أخبار غزةالأدب و الأدباء

هانت عليكم فهنتم عليها

الاديبه الكبيرة

نوال علي العزاوي 

منذ عام ١٩٤٨ واليهود يعيثون فساداً في الارض
يذبحون الأولاد ويستحيون النساء ويهدمون المنازل.

والمتطرف الفلسطيني يترك أرضه تنهب ليأتي ويفجر نفسه داخل سوق شعبي ليقتل الأطفال والنساء في العراق

أذن فقد قالها العرب قبل أن يقولها اليهود
قالها حين قرر أن يكون عدوه الأكبر أخيه المسلم
قالها حين أستحب ان يأكل لحم أخيه حياً
قالها حين قرر أن يكون الحاكم والجلاد ويقطع السني رقبة الشيعي ويقتل الشيعي أخيه السني

ففي اليمن نرى الصراع بين المسلمين ويقتل بعضهم بعضاً
وفِي العراق نخرت الطائفية كل أسس الحياة لتهدم الروح الوطنية وحب الارض فيصبح الصراع بيننا
على مبدأ
الأسماء ليصبح مجرد الاسم قراراً لقتلك
وسوريا تطحن في كل يوم ولكن من أهلها وبين شعبها فهذا من الحزب الفلاني وذاك من الحزب الفلاني إذن لا حياة لهم معاً ويجب أن يقتل بعضهم بعضاً ليكون الرابح الأكبر هو اليهودي بقرار منكم.

وفِي مصر وغيرها وغيرها من الدول العربية
يقتل المسلمون بعضهم بعضا فتضعف وتصبح أسيرة لقرارات السيادة الكبرى أمريكا الحليف الأكبر لإسرائيل

فهل سمعتم يوماً أن يهودياً قتل أخاه اليهودي !!!

أذن هو قراركم وليس قرار ترامب
أنتم من أستهنتم بحقوقكم
أنتم من أعطيتم القدس على طبق من ذهب لتكون عاصمة لإسرائيل
هكذا هانت عليكم القدس فهنتم عليها

هانت عليكم حين أرتضيتم أن تكونوا أدوات بيد المحتل
وأرتضيتم أن تضعفوا أنفسكم بقتل بعضكم البعض

سيخرج فلان يشجب
وأخر يستنكر
وآخر يعترض
ولكن هل يستطيع كل هؤلاء تقديم الاعتذار لدماء الشهداء؟
هل سيكون لشجبهم او أستنكارهم معنى
وهل ستستعيد القدس الثقة بكم

قالها ترامب وأعلنها رغماً عن الجميع لانه يعرفكم وسوف يجد الف طريقة وطريقة يلهيكم بها لتعودوا للقتال فيما بينكم وتتركوا الشجب والاستنكار والاعتراض

أذن فقد أصبحت القدس التي حارب كل الشرفاء لاجلها عاصمة لإسرائيل بقرار منكم

حين هانت عليكم أنفسكم وأعراضكم وروح الاسلام فيكم
هكذا جاء القرار قوياً مدوياً ولكن لمن يملك عيوناً ترى وأذاناً تسمع
كيف وأنتم صُم بكمٌ عمي ولاتفقهون
ففي حضرة الكراسي أنتم لاتملكون لانفسكم شيئاً
وفِي حضرة الراعي الأكبر لكم أنتم خرس لاتتكلمون
ومن بهرجة الذهب أنتم لاترون
وفِي خوفكم وخنوعكم أنتم لاتسمعون
فجاء الوقت لتكون الصفعة للضمير العربي الاخيرة
وتذهب القدس ضحية لأطماعهم وخنوعكم وضعفكم

أليس صحيحاً أنها هانت عليكم
والآن وبعد ٦٨ عاماً
وبعد كل التضحيات من الشرفاء
وكل الذي أستهنتم به
على ماذا تعترضون وهل يسمع أعتراضكم أحد

زر الذهاب إلى الأعلى