبة نذوّب في هواك ولكن شاءت الاقدار ان نصبح
لاجئين في السماء
فأغفري لنا تركك وحيدة بين انياب الاصدقاء
اغفري لنا يا مدينتي ياقدس الحزينة
ايمان غطاس